... فتحت عيناها بصعوبة شديدة ، راسها يؤلمها بشدة ، بعد ان استقامت بجسدها نظرت حولها برؤية مشوشة ، جحرت عيناها بعد رؤية تلك الجبال الصحراوية القاحلة امامها من بعيد .
لم يكن وجود لأي بشري اخر بجانبهم ! او حتى كائن حي ، الشمس عالية في السماء تحرق كل شيء بجانبها ، اعاقت قليلا اشعة الشمس رؤيتها ، لكن ذلك الدفء الذي شعرت به كان جميلا مع قشعريرة لطيفة خاصة بعد تلك الليلة الباردة جدا .
" ما هذا المكان ! صحراء قاحلة ؟ لحظة اهذا يعني اننا عدنا الى اليابسة مرة اخرى ؟ لا افهم اي شيء حقا ! الامر المهم الان هو.. " صمتت قليلا عند ادراكها انها وحيدة في ذلك المكان ، لا احد بجوارها ، جياسي ليس له اثر و لا البقية حتى ! جالت بعينيها المكان لتلمح من بعيد جسد احدهم ، سارعت نحوه تمسكه مبعده اياه عن الرمال " هذا قميص الاحمق ! "
بدا وجهه شاحبا و مصفرا ، تحسست حرارته التي بدت مرتفعة ، لم يظهر صدره علامة على استنشاقه الهواء حتى .
لم تدرك الا و الدموع تنهمر من عيناها تلقائيا ، الان هي وحيدة دون احد ! و هذا الاحمق جثة امامها ، اخذت تلك الدموع تتساقط على وجهه ، و نا هي الا ثواني اخرى حتى فتح عيناه بمهل .
" اه .. هل متنا ؟ انحن في الجنة الان ؟ " اخفضت وجهها الباكي لتستمع لصوته المتعب ، جانب منها ارتاح جدا لرؤيته يتكلم هكذا ، و جانب اخر انزعج لانه حي يرزق !
اخذت تتصنع ذلك الغضب لتصبح في وجهه " لا تقلق ، ان مت انت خاصة ستذهب الى الجحيم ! اين لك الثقة بدخول الجنة ! "
قهقه جيان محاولا الاستقامة ثم كح قليلا لينظر من حوله هو ايضا " اين نحن ؟ و ماذا عن بقية الفريق ؟ "
هزت برأسها نافية معرفة اي اجابة لهذا الامر " لا اعلم ، عند استيقاظي كنا وحدنا هنا ، و يال حظي الجميل انا ضائعة مع احمق مثلك ! "
" ما الضير في ان تختفي معي ؟ مسبقا كنت اشعر بالسعادة لقلقك علي و ذرفك الدموع ! "
ارتفعت شفتها العلية مظهرة تعبير مشمئز " اتعتقد انني كنت خايفة عليك ؟ انت مخطئ ، انا فقط كنت قلقة ان اصبح وحيدة هنا ! لكن هذا ليس مهما الان ، دعنا نستكشف هذا المكان "
اخذت يدهل تغوص في تلك الرملات الذهبية تتحسس طاقة الشمس التي دفنت في الرمل الصافي الخالي من اية ملوثات ، من بعيد رأت نخلة في وسط الصحراء صامدة تحارب اقسى الظروف بكل فخر شامخة ، في داخلها شعرت براحة عند رؤية ذلك الصمت الذي عم المكان ، بدا و كأنها في رحلة بعيدا عن صخب المدن .
" لنمشي للامام " قال جيان واقفا نافضا الغبار عن جسده ، لتقف هي الاخرى و تبدء بالخطو ، على الرغم من صعوبة المشي بسبب التضاريس الرملية التي تحيط بهم الا انهم استطاعوا قطع مسافة جيدة .
الان هم في امس الحاجة الى ماء ، فقد جفت حناجرهم ، بدا و كأن كل تلك المياه في اجسادهم تتبخر ، و مع ذلك هبت رياح رملية ذات حرارة مرتفعة .
" هنالك واحة هناك مع مياه عذبة ! " اشارت يوكامي للبعيد لواحة تلألأت امام عيناها فسارعت بالركض نحوها ، الا ان يد جيان امسكتها بقوة " هل انت حمقاء؟ من الواضح ان ذلك سرابا ! "
" ها ؟ " اعادت يوكامي النظر الى ذلك المكان لتجده فارغا من اي شيء ، فخرت على الارض تطلب الرحمة !
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.