الباتروس الرابع الجزء 2

101 18 15
                                    

تصويت +تعليق بين الفقرات لطفاً مؤنساتي

في لحظة واحدة، غيّرت الحرب كل شيء. فقدتُهم وسط الدخان، وكان الفقدان أكثر قسوة من الموت نفسه.
بقلمي رقيه محمد

قراءه ممتعه 🫰🥹
--

الكتمان شعور ثقيل... تشيله على صدرك وكأنه جبل ما ينشال. لما تكتِم، تحس نفسك محبوس بجدران من صمتك، كل كلمة ما قلتها تتحول لصدى يدوي بداخلك، وكل إحساس مكتوم يصير جرح مفتوح ما يندمل. تحاول تهرب من زحمة أفكارك بس تكتشف إنك سجّان نفسك.

وفي لحظة ما، يصير الانفجار. يمكن يكون موقف بسيط بس مثل الشرارة ببرميل بارود. تصرخ أو تبكي، أو حتى تنهار بصمت... كأنك تطلع كل اللي بداخلك دفعة وحدة. بعد الانفجار، تحس براحة غريبة، لكن بقايا الكتمان تبقى مثل رماد نار هادية... تلهمك

هاي اني هيج من يوم لي شفت مجيد لليوم انهار بصمت

رهف: جنه جيندا صاحية؟
تقربت رهف للغرفة من شافت دم نازل من خشمها كله مرتخي مثل الجثة. صرخت: جيندا! كومي... ليش هيج صاير بيج؟حاولت تهزني بس عيونها مغلقة ونفسها ثقيل.

رهف تركض يم التليفون وهي تلهث وتخابر الإسعاف:
ألحقونا! صديقتي طاحت ودم نازل من خشمها وأذنها!

عشرين دقيقة كانت كأنها يوم كامل إلها، بس أخيراً وصلوا الإسعاف وحملوها عالسدية وهي تركض وراهم وتبجي.

---

في المستشفى

الدكتور يتكلم مع رهف: هي بخير، بس الضغط النفسي لي عايشة بيه سبب نزيف داخلي بسيط. حالياً تحتاج راحة ومراقبة نفسية مكثفة. الوضع مو بس جسدي، واضح عندها أزمات نفسية متراكمة.

رهف تنهدت بوجع: ما بيها شي غير الحزن لي طاحنها.،
أشلون أساعدها وهي تسكت وتخفي كلشي عني؟

الدكتور: كوني يمها، اسمعيها، بس خليها تفهم إنها محتاجة علاج نفسي. هالشي مو ضعف، بس قوة بحد ذاته.

رهف دخلت الغرفة، شافتني متمددة عالسريّر. عيوني مفتوحة بس خايفة أحجي. رهف قربت مني، مسكت إيدي، وحجت بهدوء:
جيندا، ليش تسوين بنفسج هيج؟ إذا تعبتي، إحجيلي، أنا صديقتج مو عدوتج مو مهم ماضيج، أنا أعرف قلبج. إحجيلي، جيندا.

دموعي ما توقفت، بس هالمرة خليتها تنزل بدون خجل
،رهف، ما تعرفين شنو عايشة داخلي. أنا مكسورة، منبوذة، وأخاف حتى أقول الحقيقة لأنج يمكن تعوفيني.

رهف شدت على إيدي: عمرج ما كنتِ منبوذة بنظري. أنا أحبج، وأظل يمج، مهما صار،احنا أكثر من خوات ليش تحجين هيج؟

ضلت ساكته بس دموعها تنزل .

أسبوع مرّ

رهف ما فارگتني، بس كان يوم جديد لما فجأة سمعت صوت الباب يدك بعنف. رهف راحت تفتح، وسمعت صوت خشن يقول:
- وين جيندا؟ كوليلي!

الباتروس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن