ضل

| ٥- الفصل الخامس |

إنَّ الصلاة على النّبي وسيلة
فيها النّجاة لكلِّ عبدٍ مُسْلِمِ 
صلّوا على القمر المُنير فإنّه
نورٌ تبدّا في الغمام المُظلِمِ
___________________

#ضِل🕊

#لـ رحمة_أحمد🕊⚖

___________________

متنسوش الكومنتات و الڤوت❤

_________________

ْ
ْ
ْ
• خَوف، قلق، أحلامٌ مُحَطمة.. و قلبٌ ضعيفٌ واهن مُتَهَالِك.. جسدٌ متألم ينزف، أيدي مُرتعشة.. كل هذا به و يُريدونهُ أن يلتقط سَيفَهُ و يتوقف بشموخٍ ليحارب! أهذا عدل؟

ْ

ارتجفت جميعُ أوصاله حين رأى الدار.. حين وصل للأسكندرية برفقة صديقاه.. حين توقفت السيارة عن السير، ابتلع لعابه و هبط منها سريعًا.. ينظر حوله بتيهة.. قدمٌ تريد أن تدلف المكان، و أُخرى تود الفِرار!

تريد الفرار دون سبب بيِّن.. يخشى أن يذهب لشقيقاه فلا يجدهما، نظر خلفه سريعًا بفزع يطالع صاحب الكفة التي هبطت على كتفه بخفة.. التقت أعينه بخاصتا "سلمان" الذي ربَّت بيده على كتفه، و هتف بعدها:-

_أنتَ قد الدنيا يا "كامل"، متخليش حاجة توجعك و تهزك كده!

كلماتٌ بقدر ما هي مُشجعة آلمته.. شعر بها تصفعه بعنفٍ و تخبره أن ليس من حقِ قلبه أن يتآكل على كل ما فَقَدَ و خَسِر! كلماتٍ رغم لينها شعر بقساوتها، جفاؤها.. و شدتها.. رغم أن نيَّة الآخر كانت حسنة؛ إلا أنه حَزِن من كلماته!

و كأنه إكتفى من إدعائه للصمودِ و الصمت فتضاربت مشاعره حتى بات لا يفرق بين تشجيعٍ و تهكم!

دفع يد الآخر عن كَتِفه و تركه ليتجه نحو الدار بضيق، و كأنه أعلن مخاصمته له عن طريقِ النظرات و دفع يده!

رفع "سلمان" حاجبه بضيقٍ من تلك الطريقة.. ولكنه حاول إلتماس بعض الأعذار للآخر.. نظر خلفه لـ"أجود" فوجده يقف بتجمد و قلق.. يرجُف محله بطريقة مُريبة.. طريقة بثت القلق بفؤادِه.. يطالع الدار بذعر، و كأنه عدو أو شبح!!!.

عاد له "سلمان" سريعًا.. رفع يده و حركها بهدوءٍ لينتبه له.. حتى طالعه "أجود".. متنفسًا بصعوبة محاول تهدئة حاله:-

_أنتَ كويس يابني؟

تسائل "سلمان" بكلماته بقلق.. فأومأ له الآخر عدة إيمائات متتالية.. ما هي إلا ثوانٍ حتى ردد:-
_أدخل أنتَ.. أنا مش هدخل.

تعجب "سلمان" كلماته، و أجابه بضيق:-
_يا حبيبي تعالَ يمكن يكون حد من الأطفال هنا يعرفك فتكون سبب في إنه يفرح!

صمت "أجود" بتوتر.. ربما هو و "سلمان" و "كامل" أصدقاء منذ سنوات، لكن لا يعلما عنه أو عن حياته الكثير، لا يعلما ما مر به قديمًا، لا يعلما أين نشأ و كَبُر! ولا حتى لماذا يعيش وحده.