الحاضر ماضينا : Chap26

520 64 108
                                    

فوت + كومنتس بليز ^.*
----------------------

و بينما هارولد يحلق في عوالم سعادة لا تعرف الديمومة ، يخلق شخص آخر ليشرف سطور الرواية و ينشط مدار الأحداث، إنسان مجرد من الإنسانية ، بشر يعيش حياته من أجل فتاة واحدة .

بعينين ثاقبتين و صدر مشتعل ، يفتح الخزانة و يأخذ قنينة الشراب ليطفئ لوعة قلبه.

يشرب جرعة ثم يذهب إلى تلك الغرفة أسفل المنزل ليلاقي ذكرى صديقته .

يدخل مجهول الهوية القبو ، لترحب به حزمات الكتب و شباك العناكب و كومات الغبار .

يتجاهل كل هذا فقط ليتجه نحو الصندوق الحامل لفترات من حياته ، يترك كل ما وجده ليأخذ تلك الصورة القديمة ، صورة تجمعه بها .

يعود إلى المطبخ ، حاملا الذكرى الجامدة بيد و قارورة الخمرة بيده الاخرى .

يتاملها ، تعابيرها البريئة ، وجهها الصادق ، طلتها البهية الفرحة ، لحظات من التأمل العميق تخلف الكارثة .

صنم الذكريات يتهشم شيئا فشيئا لينزل حجرا تلو الاخر فوق ارصفة قلبه الذي ابى ان ينسى حبا زرع منذ زمن طويل ، حب عفيف بني سنوات الطفولة الحمقاء .

يصمت هذا الاخر لينطق اخيرا :

" لقد كانت اغلى من نفسي علي و مازالت ، اشفق عليها بحب ذكر مثلي ، اشفق على الحب الذي احتضنني فنجسته بخطاياي ، كنا يا حبيسة روحي ، لا نفترق ، كنا نتشاجر لنعود اقوى و نسقط لنصبح اصلب من ذي قبل ، تعلمنا ان الفرح زائر سريع الذهاب ، و ان الحزن يعشق الاستقرار داخلنا و رغم براءة الطفولة الا اننا تعلمنا ان في كل حزن فرح ينتظرنا و طريق طويل كنا متاكدين اننا سنمضي في دروبه سويا ، كفك داخل كفي و الى الامام ، و معا الى الابد "

سكت قليلا وواصل و دموعه تاخذ مجراها :

- الحب ، الالم ، المسؤوليات ، القدر ، الصبر ، التعب ، الحنين ، الاشتياق ، الضرر ، الاجبار ، الانكسار ، كل كلمة تحتاج معجما كاملا لتفسيرها و لكثرة المعاجم في حياتنا ، اضعنا اهم معجم الا وهو " الابد " ، لم نحصل على معنى الابد و لا خارطة الوصول اليه و العيش في عصوره ، خلق حبنا ليعيش الحاضر و يذكر في الماضي .. بيننا لا يوجد مستقبل .. بيننا لا وجود للاحلام "

و بعد وقت من النحيب ، افلت من ذاكرته المغبرة ، صوت ليذكره بقولها :

" سالت امي عن المستقبل ، و قالت لي انه سياتي قريباو ان الزمن لا يتوقف عند احد بل هو كالقطار يمضي دائما نحو وجهته "

رنت كلماتها في اذنه الاف المرات ، صوتها الطفولي يؤثر فيه ، تتكرر حروفها لتخلف الدمار بافكاره ليصرخ باعلى ما لديه :

" الزمن لا يتوقف عند احد ، الزمن لا يتوقف عند احد و لكن الذكريات لا ترحم ، ذكراك يا ليليان لا ترحم ، حبك لهارولد الاخرق لا يرحم، رؤية فتاتي تحب شخصا غيري لا ترحم ، ليسقط بركبتيه ارضا و يضيف ، الحب لا يرحم ، المشاعر الفياضة لا ترحم ، القلب لا يرحم ،لا شيئ داخلي يرحم نفسه ، فبعضي ثائر على بعضي ، و انا ضائع بين شظاياي .. ضائع ... "

و يمزق صورة طفولتهما أشلاءا ، ظنا منه أنه بذلك سيمزق ذكراها و لكن ليس بتلك السهولة .

لم يبقى سوى هارولد و منافسه الذي يملك مزيدا من الحنين و أضعافا من الذكريات ، في لعبة مكارة ، في لعبة الحب الظالم ...

--------------------------------------------

هاي !

اشتقت لكم !

ان شاء الله يكون الفصل نال اعجابكم !

توقعاتكم ؟

الاسلوب و الوصف ؟

احساسكم ؟

معلومة عني : انا اجيب في الخاص و اقبل طلبات القراءة لذلك ارسلولي ابداعاتكم لاني انهيت كل الكتب في مكتبتي و اريد المزيد ، من لم ادعمه يخبرني لكي اعود و اسجل له ملاحظاتي *-*

بالمناسبة ، انا سعيدة جدا بالدعم الذي شاهدته في الفصول السابقة ، شكرا جزيلا لكم .

So , hope you all having an amazing day !

Please : vote N comment

Love ya all °•°

Bye

صنم الذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن