(تميم)
الصدمة توجع عندما تأتي من الذين عشقتهم!
وتصدم عندما تظن بأنها لجأت اليك من قبل فكما قال #نزار قباني, "عندما تلجأ اليك امرأة .. مت من اجلها, فالمرأة لا تلجأ لرجل, الا وكان عندها أعظم الرجال!" فما بال افعالها اليوم؟ أأصبحت بنظرها شخصا أخر؟ اكنت ذاك الرجل العظيم والان لا اعني لها شيئا وهي تبتعد عني وتود ان تنهي كل شيء بكلمتين على ورقة!؟
أهكذا اصبح الرحيل تافه؟ اهو حتى الرحيل لم يعد يحترم كما يحترم الحب والعشق؟ اكان وجودها لعبة قد انتهت بموت تلك المشاعر ولا مجال للتفكير؟
كنت أقف امامها وانا أشعر بتجمد من حولي. ادركت بأنني أشتقت لها جدا وهي تقف امامي حتى نطقت مصدومة, "تميم!"
قلت بصوتا كاد ان يكون غائبا, "اي تميم!"
سمعت صوت يحيى من خلفي غاضبا, "اطلع منا."
قالت هي بصوت متعب, "تميم روح منا."
دفعت يحيى بقوة وهو يأتي نحوي وحاولت سحبها من يدها لكنها حاولت ان تبقى هناك في مكانها ثابتة. صرخت عليها قائلا, "امشي وياية."
بادرت تالين, "تميم الله يخليك اتركها لهيج اسوي."
بينما كان يحيى طريحا على الارض بين فاقد الوعي واللاوعي ورأسه قد ضرب في شيئا ما على مايبدو سحبتها بقوة وخرجنا من الكوخ وهي تحاول ان تفلت من يدي.
"اتركني تميم لهيج اسوي."
نظرت في عينيها والغضب يتطاير من عيني, "لتخليني افقد اعصابي وامشي وياية."
قالت بخوف, "ماريد."
سحبتها قبل ان يأتي يحيى وانا كنت اود الرجوع الى القصر وان انهي هذا الجدال الذي طال لذا بدون قول كلمة وضعتها على الخيل وثبتها بيدي كي لا تهرب وصعدت امامه متوجه بنا الى الكوخ الذي يقع خلف القصر.
في طريقي الى هناك كان ناصر خلفي. صرخ قائلا كي اسمعه, "سيدي لكيت البيت."
"اوكي. انطيني مفتاح الكوخ الي ورة القصر."
خففت الخيل قليلا في جريه وناولني ناصر المفتاح وبدأنا بالجري الى هناك مخبر ناصر ان يتبعني حتى وصولنا الى هناك.
كانت هي خائفة لا تنطق بكلمة بسبب غضبي المفرط. انزلتها من الخيل واخبرت ناصر, "خليك هنا واذا شفت احد بس دك الباب."
"امرك سيدي."
اخذتها واغلقت الباب خلفنا. نظرت لكفوف يدها واذا بها ترتجف. اخذت نفسا عميقا محاولا ان اطرد الغضب بعيدا.
سألت بحذر, "ليش هيج سويتي وشنو هاي الرسالة الي كتبتيهة؟"
قالت والدموع بين عينيها, "هذا الي جان لازم يصير."
قلت بغضب, "شنو الي لازم يصير؟ تتركيني وترحين واعرف من ورقة؟"
"تميم ارجوك خليني اروح."
أغمضت عيني واخذت نفسا محاولا ترتيب افكاري. قلت بهدوء, "شنو الي صار؟"
"صدكني مصار شي بس خليني اروح منا لاحد يعرف."
"جمانة لتخليني افقد اعصابي كتلج."
صرخت قائلة, "اني اصلا خايفة منك شوف وضعك اريد اروح."
توجهت نحوها واضع يدي على كتفها, "تخافين مني؟"
"تميم ادري الي عشتة وياك حلو واشكرك على كل الي سويتة الي بس غلط جان من البداية."
صرخت عليها من دون ادراك ذلك, "شنو اشكرك؟؟ شنو غلط؟ شبيج انتي؟؟"
ابتعدت مني مخطية بخطاها الى الخلف حتى ابعدت يداي عن كتفيها وبدأت تبكي حتى ازداد بكائها. "جمانة اسف بس حجيج وكل الي صار مديدخل راسي."
"تميم ....."
