خذني بعيدا: Chap 15

570 80 121
                                    

{ليليان} :

تذكير : سمعت طرقا قويا على الباب الخارجي للمنزل و ما هي إلا لحظات حتى اقتحم أحدهم غرفتي "!

التفتت تاركة النافذة مفتوحة :

إنه هارولد !!!

و في تلك اللحظة بالذات و بعد أسبوع من غيابه ، لم يخطر ببالي غير الصراخ ب "أبي "

صحت بملئ حنجرتي و كأنني أرى وحشا أمامي .

أحسست التأثر بعيناه ، أعلم هذه النظرة ، انها الانكسار و لكني ٱعتبرتها شفقة منه على حالي .

الرياح تلفحنا من كل جانب

البرد يهشم أطرافنا

و لكن ذاك التيار السائر بيننا يبقينا متسمرين في أماكننا و كأن لعنة بعثت خصيصا لأجسادنا لتحجرها و لا تترك فينا غير ذاك النبض المؤلم .

عجزت ألسنتنا عن النطق

شلت أعيننا و كأنها عجزت عن النظر لأي شيئ آخر غير بعضنا .

أسمع نبضات قلبي

أهو خوف من سقوطي بين ذراعيه ؟

أم خوف من خيبة أخرى ؟

أم هو ضعف أمام مشاعري و عيناه ؟!

{الراوي } :

و كان ليس للعالم وجود غير تلك الغرفة : غرفة ليليان .

شلت عقارب الساعة

جمد المكان

و لم يبقى غير نبض تائه يخشى ضياعه و رياح مدوية قادمة من النافذة المفتوحة .

و أخيرا ، أخذ هارولد نفسا عميقا كاد يقتلع غصة قلبه و بادر بالكلام :

- أباك ! لقد خرج لتوه ، قال و كأنه ينتظر رحيق حروفها .

- انصرف ، أجابت بتلك النبرة التي لم ترد استعمالها ، تلك النبرة التي عبرت شفتيها بصعوبة بالغة لتصل أخيرا لمسامعه العطشى .

-يجب أن نتحدث ! ، ها قد انفعل برؤية انكسارها ، و كم يكره العاشق رؤية معشوقه ضعيفا.

- حدث ما حدث ، الآن ، عجز الكلام عن الكلام ، انبثقت حروفها مدوية كتلك الابتسامة الناعسة التي ٱرتسمت على محياها .

- إنها جملتي ! ، ها هو الآن يحاول تلطيف الجو .

- لا زالت بقاياك تحتل تفاصيلي ، و تنزل تلك الدمعة الهاربة .

محاولة فاشلة هارولد !

- إذن اتركيها تحتلكي ، علكي تتذكريني ! سامحيني على - ، قاطعته :

- قلت لا أريد التحدث في أي شيئ ، حسنا ! لا يربط بيني و بينك غير شعور غبي أنا من ساهمت في تضخيمه حتى كاد يقضي علي ! او تعلم شيئا ! سأسامحك ، نعن سأسامحك لأنه بعد الممات يلتقي المتخاصمون و أنا لا أريد رؤيتك ! مبادئي لن تسمح لي بالارتباط بك مجددا .

صنم الذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن