شوارع فنيسيا مليئ بالاشخاص المتراكظين وصولا لعملهم و من منهم لمدارسهم.. بين تلك الكثرة من البشر يتمشى مياترن بكل خفة بينهم.. هائم في عالمه في افكاره.. يتمشى من غير ان يعير احدهم اهتمام و كأن الذين حوله غير موجودين.. لا يصطدم باحدهم.. و عند اصطدامهم به لا يهيج كعادته.. و إنما يتغاضى..
يفكر بذلك الذي سيصل اليوم و كيف ستكون ردت فعل سيا..لنتركه قليلا و لنذهب لسيا..
خرجت بتثاقل من غرفتها.. تارة تغلق عينها بسبب الالم و تارة تندب حظها العاثر..
فاليوم ستقابل احدى شخصيات التمثيل المهمة..
( كيف استطعتِ الاستيقاظ و التمشي هكذا؟ بل لأقل من سمح لك بالوقوف و الخروج من سريرك؟ ) هذه الكلمات اوقفتها لتستدير و الخوف متلبسا بها ظنا منها انه مياترن.. استدارت ببلاهة و الخوف اتخذ طريقا لقلبها..
و هي تفكر كيف سترد او تبرر موقفها ذاك..و لكن الصدمة التي انتابتها عندما رأت ذلك الشعر الابيض و العينان الحمراوتان.. تلك النظرات الغاضبة التي لطالما عهدتها منه.. تلك الملامح الحزينة التي كانت متلبسة بوجهه حتى عندما يبتسم او يضحك لتظفي لابتسامته سحر من نوع اخر.. سحر يخطف الانفاس.. يجعلك تتمنى لو تتلاشى هذه الابتسامة الحزينة من وجهه.. لكن عبثا حاولت تغيره..
لم تتغير ابداا تلك الابتسامة.. لم تتغير ابداا.. هذا هو الشخص الذي عشقته بصمت.. هذا هو الذي سكن داخل قلبها و تربع على عرش قلبها دون اي علم منه.. حبها له خبأته داخل طيات قلبها.. توجته بتاجها.. جعلته الامير لها دون اذن منه حتى..
صدفة? هل التقائها به في قصرها صدفة?
اي صدفة هذه ستجمعها به هنا و في قصرها..
متحيرتا نظراتها تفكر بتلك العينان الحمراوتان التان تراقباها و الخوف متلبسا بها..كثير من الاسئلة داخلها.. لا وجود لاجوبتا لها..
عقلها الذي يتحرك دوما قبل قلبها.. هذه المرة اعتزل واجبه ليوتيح لقلبها ان يتصرف بدلا منه..
و لكن هيهات ان تخرج الكلمات منها.. تلك اللحظة دموعها التي عبرت عن مشاعرها التي كانت مبعثرة.. مشاعرها التي تجسدت في دموعها.. جعلتها تتذكر كل لحظة مرت بها بدونه.. اي جحيم كانت تعيشه من غير وجوده..تذكرت انها يوما قرأت مقولة و لكنها لم تفهم معناها " و لا نشعر بحزن فقدان شئ الا بعد فقدانه و عودته.. و نحن نعلم بان عودته ستعني رحيله مرة اخرى!! " هذه الجملة لم تفهم معناها ابدا.. و لكن اليوم و في تلك اللحظة فهمت المعنى و المغزى..
نظرت له ثم ضيقت عيناها بارتياح و الدموع لا تزال تنساب من عينيها..
تحركت بعض خطوات حتى وصلت للشخص الذي اصبح امامها مباشرتا..
حركت يدها اليمنى لتلامس خده الايسر.. حركت اناملها بخفة على خده و كانها تتاكد من انه حقيقي و ليس وهم.. رمت نفسها بين يديه و بسبب طول قامته لم تستطع سوى احتضان جزء منه.. بأحتضانها له كانها تريد التخلص من كل شئ و هي بين يديه.. رمي الهموم و اطلاق العنان لشهقاتها.. دموعها و شدة قبضتها عليه و شهقاتها كل شئ بها يقول لا ترحل مرة اخرى..
أنت تقرأ
سَأحَقق إنْتِقامي
Mystery / Thrillerتكثر الجريمة في العوالم التي يستوطنها البشر سَيا: موت من تحب هو اصعب فراق.. قد يحصل لأي شخص.. ليلي: تتعدد طرق الاعذار و طرق نسيان الامر و الانتقام واحد.. شيذارا: من الجميل ان تحب .. و من الغباء ان تكره.. و من المستحيل ان تقتل.. ساندرا: للحياة الوا...