فوت + كومنتس بليز ^.*
----------------------و بينما هارولد يحلق في عوالم سعادة لا تعرف الديمومة ، يخلق شخص آخر ليشرف سطور الرواية و ينشط مدار الأحداث، إنسان مجرد من الإنسانية ، بشر يعيش حياته من أجل فتاة واحدة .
بعينين ثاقبتين و صدر مشتعل ، يفتح الخزانة و يأخذ قنينة الشراب ليطفئ لوعة قلبه.
يشرب جرعة ثم يذهب إلى تلك الغرفة أسفل المنزل ليلاقي ذكرى صديقته .
يدخل مجهول الهوية القبو ، لترحب به حزمات الكتب و شباك العناكب و كومات الغبار .
يتجاهل كل هذا فقط ليتجه نحو الصندوق الحامل لفترات من حياته ، يترك كل ما وجده ليأخذ تلك الصورة القديمة ، صورة تجمعه بها .
يعود إلى المطبخ ، حاملا الذكرى الجامدة بيد و قارورة الخمرة بيده الاخرى .
يتاملها ، تعابيرها البريئة ، وجهها الصادق ، طلتها البهية الفرحة ، لحظات من التأمل العميق تخلف الكارثة .
صنم الذكريات يتهشم شيئا فشيئا لينزل حجرا تلو الاخر فوق ارصفة قلبه الذي ابى ان ينسى حبا زرع منذ زمن طويل ، حب عفيف بني سنوات الطفولة الحمقاء .
يصمت هذا الاخر لينطق اخيرا :
" لقد كانت اغلى من نفسي علي و مازالت ، اشفق عليها بحب ذكر مثلي ، اشفق على الحب الذي احتضنني فنجسته بخطاياي ، كنا يا حبيسة روحي ، لا نفترق ، كنا نتشاجر لنعود اقوى و نسقط لنصبح اصلب من ذي قبل ، تعلمنا ان الفرح زائر سريع الذهاب ، و ان الحزن يعشق الاستقرار داخلنا و رغم براءة الطفولة الا اننا تعلمنا ان في كل حزن فرح ينتظرنا و طريق طويل كنا متاكدين اننا سنمضي في دروبه سويا ، كفك داخل كفي و الى الامام ، و معا الى الابد "
سكت قليلا وواصل و دموعه تاخذ مجراها :
- الحب ، الالم ، المسؤوليات ، القدر ، الصبر ، التعب ، الحنين ، الاشتياق ، الضرر ، الاجبار ، الانكسار ، كل كلمة تحتاج معجما كاملا لتفسيرها و لكثرة المعاجم في حياتنا ، اضعنا اهم معجم الا وهو " الابد " ، لم نحصل على معنى الابد و لا خارطة الوصول اليه و العيش في عصوره ، خلق حبنا ليعيش الحاضر و يذكر في الماضي .. بيننا لا يوجد مستقبل .. بيننا لا وجود للاحلام "
و بعد وقت من النحيب ، افلت من ذاكرته المغبرة ، صوت ليذكره بقولها :
" سالت امي عن المستقبل ، و قالت لي انه سياتي قريباو ان الزمن لا يتوقف عند احد بل هو كالقطار يمضي دائما نحو وجهته "
رنت كلماتها في اذنه الاف المرات ، صوتها الطفولي يؤثر فيه ، تتكرر حروفها لتخلف الدمار بافكاره ليصرخ باعلى ما لديه :
" الزمن لا يتوقف عند احد ، الزمن لا يتوقف عند احد و لكن الذكريات لا ترحم ، ذكراك يا ليليان لا ترحم ، حبك لهارولد الاخرق لا يرحم، رؤية فتاتي تحب شخصا غيري لا ترحم ، ليسقط بركبتيه ارضا و يضيف ، الحب لا يرحم ، المشاعر الفياضة لا ترحم ، القلب لا يرحم ،لا شيئ داخلي يرحم نفسه ، فبعضي ثائر على بعضي ، و انا ضائع بين شظاياي .. ضائع ... "
و يمزق صورة طفولتهما أشلاءا ، ظنا منه أنه بذلك سيمزق ذكراها و لكن ليس بتلك السهولة .
لم يبقى سوى هارولد و منافسه الذي يملك مزيدا من الحنين و أضعافا من الذكريات ، في لعبة مكارة ، في لعبة الحب الظالم ...
--------------------------------------------
هاي !
اشتقت لكم !
ان شاء الله يكون الفصل نال اعجابكم !
توقعاتكم ؟
الاسلوب و الوصف ؟
احساسكم ؟
معلومة عني : انا اجيب في الخاص و اقبل طلبات القراءة لذلك ارسلولي ابداعاتكم لاني انهيت كل الكتب في مكتبتي و اريد المزيد ، من لم ادعمه يخبرني لكي اعود و اسجل له ملاحظاتي *-*
بالمناسبة ، انا سعيدة جدا بالدعم الذي شاهدته في الفصول السابقة ، شكرا جزيلا لكم .
So , hope you all having an amazing day !
Please : vote N comment
Love ya all °•°
Bye
أنت تقرأ
صنم الذكريات
Romanceفي داخل كل منا تمثال من حجر ، يسمى صنم الذكريات ، يجمد عقولنا و أحيانا يفنيها. ليندثر رماد أرواحنا على أرصفة الحاضر ، رماد برائحة الكذب و الخداع ، رماد بمذاق الماضي . مجرد حجر يتحكم بمصارنا ، بمستقبلنا ، حجر ينبض ، و لا يخلف غير الوجع. لربما خ...