اول يوم مكتحل بكحل اسود غامض يخبأ في طياته حرمان من الحرية يمر على سَيا و ليلي باندماج ارواحهن مع بعض..
اليل في لوس انجلس ليس سيئ البتة.. ولكن ما يخيف به انه قاتم ما ينيره اضواء البنايات و المنازل و الجسور وما يميز هذه اليلة انها مظلمة لا يوجد بها اي نجوم تنير سمائه و لا حتى جزء من القمر لينير ظلمته ولو قليلا.. ربما الغيوم هي السبب.. تلك الغيوم السوداء الداكنة تنذر بهطول الامطار قريبا..
( امي...
لقد اشتقت لوالدي.. اشتقت له كثيرا..
اريد ان يقبلني قبلة ما قبل النوم..
امي...
اني افتقده كثيرا... هل الموت يعني اني لا اراه و لا احتضنه ولا حتى اشم عطره..
امي... ان هذا الشعور يؤلمني.. امي.. اني افتقده...)
قالتها محتضنة امها و الدموع منهمرة على وجنتيها مبللتا صدر امها بالدموع.. شهقاتها الخفيفة التي كانت تخرج من ثغرها الصغير و كانها تزيح همَّ العالم من فوقها.. وجنتاها و شفتاها وانفها بلون التوت الاحمر بسبب بكائها..حضنتها امها جيدا و انزلت راسها لتضعه فوق راس ابنتها وقالت لها بلطف و حزن شديدين
( حبيبتي لا تبكي.. اتحبين ان يراك والدك بهذه الحال??
سيحزن كثرا على حالك و دموعك التي ذرفتها..لن يسامحك..)
قاطعتها بصوتها المرتجف الممزوج بشهقاتها و الذي يشوبه الغضب
( انا من التي لن تسامحه.. كيف تجرأ و فارق الحياة.. كيف امكنه ان يغادر ليتركني بهذا الحزن الشديد..امي انا افتقدهُ..
لماذا فارقني..)و اكملت لتخرج بعض الكلمات من بين شهقاتها و بصوت مؤلم متحزن
( ما.. هو.. سبب.. موته??)اجابتها امها ولم تعد تستطع ان تكبح دموعها اكثر ( سأحكي لك قصة ما رأيك اذا..)
ابعدت الطفلة نفسها قليلا عن حضن والدتها و نظرت لها بوجهها الباكي و دموعها المنهمرة وقالت ( عن ماذا تتكلم القصة??)
اجابتها امها بعد ان قربت يدها و وضعتها بحنان على وجه ابنتها و مسحت دموع ابنتها برفق بابهامها..( اولا عليك ان تنسطي لي من دون بكاء..
ثانيا ستعلمين عن ماذا تتحدث القصة عندما اسرد احداثها لك..
اتفقنا??)اجابتها ابنتها بعد ان اوقفت بكائها و مسحت ما تبقى من دموعها بكم قميص نومها الابيض ( حسنا )
بدات امها بسرد احداث القصة بصوت طفولي
و كانت تغير صوتها من حين لحين اخر..
( كان يا ماكان في قديم الزمان..
كان هناك عائلتان تحبان بعضهما البعض كثيييرا.. حتى انهما سكنا في نفس المنزل..كان لكل عائلة طفل واحد كان هذين الطفلين صديقين مقربين..
كانا يحبان بعضهما كثيرا حتى انهما كبرا و دخلا المدرسة مع بعض اصبح الطفلين في 15 من عمرهما و مايزالان يمرحان ويلعبان مع بعضهما.. لم يهتما لصعوبة الحياة يوما.. بالرغم من عمرهما الا انهما كانا طفلين بريئين...
أنت تقرأ
سَأحَقق إنْتِقامي
Mistério / Suspenseتكثر الجريمة في العوالم التي يستوطنها البشر سَيا: موت من تحب هو اصعب فراق.. قد يحصل لأي شخص.. ليلي: تتعدد طرق الاعذار و طرق نسيان الامر و الانتقام واحد.. شيذارا: من الجميل ان تحب .. و من الغباء ان تكره.. و من المستحيل ان تقتل.. ساندرا: للحياة الوا...