(تميم)
برغم انني اعلم بفعلي لتلك الاشياء لم يكن الا خطأ لكن شيء في داخلي اخبرني أن أسير في هذا الطريق واجعلها جانبي مهما حدث. حتى لو كان الامر يتطلب اخفاء حقيقتها!
نود حماية اولائك الذين أصبحوا جزء من حياتنا ولكن لا نعلم سبب افعالنا تلك. نأخذهم ونواجه العالم لكن على طريقتنا التي بدت لهم الا خيانة وطعنة في ظهرهم وبسبب ذاك الكبرياء نصمت ولا ننطق كلمة واحدة. حركات غريبة ويكون الخصم اغرب بكثير حتى يتشبع في داخله ذاك التحدي بعد تلك الكسرة الاولى كأن الشجاعة قد دبت فيه من جديد.
ادراك الامور يتطلب ساعات, ايام, اشهر, وحتى سنين لكن ربما يجب السؤال لتفسير تلك الامور لعل الحرب تهدء قليلا ويذهب ذاك الصراع الذي لا ينتهي في داخل القلب لمعرفة سبب افعالنا هذه. أستنتاجات مختلفة والنتائج موجعة!
"وتبقين سرا وعشا صغيرا, أذا ما تعبت أعود اليه فألقاك أمنا أذا عاد خوفي يعانق خوفي ويحنو عليه." #فاروق جويدة
نعم كنتي ذاك السر في حياتي لكن كان يجب علي جعلك هكذا بدون تقديم أي تبرير وكان يجب علي الارتماء في أحظانك عندما يتعب ذاك القلب من حوله محاول الهروب من كل شيء ليشعر بالامان ويتخلص من الخوف ولو لمرة واحدة.
وصلنا الى القصر وكانت جمانة معي على الخيل. سألت بحذر, "هنا عايش؟"
"اي اني ابن الملك أحمد! ولي العهد."
صرخت قائلة, "شنـــــــــــــــو؟"
أمسكتها من كف يدها منزلها من الخيل, "امشي ندخل."
سارت معي بخطوات بطيئة حذرة غير قادرة على تصديق ما يدور حولها. لقول الحقيقة انا نفسي لم استطع تصديق ما افعله كأن كل هذا حلم وربما بعد لحظات سوف يتحول الى كابوس ونحن نخطي بخطواتنا داخل القصر.
أنحنوا الحراس لحظة دخولي وكانت جمانة تسير بمحاذاتي. رأيت والدي وهو ينزل السلالم قائلا, "انت متبطل سهر الليل هذا وتطلع بلة متكول؟"
نحنيت له محييه, "أسف."
"أسف شنو؟ انت تدري باجر خطوبتك من دارين!"
قلت بحذر, "كتلك ماريد."
أجاب غاضبا وهو يقف امامي, "مو بكيفك. هذا الزواج لازم يتم وانطيت حجاية اني للملك فايز."
"بس ...."
"بدون بس مات الكلام." ناظر جمانة بينما هي كانت منصدمة تقف هناك لا تعلم ما تقوله او تفعله, استرسل, "منو هاي؟ خدامة جديدة؟"
قلت بأصرار, "اكيد لا هاي ..."
قاطعتني هي قائلة موجهة الكلام لوالدي, "اني خدامة جديدة اسمي جمانة." ثم حيته وهي تحني رأسها له.
ادرت نفسي لها, "ليش هيج كلتي؟"
شعرت بنظرات الالم في عينها وهي تصوبها نحوي, قال والدي قبل ان تجيب, "صيح احد من الخدم خلي يتكفل بأمرها."
"بس هي مو خدامة!"
غضب قائلا, "شنو دتلعبون وياية؟" نادى كبار الخدم قبل اضافة كلمة واحدة منهي الحديث, "منصور, منصور" أتى منصور من هناك, "نعم سيدي؟"
"هاي خدامة الاستاذ تميم. انطوها مكان."
"حاضر سيدي."
تركنا وتوجه الى غرفة المكتب خاصته. رأيت جمانة بعيناها الدامعتين, "ليش هيج سويتي؟"
"لو تريد جان كتلة زوجتك بس مكدرت." تقربت نحوي اكثر واخبرتني هامسة, "طلكني احسن ومبروك عليك دارين."
ناظرتها للحظات, ربما كانت على حق, ربما احتجت لشجاعة أكبر كي اخبر والدي بأن هذه التي ظن بأنها الخادمة قد تكون زوجتي لكن علمت ما سوف يقوله ورضيت بهذا الواقع!
بدلا من اجابتها أخبرت منصور, "محد يكلفها بشي بس اني اطلب منها وانطيها غرفة وحدها."
"حاضر سيدي."
بدون النظر اليها كوني ظلمتها معي هكذا تركتها وتوجهت الى الاعلى.
حقيقة من الصعب مواجهتها لانني كنت أعلم حجم الكارثة التي سوف تحدث. يحدث وان يكون الصمت أحيانا هو من انسب الحلول لكن كيف لي مواجهة الذي سوف يحدث غدا؟
"لا اتلفت خلفي, فلن أستطيع الرجوع الى اي شيء." #محمود درويش
شخص مثلي ليس يجب عليه الالتفات الى الوراء بسبب جنوده التي تحيط به ومنعه من ارتكاب خطأ. يحدث كل شيء في لحظة ويمضي دون التفكير به حتى؛ فالماضي يموت ويولد ذاك الحاظر ليميت داخلي. كوني ملكا انهي واعطي اوامرا لكن يحدث احيانا ويوقفني هذا القدر عن قول ما اوده وانزف في داخلي بسبب خطوة متهورة قد اخذتها الى الامام وقتلت نفسي وقتلت ذاك الخصم معي!