إمــرَأة الـخَـلـيِـفَة ، (مكتملة)

²³وطأة النَـدم،

في زنزانة تحت الارض

جلس جسد شاب في الأرضية ينظر للنافذة باعين محمرة و خائفة

فتح باب الزنزانة بقوة و تم سحبه على الأرضية مجرورا بذل و استحقار شديد

نظر بدر له من بعيد وهو يضع يده على ذقنه

"هو نفسه فتى سبتة؟"

هز الصقلبي رأسه بهدوء وهو يحمل الأوراق من يد بدر

مرر يداه على رأسه بتفكير شديد ، ما يقع في القصر و البلاد من فوضى شيئ مريب جدا

"اذا .. قم باخده لغرناطة و استدع اهله لسماع الحكم .."

هز انير اعينه بهلع يرمق بدر بنظرات خائفة ، لم تكن نظراته تأثر او تحرك اي شيئ في ضمير بدر
بل زاد حقده و غله اتجاهه ،

هذا الرجل حاول اختطاف و اقتحم غرفة سيدة كاسرا بابها

لم تكن مجرد سيدة

بل كانت امرأة التي اجهر الخليفة بحبه لها

و ما زاد الطين بلة انه كل هذا قد حدث داخل و وسط قصره

نظرت ريم لعبد الرحمن بصدمة و هلع شديدين ،

كانت تحرك رأسها بنفي و انكار..

كلماته تدور في عقلها باستمرار

لما يجب عليها أن تعاني في حيواتها.. لما تستمر بالخسارة باستمرار

لما يجب عليها العيش بظل حزن شديد كلما ابصرت بصيص السعادة و الفرح
لقد كانت حياتها قبل ثواني ملونة و جميلة ،

كانت ترى مستقبلها رفقة أوس و والدها يقف بجانبها يبصرها بفخر بعد النجاح الطبي و الشهرة التي اكتسبتها في سبتة

استقام أوس يجلس على قدميه امامها ينقص فارق الطول الكبير بينهم

امسك يدها بهدوء بينما هي استمرت بدرف دموعها دون توقف

كان ينظر لتلك الاعين التي كانت تشع بالحدة و القوة دائما اخدت تلين و تصبح ضعيفة و بشدة

لاول مره في حياته يراها تبكي

لم يكن قادرا على الاعتراف بما حصل بعدها

اخدها محتضنا اياها بقوة

هي التي تشبتت بقميصه بضعف دون وعي منها