(تميم)
أحيانا نخطئ لكن لسنا المسؤولين عن ذاك الخطأ تماما!
كأننا لسنا الذين قمنا بتلك الحركة المقصودة لجعل الخصم يحترق. ليس دائما نود رؤية الخصم يقتل, تقلب الامور في لحظة ونود أن نوقف تلك اللعبة المزعجة لدرجة نجعل كل حركة لصالحهم. يتحول الخصم الي حبيب ويصبح القريب من الذ الاعداء حتى تصدم بكيفية ترتيب الحركات القادمة رغما عنك.
مهما حاولت, مهما خططت لكن يوجد ذاك الشيء الذي يجعلك محطم غير مدرك بأن الامور قد خرجت عن سيطرتك مهما حدث.
قضية عمري خسرانه .. وانا وانت علي مضمون
دليلي ضاع برهانه .. وانا فى عشقتك مسجون ..
وليه تستغرب الدنيا .. سجين يحب سجانه ..
خسر حريته لكن .. لقاها وسط زنزانه
ولو تبغى الحقيقه ايه .. قلبي لو عصاك اعصيه
تراك انت الوحيد اللي .. ازعل نفسي وأرضيه. #ماجد المهندس
عدنا الى القصر بعد أنتهاء "يوم الشكوى" وأنا أفكر بالذي سوف أفعله. لن يستطع ابي التحدث معي ونحن في طريقنا الى هناك بسبب وجود فايز ودارين.
بادر فايز, "شون يصير هيج شي بالقرى وميكون عدنة علم!"
قلت له, "أحس اكو لغز لو كانت الشابة صحيح مخطوفة لصارت ضجة."
قال أبي وهو يرمي بكلماته لي, "صح يمكن منخطفت بس بنفس الوقت نغصبت على شي يجوز."
ضحكت دارين قائلة, "شون يعني تنغصب؟ يعني منخطفت بس نغصبت تروح وية الي خطفها!!"
قلت متحديا, "ومنو كال نغصبت؟"
اجابتني هي, "شبيك حبيبي عبالك تعرفها؟ شعلينا بيها بابا يحل الموضوع."
قال ابي كي يستفزني, "اي تميم تعرفها؟"
قلت بأبتسامة خبيثة, "يمكن! يمكن اكون اني الخاطف حتى."
ضحكت دارين, "حبيبي بطل شقاك يلا نروح."
قلت لها, "لا اني دخت اروح ارتاح. اشوفج غير وقت."
دخلت بسرعة الى داخل القصر كي أرى جمانة لكن فاجئني أبي بدخوله خلفي في الوقت ذاته.
صرخ قائلا, "شنو الي ديصير من وراية؟ جنت حاس موضوع هاي البنية بي شي."
قلت له بصوت هادئ محاولا وهمه, "شدتحجي؟ مدا افتهم!"
قال بذات النبرة, "دا احجي على جمانة."
"شبيهة جمانة؟" استرسلت, "ها تقصد على الي صار اليوم؟ بس الي يمي مو اسمها جمانة مصطفى!"
ضحك مستهئزءا, "تميم اصحى دتحجي وياية انت! مشفت وجهك من نكال اسمها وكلامك."
قبل ان اقول كلمة بدء ينادي عليها, "جمانة, جمانة!"
قلت له غاضبا, "كتلك هاي مو نفسها اتركها."
أتت هي من هناك لا تعلم مالذي يحدث. صرخ عليها والدي قائلا, "انتي من وين اجيتي وشنو اسم ابوج؟"
كانت تناظرني غير قادرة على الاجابة بسبب غضبه الذي كان يخبرها بأن شيئا ما سيحدث.
اخبرته قائل, "كتلك مو هي." ناظرتها, "روحي جمانة."
ترددت في الرحيل والبقاء. بين كلمة ابي وبين كلمتي, كانت ضائعة لا تعلم ان كان رحيلها سوف يأذيني او يكون هو الخيار المناسب. تعلم تهوري ومدى جنوني, تعلم بأنني أغرمت بها وانني اصبحت افعل المستحيل لاجلها.
واقع يغير كل شيء, ويجعل ذاك الحلم من الصعب الوصول اليه.
قلت لها غاضبا, "كلت روحي."
أرادت الذهاب لكن تبعها والدي ممسكها من يدها. تفاجئت وقد بانت على وجهها ملامح الخوف, "كلت شنو اسم ابوج؟"
قاطعته بسرعة قبل ان تجيب, "اتركها تروح."
قال بخبث كي يستفزني, "هي تهمك؟"
اجابت هي, "اكيد ما اهمة بشي مجرد مساعدة اني هنا."
قلت لها, "جمانة اسكتي."
