الفصل العاشر : يَومٌ مَرِير

282 51 26
                                    

استيقظ فيليكس في صباح اليوم التالي بنشاط غير معتاد فرغم أن ذكرياته لا تزال مفقودة، إلا أن شعورًا بالراحة غير المفسرة اجتاحه.

ربما لأن وجود سام بجانبه خلال الأيام الماضية رغم بروده وجفائه كان بمثابة جدار يحميه من المجهول الذي يحيط به.

نهض من السرير يرتدي قميصًا خفيفًا وسروالًا منزليًا،
وألقى نظرة عابرة عبر النافذة، كانت الحديقة تغرق في صمت الصباح الباكر تتراقص أوراق الأشجار بفعل نسيم خفيف.

زفر بهدوء مستجمعًا شتات أفكاره ثم توجه إلى غرفة الطعام حيث اعتاد رؤية سام جالسًا على الأريكة خلف الطاولة.

لكنه عندما دخل الغرفة هذه المرة، كانت الغرفة شبه فارغة باستثناء طبق فطور معدّ بعناية في مكانه المعتاد.

لم يكن سام هنا.. توقف للحظة عابسًا قليلًا قبل أن يلاحظ وجود كبير الخدم في زاوية الغرفة يقف منتصبًا كالعادة، يديه معقودتان خلف ظهره وعيناه تراقبانه بحذر.

جلس فيليكس بهدوء وبدأ يتناول فطوره، كان الجو ساكنًا يخترقه صوت الملاعق الخفيف.
لم يتحدث فيليكس في البداية لكن إحساسًا غريبًا بدأ يتسلل إلى داخله، كأن هذا الصمت يخفي شيئًا ثقيلًا.

بعد أن انتهى من تناول الطعام، مسح شفتيه بمنديل قطني ثم ألقى نظرة خاطفة نحو كبير الخدم الذي بدا مترددًا كما لو كان يبحث عن الكلمات المناسبة.

أخيرًا، تقدم كبير الخدم بخطوات بطيئة نحو الطاولة متوقفًا على مسافة مناسبة قبل أن ينحني قليلاً بإيماءة احترام تقليدية.

قال بصوت هادئ لكنه مثقل بحمولة مشاعر مكتومة.

سيدي الصغير... هناك أشياء كثيرة لا تعرفها، وربما حان الوقت لتعرف جزءًا منها.

رفع فيليكس عينيه نحوه ببطء، ملامحه هادئة لكنها تعكس حساسية دفينة فلم يقاطعه و أومأ بخفة مشيرًا للخادم بأن يكمل.

تابع كبير الخدم وصوته يحمل مزيجًا من الندم والخوف.

في الماضي كنت خادمًا لعائلتك، خادمًا مخلصًا كما ظن الجميع، كنت في القصر يومًا بعد يوم أراقبك وأراقبهم، أتعلم من والدك الحاكم وأرى ثقة الجميع بي تنمو، كنت أحد أكثر الرجال قربًا من العائلة... وربما لهذا السبب كنت أيضًا أكثرهم خطرًا.

صمت لوهلة، وكأنه يلتقط أنفاسه و نظر بعيدًا ثم عاد بعيونه الحزينة نحو فيليكس.

SON OF A BITCHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن