الثِّقَةِ إذَا كُسِرَتْ لَن تَبْنِي مِنْ جَدِيدٍ
*****
أَتَى قَرَارٌ مِنْ الْأَمِيرِ شَخْصِيًّا بِأَن يحضى الْعُلَمَاءُ عَلَى يَوْمٍ رفاهي فِي إحْدَى أَفْضَلَ وَ أَفْخَم منتجعات الْمَدِينَة .
أَطَلْت الشَّمْس الذَّهَبِيَّة بِنُورِهَا لتشرق يَؤُمُّهُم المشؤوم ، تَلِيهَا نَسَمَات الْهَوَاء الْبَارِدَة ملطفة الجَوِّ بَيْنَهُمْ .
أَلْقَوْا نَظَرُهُ عَلَى ذَلِكَ الْمَبْنَى الْكَبِير قَبْلَ دُخُولِهِمْ ، آثَار الْوَضْع الرِّيبَة ، فَلَمْ يَجِدُوا قَطُّ أَيْ شَخْصٍ هُنَاك بِاسْتِثْنَاء الْعَامِلِينَ الَّذِينَ بُدُوًّا كالجواسيس ، أَحَسّوا حِينِهَا بقبرهم يَحْفِر مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ .
بَنِي الْمَبْنَى عَلَى هَيْئَةِ قِرْش ، الْأَمْر الْمُثِير لِلِاهْتِمَام هُوَ أَنْ الْمُهَنْدِس اعْتَمَدَ فِي رَسْمِهِ للقرش عَلَى شَكْلِه بِحَيْث يَبْدُوَا مُسَالِمًا لَكِنْ فِي حَالَةِ دُخُولِهِم اخْتَلَف الْوَضْع تَمَامًا ، كَمَا لَوْ أَنَّ الْمِعْمَارِيّ قَدْ قَصَدَ إخْفَاءَ حَقِيقَةُ مَا يَحْتَوِيهِ مِنْ خِلَالِ شَكْلِه الْخَارِجِيّ الْمَنْقُوش بِطَرِيقِه ملفتة دَلَّتْ عَلَى اللُّطْفِ لخداع زائريه ، لِأَنّ دَاخِلَةٌ كَانَ عَكْسَ نَاظِرُه ! جَحِيم بِمَعْنَى الْكَلِمَةِ . .عَلِقَت لَوْحَات قُتِل ووحوش عَلَى الجداران ، الأَضْوَاء حَمْرَاء ، ذَات جَحِيمِي مُمِيت شَبِيهٌ بِالدِّمَاء .
تَزْدَاد صُعُوبَة التَّنَفُّس كُلَّمَا دَخَلْت للاعماق ، كَالْبَحْر إذَا تعمقنا فِيه نَقَصَت نَسَبَه الاوكسجين شَيْئًا فَشَيْئًا وَبَات خانقا ، شَعْر الْجَمِيع وَكَان أيدٍ تخنقهم ، ضاغطة بِشِدَّةٍ عَلَى رقبتهم . . .وَقَف مُدِير الْمَبْنَى بِجَانِبِ بَابِ أَزْرَق مُبْتَسِما بِلُطْف يَدْعُوهُم بِالدُّخُول ، نَظَرٌ لِيُون لِلْجَمِيع ثُمَّ تَوَقَّفَ و نَبْضِه يَزْدَادُ قُوَّةً مَعَ كُلِّ ثَانِيَة تَمْر .
-هل هَذَا آمَن ؟
سُؤَال قَد يَطْرَحُه أَيْ شَخْصٍ فِي نَفْسِ الْحَالَة ، أَخَذ الاحْتِياطات أَمْرٍ وَاجِبٍ ، فالوثوق بالغرباء هُو الْأَشَدّ خُطُورِه ، هَذَا أَحَدُ الدُّرُوس الَّتِي ظَلَّت الْأُمَّهَات تَعَلُّمُهَا لِلْأَبْنَاء طِوَال هَذِه الأَجْيَال .
- " خُذ الْأَمْر بِبَساطَة أَيُّهَا الشَّابّ ، أَنَّه فَقَط مَكَان جَمِيل تستطيعون الِاسْتِرَاحَةُ فِيهِ ، إلَّا تُصَدِّقُونَنِي ! حَسَنًا سنفتح لَكُم الْبَاب كَي تَصَدَّقُوا الْأَمْر "
قَال الْمُدِير بَعْدَمَا هَزَّ رَأْسَهُ للخدم المشبوهين الَّذِين أَحَاطُوا الْمَكَان . .
أنت تقرأ
أَسْرَار الْمُحِيط : 1 • سِرّ مُثَلَّث برامودا •
Science Fictionكُلُّنَا نَعْرِفُ عَنْ السِّرّ الَّذِي لَمْ يَكْشِفْ بَعْد ، ذَلِك السِّرّ الَّذِي عَجَزَ الْعُلَمَاءِ عَنْ فَضَحَه و كُلِّ شَخْصٍ يَقُولُ غَيْرَ اﻵخر - تَرَى مَا هُوَ السِّرُّ ؟ سِرّ مُثَلَّث برامودا ! سينعرف اﻵن عَبَّر هَذِهِ الْقِصَّةِ الخيالية ...