²¹جَـرس الخطر،

3.2K 168 67
                                    

في احد الاراضي البعيدة

في احد المعسكرات التي حملت عدد مهولا من الجنود بالاَلاف

جلس الرجال متجمعون حول نار مشتعلة تدفيهم من البرد القارس الذي اشتد في جنحة الليل

اجسادهم مرتعشة من البرودة و الراحة لا تزور اعينهم لصلابة الأرضية و وسواس الغدر

العدو بعيد لكن لا ثقة لهم به ،

نظر الجميع للرجل الجالس مستندا على الصخرة يرفع قدمه فوقها و يداه تنحت خشبة بهدوء و تركيز

في اعينه انعكاس لشرارات النار المتطايرة مع أفكاره السارحة

تحدث احدهم منزلا رأسه باحترام شديد

"خليفتنا..اانت من نساجي الكلمة ام انك من محبيها؟"

اعتلت ابتسامة خفيفة ثغره متوقفا عن عمله

"و ما يهمك بذلك؟"

نطق بصوت عميق جاد يصب انتباهه للجالسين امامه ، كان الجميع ينظرون له بفضول شديد

كيف لا هذا سيدهم قائدهم ،

تبسم بسخرية وهو يضم يداه لصدره

" و ان كنت نساجا .. هل تظن انني سالقي بشعري عليك؟ لا ارى فيك الا الهجاء و الله عليم"

قهقه الرجال من بينهم الرجل الذي احمر خجلا ، كان يحاول تلطيف الجو و مشاركة اطراف الحديث مع الخليفة

تحدث احدهم وهو يروي عطشه من قنينة جلدية
"او هذا سؤال يا ابا أوس ..هذا خليفتنا عليم فقيه له اكثر مما عليه "

وضع الخليفة يداه على كتف الرجل

"أوس ؟ ا هذا ابنك ؟"

هز الرجل رأسه بابتسامة محرجة و اعينه تشع برغبة في اثبات النفس و الظهور

"سميته على سميتك يا خليفتنا ، عسى الله ان يكبر و يصير مثلك ذو علم و دين و قوة "

انتفخ صدر أوس بالهواء العليل الذي داهم قفصه الصدري مستذكرا حياته البائسة

لم يكن يفترض أن تسمى حياة

يصلي ، يصوم ، يصدق ، يحج ، يزكي لكن.. سكير ، قاتل ، كاذب ..

توقف عن كلمة كاذب ، من غيرها الوحيدة التي جعلته يفعلها

ريم .. الفتاة التي اخد يحارب نفسه و دينه للحصول عليها

إمــرَأة الـخَـلـيِـفَة ، (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن