{ليليان} :
تذكير : سمعت طرقا قويا على الباب الخارجي للمنزل و ما هي إلا لحظات حتى اقتحم أحدهم غرفتي "!
التفتت تاركة النافذة مفتوحة :
إنه هارولد !!!
و في تلك اللحظة بالذات و بعد أسبوع من غيابه ، لم يخطر ببالي غير الصراخ ب "أبي "
صحت بملئ حنجرتي و كأنني أرى وحشا أمامي .
أحسست التأثر بعيناه ، أعلم هذه النظرة ، انها الانكسار و لكني ٱعتبرتها شفقة منه على حالي .
الرياح تلفحنا من كل جانب
البرد يهشم أطرافنا
و لكن ذاك التيار السائر بيننا يبقينا متسمرين في أماكننا و كأن لعنة بعثت خصيصا لأجسادنا لتحجرها و لا تترك فينا غير ذاك النبض المؤلم .
عجزت ألسنتنا عن النطق
شلت أعيننا و كأنها عجزت عن النظر لأي شيئ آخر غير بعضنا .
أسمع نبضات قلبي
أهو خوف من سقوطي بين ذراعيه ؟
أم خوف من خيبة أخرى ؟
أم هو ضعف أمام مشاعري و عيناه ؟!
{الراوي } :
و كان ليس للعالم وجود غير تلك الغرفة : غرفة ليليان .
شلت عقارب الساعة
جمد المكان
و لم يبقى غير نبض تائه يخشى ضياعه و رياح مدوية قادمة من النافذة المفتوحة .
و أخيرا ، أخذ هارولد نفسا عميقا كاد يقتلع غصة قلبه و بادر بالكلام :
- أباك ! لقد خرج لتوه ، قال و كأنه ينتظر رحيق حروفها .
- انصرف ، أجابت بتلك النبرة التي لم ترد استعمالها ، تلك النبرة التي عبرت شفتيها بصعوبة بالغة لتصل أخيرا لمسامعه العطشى .
-يجب أن نتحدث ! ، ها قد انفعل برؤية انكسارها ، و كم يكره العاشق رؤية معشوقه ضعيفا.
- حدث ما حدث ، الآن ، عجز الكلام عن الكلام ، انبثقت حروفها مدوية كتلك الابتسامة الناعسة التي ٱرتسمت على محياها .
- إنها جملتي ! ، ها هو الآن يحاول تلطيف الجو .
- لا زالت بقاياك تحتل تفاصيلي ، و تنزل تلك الدمعة الهاربة .
محاولة فاشلة هارولد !
- إذن اتركيها تحتلكي ، علكي تتذكريني ! سامحيني على - ، قاطعته :
- قلت لا أريد التحدث في أي شيئ ، حسنا ! لا يربط بيني و بينك غير شعور غبي أنا من ساهمت في تضخيمه حتى كاد يقضي علي ! او تعلم شيئا ! سأسامحك ، نعن سأسامحك لأنه بعد الممات يلتقي المتخاصمون و أنا لا أريد رؤيتك ! مبادئي لن تسمح لي بالارتباط بك مجددا .
أنت تقرأ
صنم الذكريات
Romanceفي داخل كل منا تمثال من حجر ، يسمى صنم الذكريات ، يجمد عقولنا و أحيانا يفنيها. ليندثر رماد أرواحنا على أرصفة الحاضر ، رماد برائحة الكذب و الخداع ، رماد بمذاق الماضي . مجرد حجر يتحكم بمصارنا ، بمستقبلنا ، حجر ينبض ، و لا يخلف غير الوجع. لربما خ...