الفصل 23

10 0 0
                                    

"إسبين، هل عدتِ أخيرًا؟"

عندما عدت إلى المنزل، كانت الكونتيسة زوجة أبي، تقف إلى جانب ابنتها روز بانتظاري.

ألقيت نظرة سريعة على الخادمات المحيطات بنا، ووجدتهن يطأطئن رؤوسهن في خنوع، وملامح الحزن تكسو وجوههن. بعضهن كانت خدودهن متورمة وحمراء، مما يدل بوضوح على أن الكونتيسة قد أفرغت غضبها عليهن أثناء غيابي.

يمكنني تخيل الطريقة التي تُدير بها الأمور، تقهر الخدم بوحشية، وتجعلهم أدوات للسيطرة، وتفرض سلطتها عليهم. ولم يكن من الصعب تخمين أنها تستخدمهم أيضًا لإزعاج إسبين في كل فرصة تسنح لها.

"نعم، عدت."

"ما رأيكِ أن تقضي وقت الشاي مع والدتكِ هذه المرة؟"

قالت الكونتيسة مبتسمة، ولكن عينيها كانتا تخفيان نوايا أخرى. كانت النظرة الواضحة في عينيها تخبرني بأنها تخطط لإيقاعي بطريقة ما.

'لابد أن الكونت موجود في المنزل الآن.'

فبدون وجوده، لم تكن لتتحدث معي بهذا اللطف المصطنع. بل كانت تتحدث بصوت مرتفع، وكأنها تريد أن تُظهر للكونت كم تهتم بي وتهدف إلى لمّ شمل العائلة.

"أنا متعبة."

تعمدت رفع صوتي أيضًا عندما أجبت، مما جعل ملامح وجهها تتشنج بوضوح.

"إذن، سأذهب إلى غرفتي الآن. يمكننا ترتيب وقت للشاي لاحقًا."

لم تجد الكونتيسة أي ذريعة لإيقافي، لذا وقفت عاجزة وهي تحكم قبضتيها في محاولة لكتم غضبها.

عندما تجاوزتهم وصعدت إلى غرفتي في الطابق الثاني، لحقت بي روز بخطوات غاضبة، ودخلت ورائي بقوة.

"أيتها الحمقاء، ما الذي فعلته الآن؟"

"ماذا؟"

"ألا تعلمين؟ أم أنكِ تتظاهرين بالجهل؟"

"حقًا، لا أعرف. ماذا فعلت بالضبط؟"

عندما أجبتها بنبرة لا تخلو من التحدي، عبست روز بشدة وكأنها ستنفجر من الغضب.

"بسببكِ لم أستطع الذهاب للتسوق اليوم!"

"لماذا لا تذهبان بمفردكما؟ ما الذي يمنعكما؟"

"ألا تفهمين؟ ميزانيتنا تعتمد على...".

كنت أعلم الحقيقة مسبقًا. فقد اطلعت سابقًا على تفاصيل استخدام ميزانية إسبين من أجل معرفة الأموال التي أُخذت لصالح "سيباستيان". ومن خلال تلك التفاصيل، اكتشفت الفواتير المرتبطة بمشتريات ملابس لم أملكها قط. وفقًا لكلام كبير الخدم، كان يُقال إنني منحتها كهدية لـ روز والكونتيسة.

'هدية؟ بل مجرد سرقة.'

اليوم، كانتا تخططان لشراء الفساتين باستخدام أموالي مجددًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الشخصية الاضافية، محتالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن