(جمانة)
معزوفة يطال عزفها وتجلس أنت هناك تستمع لتلك الانغام الجميلة, يهلكك بعضا منها كما لو ان كلاما قد قيل ويأخذك القسم الاخر الى شيئا يعجز مسمعك عن وصفه من شدة جماله.
ربما كتلك الشجرة تماما التي تستند عليها لتجلس تحت ضلها وتستمتع بالشمس ولو لقليل لكن يخذلك ذاك الذي يقطعها ويجعل كلاكما محطمين. فلا هي التي أكملت وقوفها الشامخ ولست انا التي استمتعت لتحجب عني تلك الشمس الحارقة.
كلمات متداخلة لكن معناها كبير, ككلامك لي ووعودك التي صدقتها وقمت بكسرها في لحظة جعلتني اصب عرقا من شدة حرارة الشمس حتى لا يوجد لدي الوقت لاحتمي بالاخرى فتلك اللعبة طال وقتها لكن موجعة نهايتها جدا!
"لماذا منحتني الضوء الاخضر لقلبك
وخارطة الدخول لاحلامك؟
وانت في طريقك لامرأة أخرى!! لماذا حدثتني عن الحب وراقصتني على حبال اللهفة ولاعبتني لعبة الشوق وانت في طريقك لامرأة اخرى؟" #شهرزاد الخليج
وعدني ابيه بأنه سيساعدني على الهروب لكن قبل أن أفعل طلبت منه القليل من الوقت وتوجهت الى غرفته. لحسن الحظ كان تميم خارج القصر يمارس ويقوم بتحضير خطابه الملكي بعد أيام قليلة.
عند دخولي الى الغرفة اغلقت الباب خلفي وجلست بقرب المائدة على الكرسي. لن أستطع ان امنع دموعي من السقوط كوني خذلت من الرجل الذي احببت ولن استطع ان اذهب هكذا دون التحدث معه لذا اخترت انصف الحلول وجلبت ورقة وريشة الحبر للكتابة له!
"عزيزي تميم أو ربما من الصعب ان تكون ذاك العزيز الذي جعلني اشلاء مرمية بعدما حصل على مايريد!
ربما تكون الحقيقة مرة لكن انت تعلم بأن الكذب يكون قصير المدى ولابد ان تكتشف تلك اللاعيب! ربما نسيت من تكون جمانة بعدما خطيت بخطواتك خارج هذا القصر لكن وددت شكرك. اعلم بأنك متعجب كوني اشكرك الان لكن شكرا لك كونك جعلتني اعيش اياما طويلة شعرت بأنني احببت من قبل الملك تماما كتلك الروايات التي قرأتها واحلم بها فأنت من جعلني اعيشها حتى لو كانت لايام معدودة.
حبيبتك او ربما صديقتك او حتى لعبتك التي حظيت بها لفترة, فعلى ما يبدو أن علاقتنا كانت تحمل الكثير من علامات التعجب والسؤال. جمانة."
طويت الورقة ووضعتها على المائدة ثم خرجت من الغرفة متوجهة الى تحت.
كان الملك احمد ينتظرني بقرب السلالم. "سيدي اني مستعدة."
"خليج هنا وراقبي من الشباك وراح اصيح اني الحراس واطلب منهم شي وانتي من تشوفين الوقت المناسب اطلعي بسرعة."
قلت بين دمعاتي, "تمام."
نظر لي حتى اخبرني, "اني اسف بس تميم هيج طول عمرة وانتي مو اول وحدة يجيبهة للقصر لهذا اريد ازوجة من دارين حتى يستقر."
"ملك احمد ممكن اروح هسة."
"اكيد."
خرج هو بينما كنت انا اراقب حركة الحرس من النافذة. أنتظرت قليلا حتى تجمعوا حوله وذهب بهم بعيدا عن مخرج القصر. في هذه الاثناء خرجت بسرعة وتوجهت الى الخارج دون ان يستوقفني احدا او الفت الانتباه.
عندما نهرب نظن بأن اللعبة قد أنتهت. نظن بأنه لا يوجد خطوات اخرى ناسين بأنه ممكن ان يكون دور ثاني لذات اللعبة مع خصم مختلف او ربما الخصم ذاته لكن لا مانع بوجود الحركات ذاتها والكلمات التى ترمى بحرفية والخطوات التي اخذت بموهبة من الصعب ان تغلب الا اذا تدخل احدا اخر يجعلك تغلب الخصم.
مهما كانت الجيوش طويلة ومهما كان ذاك الجندي شجاع لكن يغلب امام الخصم الذي يكون العقل المدبر وخطواته مدروسة لدرجة يعجز كل من يمر امامه بأن يغلبه فلا وجود للفرضيات ولا وجود للاحتمالات فأما يقع الملك طريحا او يغلب ويأخذ جيشه الذي تبقى بدون صعوبة. اما بالنسبة لي فأكره أن اقف مكتفة الايدي وان اغلب وحتى لو غلبت فيكفيني المحاولة!
"لا يلائمني مطلقا أن أسير كالدمية التي (تتراقص) من أجل أسعاد الاخرين...!" #نجلاء حسن