SON OF A BITCH

الفصل الأول : غُرُورٌ مَكسُور.

رائحة الدجاج المقلي اختلطت مع رائحة البيرة والسجائر،وإضائة المحل الخافتة انعكست على سماويتيه اللامعة،ثمل و بكاؤه يملئ المكان مزعجًا بذلك بقية الزبائن.

فيليكس... هذا ليس خطأه.

قال سونغمين وهو يربت على كتف صديقه الذي بالكاد يستطيع التماسك بينما كان كريس يشرب من كأسه دون اكتراث، لم يلتفت حتى إلى فيليكس الذي كان يبكي بحرقة أمامه.

ماذا تقصد بليس خطأه؟!

قال فيليكس، وكأن الكلمات خرجت من أعماق قلبه المكسور. كانت الدموع تتساقط على وجنتيه لكن الغضب بدا أكثر وضوحًا في صوته.

حتى أنت ضدّي، مين؟

سونغمين تنهد بعمق، لم يعرف كيف يهدئه لكنّه تراجع قليلاً وذهب ليجلس إلى جانب حبيبه، و في تلك اللحظة رن هاتف فيليكس.

"أهلاً فيليكس، لماذا غادرت باكرًا؟" جاء صوت لوسيانو من الجهة الأخرى، محملاً بالسعادة وكأنه لم يكن هناك شيء خاطئ في هذا اليوم.

"هاه؟" رد فيليكس بصوت مرتجف وهو يحاول أن يسيطر على نفسه.

"لقد استمتعت حقًا اليوم، يجب أن نكرر ذلك في المستقبل." قال لوسيانو بنبرة حالمة، وكأن كل شيء كان على ما يرام، وكأن العالم لا يتسع لغير سعادته.

فيليكس شعر بألم في قلبه، وحمّى الغضب بدأت تغلي في عروقه. كيف يمكنه أن يتحدث هكذا بينما فعل كل ذلك؟ كيف يمكنه أن يعبّر عن سعادته بينما فيليكس كان يحترق في داخله؟

"لكن لماذا غادرت دون أن تخبرني؟" أضاف لوسيانو، وكانت هذه الكلمات بمثابة السكين في قلب فيليكس.

"آسف... طرأ أمر طارئ." همس فيليكس، وهو يحاول أن يغير الحديث، "سأتصل بك لاحقًا حين أعود للمنزل. وداعًا."

أغلق الهاتف بحركة قاسية، وعيناه لا تزالان ملتهبتين من الألم، رمى الهاتف بعيدًا في اتجاه آخر وكأن الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو أن يبتعد عن هذا الصوت الذي كان يرهقه.

فيليكس لم يكن من نوع الأشخاص الذين يغامرون بعلاقاتهم، كانت لديه قواعد واضحة ففي الأسبوع الأول تكون أول لمسة يد، في اليوم الثلاثين القبلة الأولى، وبعد مئة يوم... تكون الليلة الأولى مع الشخص الذي يصبح حبيبه.

هذه المرة كان مختلفًا، هذه العلاقة تجاوزت عتبة المئة يوم لأول مرة، وكان يشعر بشيء ما مختلف، شيء يثير فيه الخوف أكثر من السعادة.

كانت الأيام الأولى مع لوسيانو رائعة، كان يهتم به بطريقة لم يشعر بها من قبل، يعبر عن إعجابه بكل شيء فيه، كان يصفه بأجمل الأوصاف، وكان فيليكس يملؤه الفخر بذلك.
كان يشعر بأن هذا هو ما طالما حلم به.