قالت حروف أسمي حتى سقطت أرضا. توجهت نحوها بسرعة وجلست بجانبها محاولا ان ايقضها. "جمانة, جمانة الله يخليج اكعدي."
صرخت بكل قوتي, "ناصر."
دخل ناصر الى الكوخ بسرعة, "نعم سيدي؟"
"جيب مي بسرعة."
ذهب ناصر وبعد وقتا قصير اتى بالماء. أخذت الوعاء من يده ومسحت رأسها بالماء, "جمانة كعدي الله يخليج."
"سيدي لازم طبيب يشوفها."
صرخت عليه قائلا حتى كدت ان اصاب بالجنون, "ناصر اطلع برة."
خرج ناصر من الكوخ. حوطت رأسها بكلتا يداي وسحبته نحوي حتى لامس رأسي. بدأت احادثها بهمساتا وانفاسي أصبحت على وجهها الجميل, "جمانة احبج. اصحي."
لامست شفتي شفتيها وقبلتها بحجم شوقي كأنني لا أريد فقدانها برغم انني اعلم بأنها سوف تستيقظ لكن شعرت بالخوف. انا الذي لا يهاب شيئا, كسرني فراقها واصبحت اخاف بعدها. أردت ان تفتح اعينها وتنطق بأسمي من جديد لعل نار قلبي تنطفئ قليلا.
كنت مغمض عيني وانا اقبلها حتى شعرت بتلك الدمعات بين شفتاي. فتحت عيني ورأيتها قد استعادت الوعي. أبعدت رأسي وبدأت اناظرها ومازالت يدي تحوط رأسها. رفعت يدها لتبعد يدي, "تميم خليني اروح."
"جمانة شبيج؟ شنو الي صار فهميني؟"
"ماريد احجي."
"اوكي."
"يعني اروح؟"
تركتها وقمت من مكاني مخبرها بهدوء, "خليج هنا وناصر راح يكون برة يوفرلج اي شي تحتاجي ليحد متحجين."
قالت غاضبة, "مو من حقك تعاملني هيج؟"
قلت ببرود, "ليش؟"
"شنو ليش على اي اساس تحتجز علية هنا؟"
"مو يكولون اني خاطفج؟ خلي نسويها صدك وخلي يعتبروني خاطفج لان بعد ميهمني شي."
"تميم لسوي هيج الله يخليك."
"شنو الي ما اسوي؟ الملك اتوقع يكدر يسوي كلشي."
ناظرتني ولم انطق بكلمة اخرى حتى تركتها هناك جالسة على الارض اجهل سبب افعالها تلك.
ناس بنتلاقى فيهن بننساهن بعد الملقى وناس بنتلاقى فيهن بتعز علينا الفرقى
وناس بنترافق ع دروب نحنا وياهن بندوب
مين بيعرف شو المكتوب بنفارق ولا بنبقى
هيدا القلب وحكم القلب هو بيختار وبيحب
قلوب بتتهنى بالحب وقلوب بتبقى محترقة. #وائل كفوري
خرجت من الكوخ واغلقته بالمفتاح معطيه لناصر.
"سيدي صحت جمانة؟"
"اي صحت واي شي تحتاجة توفرة الها."
"تمام سيدي."
"وخلي براسك اذا اجي وما اشوفها هنا اعدمك دتسمع؟"
"حاضر سيدي."
"يلا اروح اني."
تركته وركبت خيلي متوجه الى القصر هناك وكان قد حل الليل تماما لكن عند صعودي الى الغرفة فوجئت بوجود دارين هناك.
أقدم على خطوة واحدة لكي أتفاجئ بما يحدث خلفي محاول ان ابقي الامور كما هي!
أستبعد الفشل لانه لا مجال له, وأحاول ترتيب الامور بما يحلو لي حتى لو كان الامر يتطلب ان ادعس على قلبي واسير الى الامام!
يكفيني بأنني احاول ان احتفظ بها واجهل اسبابها وهي تحاول الابتعاد عني في اللحظة التي ذبلت عشقا بي. كما لو اني شيئا حدث ولا مجال للنظر الى المستقبل حتى يجعلها تدق ساعة الفراق وانا ذاك التائه الذي لا يعلم مالذي عليه فعله غير الانتظار لعل احدا يراه وينقذه من هذا الضياع.
"أنا لم اكن ادري بأن بداية الدنيا لديك
وان اخرها اليك وان لقيانا ... قدر." #فاروق جويدة
![](https://img.wattpad.com/cover/45919551-288-k198057.jpg)