Part 2

5.2K 153 15
                                    

(جمانة)

كاللعبة الشطرنج تماما, لا يعلم الخصمين أي الخطوات سوف يخطي ذاك الذي يجلس امامه. غلطة واحدة قد تجعل كل شيء محطم وقد يندم على أتخاذها ذاك العقل المدبر لكن بذات الوقت قال #كاسباروف يوما, "أن النقلات التي نصنعها في أذهاننا أثناء اللعب, ثم نصرف النظر عنها, هي جزء من اللعبة, تماما كتلك التي ننجزها على الرقعة."
ربما كانت علاقتي به كتلك النقلات التي تحدث في لعبة الشطرنج ولا يعلم هو أن كان سيقوم بأتخاذها ام لا, وفي ذات الوقت تترك تلك المشاعر المتأججة في داخلي. يقدم ذاك الجندي بحكمة خطوة الى الامام ويجعل جيوشي تتحطم امام جندي واحد فقط. جيوش كاملة بقلاعها, حصونها, وذاك الوزير الشامخ الذي يقف بجانبي بعدما كسر من حركة واحدة قد تقدمها هو نحوي.
حركات متقنة, ظلم واضح, لكن يغفل ذاك القلب عندما يود أن يتشبث بحب احدهم عندما هرب من حياة كانت سوف تكون له كابوس لا يطاق.
أستيقظت من نومي في صباح اليوم التالي. كان رأسي مشغول والافكار تراودني حول ماحدث في القرية بعد هروبي. لسوء الحظ لم يكن هناك ملابس في الكوخ لذا كنت أتجول بفستان الفرح وأنا افكر مالذي سأفعله بعدها.
حل الليل وانا لم اتناول شيء وفاجئني الباب يدق كليلة أمس! لم أتوقع مجيئه لذا بدأت دقات قلبي بتسارعها كليلة أمس خوفا أن أرى والدي او يحيى أمامي بالرغم أنهم لا يعلمون هذا المكان!
"منو؟؟"
"تميم اني افتحي الباب!"
قلت متعجبة وانا افتح الباب, "تميم!!"
"اي شبيج؟"
دفع الباب بيده وجعلني اقف متصنمة امامه وهو يجلس على الاريكة, "شنو شبيج؟ شدسوي هنا؟"
"هيج معجبني اروح للحانة كلت اجي هنا وكلتي انتي باقية هنا صح؟"
قلت له وانا اذكر ما فعله امس, "تميم ترة اني مناقصة مشاكل وشكو يومية جاي هنا؟"
رفع يده وهو ممسك بأكياس محاول تغيير الموضوع, "جبتلج اكل وهدوم."
قلت بفرح, "صدك؟" أخذت الاكياس منه, "شكرا."
أبتسم ولم ينطق بكلمة. أخذت كيس الملابس وتوجهت الى غرفة النوم لتغيير ملابسي. أردت فتح الازرار من الخلف لكن لم أستطع لذا وددت التوجه الى الغرفة الثانية كي انادي تميم ليقوم بمساعدتي وفي لحظة التفاتي رأيته يقف بجانب فتحتة الغرفة وهو مبتسما فقد كانت الغرف لا تحتوي على ابواب. صرخت بسرعة, "شدسوي هنا؟"
"كلت خاف تحتاجين مساعدة."
اجتاحني الغضب بأفعاله هذه, "أطلع برة ماريد اشوفك."
تقدم نحوي بخطواته بينما بدأت أرتجف لا اعلم مالذي ينوي فعله. عدت الى الوراء حتى اصبحت متكئة على الحائط الذي يقع خلفي.
كان حظوره يخلق في داخلي الارتباك, كما لو أن خطوته تلك ستكلفني الكثير ولا تعني له شيئا على الاطلاق. كما لو ان احد جنوده سوف يستلقي شهيدا على الارض اما ان فسأخسر ذاك الوزير الذي يقف امام الملك ليحميه من جبروته وجبروت من حوله.
أصبح أمامي حتى بدأت أستمع لدقات قلبه, أغمضت عيني لكن هذه المرة قمت بالنظر الى الاسفل دون فعل شيء او التفكير في شيء أخر. شعرت بيده على جسدي وهي تحتظنني, شعرت بأن أنفاسي قد قطعت تماما, حوطني بكلتا يديه لكن فاجئني هذه المرة كما في المرة السابقة وهو يفتح الزر الاول من الفستان ويجرد يده مني. رفعت رأسي وفتحت كلتا عيناي على اوسعها وانا اناظره, أبتعد بخطوتين الى الخلف وهو بذات الابتسامة تلك كأنه انتصر في جعلي طريحة على الارض حتى قبل أن يقول, "كش ملك."
رفعت حاجبي منتظرة اي تفسير لكن انتقى كلماته بحرفية, "محتاجة شي ثاني؟"
لوحت برأسي له بمعنى كلا, استرسل, "اني اروح." أعطاني ضهره وبدء بالسير بخطواتا واثقة كأنه كان يسير على قلبي.
وقف عند وصوله الى الباب وادار رأسه قائلا لي, "شفت زوجج بالحانة قبل لا اجي لهنا وجان يدور عليج! لطلعين المكان واني باجر اجي اشوفج هم واجيبلج احتياجاتج."
قلت بخوف, "يحيى؟!"
"ما اعرف اسمة بس اي هو!"
تقدمت بخطوات وانا ممسكة بفستاني من فوق, "ممكن اطلب منك طلب؟"
أبتسم بخبث قائلا, "ماكو طلب من دون مقابل!"
جعلني في بحور من الحيرة, "شون يعني؟ يعني كل الي سويتة البارحة واليوم جان الة مقابل؟"
"اكيد! بس مقابلة انه جبتيني هنا يوم جنت سكران ومخليتي احد يشوفني. اتوقع كافي رديتة وزايد. صح؟"
أخذت نفسا عميقا, "اوكي اي شي تطلب بس اريد ادورلي على تالين وتجيبهة لهنا لازم اعرف شنو ديصير وية اهلي."
أخذه ثواني للرد كأنه كان يصيغ الكلام في رأسه قبل الاجابة, ربما يفكر بذاك المقابل,لكنه فاجئني قائلا بحذر, "اي شي اطلب؟"
قلت وانا ابتلع ريقي, "ممكن تجيبلي تالين؟"
أبتسم, "اكيد بس انطيني وين مكانها."
كانت هناك الاف العلامات سؤال خلف تلك الابتسامة كأنه ينوي على شيء سوف يجعلني اندم مئات المرات لطلبي منه شيئا كهذا لكن فضولي كاد ان يقتلني حول عائلتي ومالذي سوف يحدث لي وانا في هذا اللكوخ المنقطع عن العالم.
اعطيته العنوان وتركني مغادرا بدون اظافة اي كلام لكنه وعدني بأنه سوف يجلب لي تالين في صباح اليوم التالي.

رواية كش ملكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن