صراحة مغتالة:Chap35

467 43 95
                                    

كوني منك و كونك مني ، يعني ان يستمر العداء

وجودنا سويا يعني الشقاء و ٱستحالة البقاء.
~~~

ما أبشع أن نخفي حقيقة و نحن جاهلون بصداها داخلنا و خارجنا .

ما أبشع أن نكبت ما يجب أن يقال و أن ننطق بما يقنع الآذان فقط .

"أخي" ...

صدى الكلمة يتردد داخل ليليان ، كل حرف يعيد نفسه ، صدمة تتملكها و كل أعراض الدهشة تسكن ملامحها :

- لم اكن اعلم ، اقصد لما اخفيت عني ؟

- مات في صغري ، لا اتذكره جيدا ، لكن اشعر بطوفان من الاخوة الفياضة بمجرد التفكير فيه او مشاهدة صوره.

- من الجيد انك اخبرتني ، تبتسم ليليان متجاهلة الاسئلة التي ٱحتلت عقلها.

***

نصرح بحقيقة لنخفي مكانها ألفا ، نخفي سرا ليخلف داخلنا مرضا طويل المدى ، بطيئ التعذيب .

الحياة مكب أسرار تعفت من حرارة أرواحنا المنتفضة .

الإنسان في حد ذاته سر ، سر ليس بعظيم ، سر لا يتوق اهل السماء معرفته .

سر لا قيمة له ، مثله مثل غيره ، نادرا ما تجد ذاك السر الذي يحمل أسرارا و كهوفا و جبالا، فأغلب الناس ، أسرار بأرض مسطحة ، سهلة العبور.

جو من الدفئ الهادئ ، قلوب مطمئنة ، عقول مرتاحة -ليس كثيرا- .

يتخذ هارولد مقعدا جانب ليليان فتباشره الحديث :

- أخاك ، هل يشبهك ؟

- في المظهر ! أجل ، لكن المضمون لربما يختلف قليلا ... لا أريد التحدث في هذا الموضوع الآن.

- كنت أريد معرفة المزيد ، لكن سيكون ذلك في وقت لاحق.

تواصل بصري دام لبضع دقائق ، يقطعه هارولد بٱنتفاضه من كرسيه ، آخذا معطفه ، قائلا:

"سأعود سريعا و أسرد لك كل شيئ. "

متعجبة من ٱستعجاله ، تصعد ليليان السلالم نحو غرفة أبيها :

- صباح الخير أبي !

- ليليان ، صغيرتي ! صباحك أجمل ، منذ متى تستيقظين باكرا ، يرد عليها مستغربا.

و هاهي تفسر لملجئها الاول ، كل شيئ .

و هاهي تسرد لأبيها عن كل مشاعرها المكبوتة ، و تصرح له بكل ما عاشته صباحا.

صنم الذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن