..
....
ارسلت الشمس أشعتها الذهبية الى الارض حاملة معها الدفء ، تزقزق العصافير على تلك النافذة الصغيرة ، حيث الزهور الذابلة هناك ، فقد تكاسلت صاحبتهم بسقيهم و الاهتمام بهم ، بدا الامر مملا لها ، فتحت عيناها برفق لتضرب أشعة الشمس بهما فتغطيهما بيدها الباردة .
بدا العبوس على وجهها بعد ان تذكرت اهمية هذا اليوم بالنسبة لها أو ليصح القول ان هذا اليوم سيكون مصدر ازعاج لها ، وضعت يدها على رأسها و اسدلت شعرها الى الخلف .
' اه اليوم سيأتي ذلك الاجنبي الذي تكلم عنه المدير ، ، هناك شعور سيء يراودني '
تناولت فطورها بسرعة كانها تتسابق مع خيول عربية اصيلة ، اما قهوتها فشربتها ببطئ ، لانها الشيء الوحيد الذي تحبه في الصباح ، من يحتاج الحب بينما القهوة موجودة في الحياة ؟
ارتدت ملابس سوداء كأنها ذاهبة لعزاء احد ما ، ثم كحلت عيناها الملونة مع احمر الشفاه ذا اللون الخفيف يكاد لا يرى .
اخذ منها الامر ساعة للوصول الى مقر عملها ، لولا زحمة السير لوصلت بشكل اسرع .
ذهبت الى غرفة الاستقبال بمهل ، قبيل دخولها سمعت اصوات الموظفين و هم يلقون تعليقاتهم التي تمقتها بشدة ، ما هم الا منافقين يظهرون وجوههم الحقيقة عند ادارت ظهرها ، كان هذا سبب وجيه لابتعادها عن مصطنعون امثالهم .
" واه انه وسيم جدا ، الا يبدوا ذكيا ايضا ؟ "
" بالاضافة انه مهذب ورائع "
" اشعر ان المكتب اصبح جميلا "سمعت تعليقات الموظفين التي اخذت تثني شخصا ما يقف امامهم ، لم ياخذ الامر منها كثيرا لمعرفة هوية الشخص التي تدور التعليقات حوله ، كيف استطاعوا ان يحكموا عليه بمقابلة واحدة فقط !!
' اؤلئك المتشردين ،انهم فقط يقدسون الاشخاص القادمون من بلاد الغرب ! '
سارعت بالذهاب الى دورة المياه محاولة كتم غضبها و التنفيس عن نفسها قليلا ، ثم عادت بعد ربع الساعة .
دخلت المكتب ليصل لمسمعها صوت المدير الذي اخذ يسأل جياسي عن مكان تواجدها .
...
تنهدت بصوت خافت ثم دخلت بثبات الى المكتب مع وجه حازم يحدق في الارض ، و سرعان ما وقعت عيناها على ذلك الضيف الغير مرحب به .
شعر اسود كالليل ، بشرة بيضاء حليبية و عينان زرقاوتين ، مع ابتسامة مشرقة تعلو وجهه ، عندما تلاقت عيناهما اتسعت ابتسامته ، لتظهر تعبيرا منزعجا ، لما ابتسامته ازعجتها هكذا !
مشت نحوه كجثة هامدة ، حقا لا تود رؤية وجهه مطلقا !
التفت السيد تاتسورا ليسأل عن سبب تأخرها الغير معتاد !
بينما اقترب جياسي منها و اعاد سؤال المدير " لما تأخرت ؟ "
عندما ارادت الاجابة على سؤاله فتح ذلك الاجنبي فاهه ليتحدث بصوت لطيف" انسة يوكامي صحيح ؟ اصغر عالمة جولوجيا حاصلة على جائزة الاكتشاف الهام ، سمعت عنك كثيرا ، حقا لم اتوقع انك بهذا الجمال ! ادعى جيان ساسورا " ثم مد يده ليصافحها لكنه تلقى الصمت على كل ما قاله .
شعر جيان انه غير مرحب به بحضرة يوكامي ! تلك النظرات الحارقة التي التهمته بدت و كأنها تود رميه من النافذة !
" ان استمريتي بالنظر لي هكذا سوف تقعين في حبي ! "
فتحت فاهها بصدمة من كلامه المبتذل الذي القاه كمزحة فقط ليلطف الجو لكنه تلقى صراخ منها " هذا محال ! اشعر بالاشمئزاز الان ، لن اقع لاجنبي احمق مثلك "
" سأتناسى تماما دعوتك لي بالاحمق ، لكنني ياباني الاصل و احب هذا البلد ! "
قهقهة بسخرية على كلامه " حب ؟ لهذا البلد ! اشعر بالاشمئزاز مجددا ،ارجوك توقف عن الكلام ! "
" يوكامي توقفي " ضرب جياسي يدها لتصمت قليلا ، لكنها اكتفت بإشاحة وجهها للبعيد .
عن اي حب يتحدث ؟ عالم قادم من الخارج لاسباب غريبة ، من الذي سيصدق انه سيريد نهضة هذا البلد ! تكاد تقسم انه ارسل من قبل تلك الدول لتضحية بالفريق أ الذي كانت انجازاته غامرة في الفترة الاخيرة !
" ارجوك لا تغضب ، يوكامي فتاة لطيفة " تحدث المدير و قهقه بقلق ليهز جيان رأسه .
" لم اعتقد انني سأتلقى الكره من عالمة لطالما اعتبرتها قدوة ! تلك خيبة امل حقا "
...

أنت تقرأ
أَسْرَار الْمُحِيط : 1 • سِرّ مُثَلَّث برامودا •
Khoa học viễn tưởngكُلُّنَا نَعْرِفُ عَنْ السِّرّ الَّذِي لَمْ يَكْشِفْ بَعْد ، ذَلِك السِّرّ الَّذِي عَجَزَ الْعُلَمَاءِ عَنْ فَضَحَه و كُلِّ شَخْصٍ يَقُولُ غَيْرَ اﻵخر - تَرَى مَا هُوَ السِّرُّ ؟ سِرّ مُثَلَّث برامودا ! سينعرف اﻵن عَبَّر هَذِهِ الْقِصَّةِ الخيالية ...