الفصل الرابع : خُيُوطٌ مُتَهَالِكَة

853 84 51
                                    

وصلت السيارة إلى المطار بسرعة غير متوقعة مما أثار دهشة فيليكس الذي لم يكن مستعدًا لمثل هذا التطور السريع.

بمجرد أن نزل من السيارة وجد نفسه أمام مجموعة من الرجال الواقفين بانتظام وهذا ما زاد من توتره، كانت عيناه محمرتين من البكاء وجسده يرتجف بلطف مع كل شهقة يتنفسها.

فيليكس رغم كونه في الخامسة والعشرين من عمره لطالما بدا وكأنه طالب ثانوية، بنيته الصغيرة ووجهه الجميل الذي طالما جذب إليه الأنظار ورفع من غروره جعلاه يبدو أكثر هشاشة في هذه اللحظة.

تقدم ببطء ولا تزال علامات التوتر واضحة عليه حتى وصل إلى طائرة خاصة سوداء اللون كانت في انتظاره على المدرج لكنه لم يظهر الكثير من الدهشة فقد نشأ في كنف عائلة ثرية اعتادت على مثل هذه المشاهد.

صعد إلى الطائرة حيث وجد سام جالسًا يقرأ مجلة بهدوء و بمجرد أن لاحظ وجوده أغلق المجلة وأشار له بالجلوس بينما تكفل الرجال بنقل الحقائب.

بعد لحظة صمت قصيرة، تحدث سام بنبرة عميقة وواثقة.

كيف مر لقاؤك الأول بليون؟

شعر فيليكس بتسارع دقات قلبه، ورد بصوت متوتر وجاف.

لم ألتقِ بأحد، عن ماذا تتحدث؟

تجاهل سام الرد مباشرة وكأنه لم يسمع السؤال وتابع بنبرة متزنة.

سمعت أنك تعيش مع حبيبك، يبدو أنه أعد لك مفاجأة وداعية لطيفة أليس كذلك؟

بلع فيليكس ريقه بصعوبة محاولًا كتمان دموعه قبل أن يجيب بصوت طفولي فيه شيء من الحدة.

هذا ليس من شأنك، لا تتدخل فيما لا يعنيك.

ابتسم سام، ثم رد ببرود.

عزيزي ليون..أم علي مناداتك بفيليكس، حاليًا كل ما يتعلق بك يعنيني.

فيليكس حدق في سام بتوتر لكنه لم يجد الكلمات المناسبة للرد، كان يشعر بالضعف والتوتر ينهشه غير قادر على استيعاب اللعبة التي يجد نفسه جزءًا منها.
سام من جانبه لم يُظهر أي تعاطف أو اهتمام بمشاعر فيليكس بل اكتفى بالنظر إليه بهدوء كأنه يسيطر على كل تفاصيل المشهد.

بعد لحظات ساد الصمت بينهما ولم يكن يُسمع سوى صوت محركات الطائرة التي بدأت بالاستعداد للإقلاع، و فيليكس شعر لأول مرة بأنه مجرد قطعة صغيرة في خطة أكبر لا يفهمها.

لم يكن سام بحاجة لقول المزيد فتصرفاته كانت تحمل رسالة واضحة "أنت الآن تحت سيطرتي."

SON OF A BITCHWhere stories live. Discover now