كان فيليكس مستلقيًا على سريره يلف جسده بالبطانية ويحاول أن يغرق في النوم بعد يوم طويل من التفكير والقلق، أغمض عينيه محاولًا تهدئة نفسه بصوت تنفسه المنتظم لكن إحساسًا غريبًا بالقلق كان يراوده دون سبب واضح.
فجأة، سمع صوت الباب وهو يُفتح ببطء و رفع رأسه بارتباك ليجد سام يدخل الغرفة بهدوء خطواته بالكاد تصدر صوتًا على الأرضية الخشبية، كان وجهه كعادته خاليًا من أي تعبير، عيناه الباردتان تمسحان الغرفة وكأنهما تبحثان عن شيء ما.
ماذا تريد؟
سأل فيليكس بصوت منخفض ومتحفز يشعر بشيء من التوتر بمجرد وجود سام في الجوار.
لم يرد سام على الفور، بل وقف هناك لثوانٍ طويلة محدقًا مباشرة في فيليكس ثم بصوت هادئ خالٍ من أي انفعال قال.
أريد فقط أن أتأكد أنك... بخير، نهضت دون تفسير قبل قليل.
هذه الكلمات رغم بساطتها حملت شعورًا غريبًا جعل قلب فيليكس ينبض بسرعة، حاول السيطرة على نفسه وقال
أنا بخير كما ترى، الآن هل يمكنني النوم؟
سام لم يتحرك بل استدار ببطء وكأنه يفكر في شيء.
سأحكي لك قصة قبل النوم، فيليكس
قال سام بصوته البارد الذي لم يظهر فيه أي نوع من العاطفة، في البداية ظن فيليكس أن هذا سيكون مجرد حديث عابر لكنه كان مخطئًا.
بدأ سام يسرد الحكاية، الكلمات تنساب من بين شفتيه بطريقة تترك أثرًا عميقًا.
كان هناك حاكم فرنسي قوي و شديد، كان ملكًا لعصره يحكم بلادًا في قمة ازدهارها، البلاد كانت في أزهى فتراتها تحت حكمه لكن قوته كانت تشكل تهديدًا للشر الكامن في الأرض، للظلال التي تخطط لتحريك كل شيء نحو الفوضى، لا يستطيعون تنفيذ مخططاتهم في ظل حكمه ولا يمكنهم أن يسيطروا على شيء بينما هو في مكانه وهذا ما جعلهم يقررون الإطاحة بالعائلة الحاكمة.
ثم وقف سام للحظة وكأن الكلمات تحتاج إلى وقت لتستقر في ذهن فيليكس ثم عاد ليكمل.
تلك المنظمة التي قررت قتل العائلة الحاكمة كانت أكثر قسوة ودموية من أي شيء قد تتخيله، كانت المنظمة الأسوأ في عالمها، أكثر مجرمي الأرض وحشية، وكان رئيسها يملك طفلاً، طفلًا كان يبدو وكأنه نبع من شره، كان نسخة مصغرة من نفسه و عدوه الأول في صورة صغيرة.
توقف سام مرة أخرى، وجهه غير متغير لكن فيليكس شعر بثقل القصة تتسرب إلى روحه.
أنت تقرأ
SON OF A BITCH
Fanfictionفيليكس مواطن إيطاليّ و موظّف مثالي يسمع حديثا لا يتوجّب عليه سماعه و ينتهي به الأمر بقبضة زعيم المافيا الكوري البرازيلي هوانغ سام. " كان مجرد طفل لا يفهم العالم كما يفهمه الآخرون، عالم مشبع بالمشاعر التي كانت بالنسبة له ألغازًا لا يستطيع فك شيفرتها...