قال والدي متحديا, "ليش تسكت؟ اذا متهمك اريدها هذي الليلة."
رأيت النظرة في عينيها تلك. صدمت وانا استمع لكلامه وهو يحاول تقيدي. أخذ تلك الخطوة التي تجعلني انكسر دون ادراك ما يدور حولي. صرخت في داخلي مقتحمتني تلك الافكار السلبية. لم أستطع الصمت لحظتها فقط لانني لا اريد ان ادخل في متاهات لا اود المغامرة بها, جازفت لانها أصبحت كل شيئا املكه. "أنت كيوم ولادتي تاريخ لا يمكنني الرجوع قبله!" #أدهم الشرقاوي
توجهت نحوه دافعا يده.
قلت بصوت محاولا الحفاظ على نبرة صوتي الهادئة, "انتبه على حجيك. الي دتحجي عليها تكون زوجتي."
بادرت هي وقد بان عليها الارتباك, "لتصدكة استاذ احمد."
قبل أن يجيب وبينما كان هو واقف هناك يحاول استياعب ما مر على مسامعه. أمسكتها من يدها للذهاب الى غرفتي, "امشي وياية."
أتت معي دون قول كلمة ثانية متوجه بها الى الاعلى. أغلقت الباب خلفنا بالمفتاح.
قالت وصوتها يرتجف, "هاي انت شسويت؟"
قلت ببرود, "جان هذا لازم يصير من البداية."
"تميم!" بدأت دموعها تنهمر من عينيها وهي ما زالت واقفة بقرب الباب بينما انا جلست على حافة السرير. ناظرتها غير قادر على تحمل تلك الدمعات ولا اعلم ما علي فعله. أسترسلت, "ليش هيج سويت؟"
قمت من مكاني متوجه نحوها. أمسكت كفوف يديها محاولا تهدئتها, "جمانة اهلج ديدورون عليج ومتوقعين انتي مخطوفة."
صدمت مجيبة, "شنو؟ شون؟"
"اليوم شفت والدتج واشتكت وتريد تلكة الخاطفج."
شعرت بكفوف يديها وهي تتمسك بي بقوة, "وشنو صار؟ احد عرف؟ ابوك ليش هيج سوة؟"
"لتخافين حبيبتي محد يعرف بس ابوية جان شاك وسمعتي الي كالة يعني كان لازم اسوي هالشي."
سحبت يداها من كفوف يدي واحتظنتني وبدأت ببكائها الذي لن تستطع ايقافه.
"تميم خايفة يصيرلك شي."
حوطتها بكلتا يداي وحنيت رأسي مقبل رقبتها. "لتخافين من شي المهم انتي تكونين بخير."
حاولت استجماع انفاسها. ثم قالت بعد لحظات, "اني راح اروح اكول لاهلي واواجهم بس اخلي زواجنة سر."
همست في اذنها, "مترحين اي مكان."
"تميم شون؟ تتوقع ابوك راح يكول شي؟"
"لتفكرين اني اتصرف وياه."
جردت يديها مني وابتعدت قليلا واقفة امامي مناظرتني, "شون ما افكر؟ اني اصلا ورة الي صار ما اكدر ابقة هنا."
وضعت اصبع يدي على شفتيها, "اششش. ماريد اسمع هالحجي بعد مفهوم."
سحبها من يدي واخذتها نحو الفراش. استلقيت وحوطتها بكلتا يداي واضعة رأسها على صدري.
اردت ان يأخذني النوم بعيدا ولو لقليل. أردت ان اهرب وهي بين يدي, ربما اردت ان اواجه كل شيئا وهي بجانبي. ان نتخذ تلك الخطوات معا بدلا من ان نتخذها متفرقين.
يضعفنا الحب ويجعل منا اشخاص مختلفين. ننبهر من شدة تغيرنا ونحن نحارب جيشا كامل او ربما مملكة لكي نحظى بمن نحب. نقدم تنازلات حتى لو كانت ارواحنا, فقط كي نرى الذي نعشق بخير. تقال "كش ملك" الاف المرات لكن ليس بالضرورة ان يصبح الملك طريحا من المرة الاولى, يستطيع المحاولة لمرات عديدة حتى تجعل الخصم يصاب بالملل من اعادة الحركة ذاتها او حتى خلق حركة جديدة فقط كي لا ينهدم كل شيء. يصبح بذاك التحمل عندما يرى الحب وتلك الانثى امامه والخوف في عينيها لتحميه من مؤامرة قد دبرت له حتى لو كان يعني بأنها قد تتنازل عن نفسها لمن غيره فقط لانها تحبه.
"ساعاتنا في الحب لها أجنحة, ولها في الفراق مخالب." #شكسبير
