¹⁶لنـا عَـودة،

3.5K 205 116
                                    

كان الصمت في الحي موترا لهم ، هي الواقفة امام الباب تعتمد بيدها على حافته بينما هو تمسك بلجام الحمار مبتلعا ريقه

"ماذا تفعل هنا يا أوس ..اقصد مولاي الخليفة!"

كانت نبرة ريم حادة و غاضبة قد سببت رعشة و انذار له ، هو الذي تبسم ابتسامة متوترة و نطق محاولا تلطيف الجو

" اعوذ بالله.. كلنا سواسية و ما الولاء الا لله"

ضيقت اعينها وهي تنظر ملابسه الخفيفة تلك بدهشة و استنكار، الخليفة حاكم الاندلس نفسه تخلى عن ملابس الديباج و الأقمصة الفاخرة يرتدي ملابس بالية كهذه

تنهدت بحيرة وهي تضع يدها على خدها ،

كان يقف أمامها دارسا كل شبر من وجهها بتمعن و تركيز

قلبت اعينها بعصبية لكن نوبة ضحك و استمتاع اجتاحت داخلها مما جعلها تحاول جاهدا حبسها

مدت يدها في الصندوق محاولة لتشتيت ذهنها

تبسم بخفوت وهو يراقبها ، اعينه عنها لا تفارقها منذ اللحظة التي ظهرت فيها

مدت يدها تحمل نبتة الألوة لكنه اخدها منها بخفة

"ألم تعلمي ان هذه النبتة محرمة قانونيا في البلاد؟"

نظرت له بإستغراب وحيرة! هل يمزح معها؟

بعد مغادرتها غرناطة اضطرت للبحث و التعمق ف والقوانين و السياسة الداخلية للبلاد حتى تتجنب اي مشاكل توقعها بين ايد السلطة

كانت لا تنام الليل خوفا من ان يقتحم الجنود غرفتها و يسحبونها
نطقت بفضول

"منذ متى؟"

تنهد بحنق شديد وهو يتخصر مشددا يديه

"منذ اليوم!"

هزت رأسها بقلة حيلة

"يا لثقل دمك يا خليفة..درسوك الادب و القانون و نسيو الفكاهة!"

قهقه غير مصدقا لجرأتها ، لكن السعادة اجتاحت قلبه وهو يراقب راحتها و عفويتها معه

"ماذا تفعل هنا مولاي!"

نظرت له وهي تشدد على الكلمة الأخيرة مدركة انها ستسبب في ازعاجه

إمــرَأة الـخَـلـيِـفَة ، (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن