"البارت السادس عشر"

101 6 5
                                    

   Time heals all wounds, but some scars remain.

أليس الوقت كفيلًا بالنسيان؟

ربما نقنع أنفسنا بأن الوقت كفيل بذلك. كثير منا يتجاهل مشاعره في سبيل المضي قدمًا في الحياة، رغم يقيننا الداخلي بأننا لم ننسَ حقًا. فكل موقف أو أغنية تثير مشاعرنا، وتتركنا نشعر بلوعة طوال اليوم، مع ذكريات أو أحاديث أو حتى ضحكات عابرة.

النسيان وُجد كوسيلة تشفي للأشخاص الذين يمتلكون القدرة على تجاوزه، ولكن بقدر ما تختلف الشخصيات، تختلف أيضًا قدرة الإنسان على النسيان.

                     ~~~~~~~

مضت أربعة أيام منذ آخر الأحداث التي وقعت في القصر. ما زالت مارسيلا ممددة على سرير المرض، بينما ابتعد ثاديوس عن مراقبتها. تم نفي ماركيس إلى روسيا، أما أنتوني فيحاول جاهدًا مجاراة أعصاب ثاديوس، إلا أن أعصابه لا تزال ثائرة كبركان مكبوت آلاف المرات.

خلال تلك الأيام الأربعة، قام ثاديوس بخطف ألف فتاة من الدول المجاورة، وقدّمهن كقربان للشيطان في طقوس الميثاق، حيث يسعى لعقد اتفاق معه مقابل مكاسب شخصية. بالطبع، كانت مطالبه تتمثل في القوة والسيطرة المطلقة. أفكاره تحررت من الهدوء الذي كانت تمنحه له مارسيلا؛ فلا جدوى من الإنكار، إذ تمكنت من كبح شياطينه لفترة ليست بالقصيرة.

في اليوم التالي لنفي ماركيس وقراره بعدم مراقبتها، رحل إلى قصره الواقع في إحدى الغابات، بالقرب من البستان البوهيمي في ولاية كاليفورنيا، تحديدًا في مونتي ريو. نعم، سافر بعيدًا عنها وعن عُهرها.

أقام في قصره عددًا من الأنشطة والاحتفالات الشيطانية، التي تضمنت تقديم النساء كقرابين. وصنع دمية فودو عملاقة ليتمكن المشاركون من التخلص من همومهم من خلال طقوسها. كما قدّم دماء النساء شرابًا للمدعوين، بدون أي شفقة. كان في أوج اندماجه مع الوحش الغاضب الذي يسكن داخله،  وأمضى في ذلك التوغل أسبوعين من الطقوس والأهوال.

في إحدى الليالي المُعتمة داخل ذلك القصر، تسلّل رجل واحدة من العاهرات التي  اللواتي قام ثاديوس بخطفهن، بهدف إلحاق الضرر به أو حتى قتله، والمسكين لم يكن يدرك من هو ثاديوس! لم يكن يعلم أنه أحد أسرع مجرمي العالم، وأنه ينهي حياة عدوه قبل أن يستوعب حتى ما الذي حدث.

دخل الرجل القصر من خلال أحد الحراس، الذي سرّب له معلومات حول وجود ثاديوس في البلاد، وكان يحمل مطرقة مليئة بالمسامير، يتجوّل في أرجاء القصر بحذر شديد، وقلبه يخفق بقوة لدرجة كانت نبضاته تصل إلى ثاديوس، الذي كان جالسًا في زاوية إحدى الصالات الحمراء المُعتمة، على كنبة مفردة، يستمتع بلحظات هادئة من الصمت، مرتشفًا قليلًا من الويسكي،ساحبًا آخر أنفاس من سيجارته.

عندها لمح ثاديوس خطوات خفية تتسلل نحو الصالة، تنهد بتقزز شديد وانزعاج؛ حتى عندما يحاول الهروب من الأحداث المزعجة، تلاحقه الحياة بإرسال هؤلاء الأوغاد المزعجين. قَضم على شفتيه بملل، ونهض بخطوات  ثابته متلبس خطوات الظل من شده هدوئها ، كأنه الظل نفسه، متجهًا نحو "الحشرة" التي أزعجت صفاء هدوئه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Drowned blood +18( الغريق في الدم )  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن