كوني منك و كونك مني ، يعني ان يستمر العداء
وجودنا سويا يعني الشقاء و ٱستحالة البقاء.
~~~ما أبشع أن نخفي حقيقة و نحن جاهلون بصداها داخلنا و خارجنا .
ما أبشع أن نكبت ما يجب أن يقال و أن ننطق بما يقنع الآذان فقط .
"أخي" ...
صدى الكلمة يتردد داخل ليليان ، كل حرف يعيد نفسه ، صدمة تتملكها و كل أعراض الدهشة تسكن ملامحها :
- لم اكن اعلم ، اقصد لما اخفيت عني ؟
- مات في صغري ، لا اتذكره جيدا ، لكن اشعر بطوفان من الاخوة الفياضة بمجرد التفكير فيه او مشاهدة صوره.
- من الجيد انك اخبرتني ، تبتسم ليليان متجاهلة الاسئلة التي ٱحتلت عقلها.
***
نصرح بحقيقة لنخفي مكانها ألفا ، نخفي سرا ليخلف داخلنا مرضا طويل المدى ، بطيئ التعذيب .
الحياة مكب أسرار تعفت من حرارة أرواحنا المنتفضة .
الإنسان في حد ذاته سر ، سر ليس بعظيم ، سر لا يتوق اهل السماء معرفته .
سر لا قيمة له ، مثله مثل غيره ، نادرا ما تجد ذاك السر الذي يحمل أسرارا و كهوفا و جبالا، فأغلب الناس ، أسرار بأرض مسطحة ، سهلة العبور.
جو من الدفئ الهادئ ، قلوب مطمئنة ، عقول مرتاحة -ليس كثيرا- .
يتخذ هارولد مقعدا جانب ليليان فتباشره الحديث :
- أخاك ، هل يشبهك ؟
- في المظهر ! أجل ، لكن المضمون لربما يختلف قليلا ... لا أريد التحدث في هذا الموضوع الآن.
- كنت أريد معرفة المزيد ، لكن سيكون ذلك في وقت لاحق.
تواصل بصري دام لبضع دقائق ، يقطعه هارولد بٱنتفاضه من كرسيه ، آخذا معطفه ، قائلا:
"سأعود سريعا و أسرد لك كل شيئ. "
متعجبة من ٱستعجاله ، تصعد ليليان السلالم نحو غرفة أبيها :
- صباح الخير أبي !
- ليليان ، صغيرتي ! صباحك أجمل ، منذ متى تستيقظين باكرا ، يرد عليها مستغربا.
و هاهي تفسر لملجئها الاول ، كل شيئ .
و هاهي تسرد لأبيها عن كل مشاعرها المكبوتة ، و تصرح له بكل ما عاشته صباحا.
أنت تقرأ
صنم الذكريات
Romanceفي داخل كل منا تمثال من حجر ، يسمى صنم الذكريات ، يجمد عقولنا و أحيانا يفنيها. ليندثر رماد أرواحنا على أرصفة الحاضر ، رماد برائحة الكذب و الخداع ، رماد بمذاق الماضي . مجرد حجر يتحكم بمصارنا ، بمستقبلنا ، حجر ينبض ، و لا يخلف غير الوجع. لربما خ...