الفصل 3

1.5K 37 3
                                    

3-

وضعت يدها على رأسهها تتحس ألمها المفاجئ هذا الصباح فتحت عينيها و رأت ان المكان يدور حولها و اصوات مزعجة تتدفق من كل مكان و بالكاد رفعت رأسها عن الوسادة و اخذت الروب لتتستر به رتبت خصلات شعرها بأناملها , فتحت النافذة ووقفت على الشرفة تنظر ناحية ذلك الصوت الغير طبيعي مصدر الضوضاء و التلوث و رأته غير مصدقة ما يقوم به شعرت بامتعاض فصاحت بصوت عال كي يسمعها لكن دون فائدة كان مندمج فيما يقوم و تلك الالة التي امامه تصدر اصوات خيالية تصدع الرأس و تمنعه عن سماع أي شيء اخر التفت يمينا و يسارا تبحث عن شيء تلقيه كي ينتبه الى وجودها فلم تجد غير حصى صغيرة في أصيص الورود فأخذتها و القتها حيث يقف و سقطت على الارض امامه عبس " من اين اتت تلك الحصيات؟" استدار بهدوء و ابتسم عندما وجدها واقفة بلباس النوم تتستر بروب ابيض يظهر اكثر مما يجب ان يخفي اوقف الالة التي امامه فشعرت بارتياح في اذنينها و قد خف الم رأسها لكنها لم تنسى ما ارادت منه عندما وقف بتلك الوقفة ينظر اليها و كأنه لم يرى امرأة في حياته ارتفع صوته بسخرية
- " ا هكذا تنادين العاملين معك في اكسفورد يا انسة ؟ "
عضت على شفتيها لتكبح ضحكة كادت ان تفجر فعلا فما قامت به ليس حضاريا و خاصة مع رجل بالكاد تعرفه, لكنها تذكرت بأنها هي من يجب ان يسأل السؤال لا هو ..عبست مرة اخرى و قالت بعصبية
- " ماذا تفعل هنا ؟ "
استغرب سؤالها و ظل ينظر اليها دون ان يجيب لكنه تكلم بسخرية مرة اخرى
- " لابد بان الاصابة قد محت ذاكرتك ؟"
صرت على اسنانها ما به هذا الصباح عبست اكثر و تخصرت بعصبية ففتح عينيه باتساع مستغرب تصرفاتها انها ليست على عادتها لكنها مع ذلك تبدو جذابة اكثر من قبل فبادل غضبها بابتسامة ملتوية
- " لقد اتفقنا ان تقوم بتعليمي يا اليكس لا ان تقوم بكل شيء بمفردك "
قهقه ثم استدار بظهره لها و اتجه الى الالة و قال بلهجة امره و هو يبتعد
- " اذا هيا انزلي "
فتحت عينيه و زاد غضبها تصرفه ؟ يامرها ؟ فهي من تامر العاملين .. صوت الالة منعها من التفكير باي شيء الا بالالم الذي ينبض برأسها غيرت ملابسها بسرعة لترتدي بنطال قصير جدا يظهر رشاقة ساقيها و فخذيها و قميص ابيض ربطت طرفه الامامي الى الاعلى فظهر بطنها مشدود و تزين بسرتها و رفعت شعرها الاحمر كما تفعل دائما كي لا يعيقها عن العمل فكت الرباط عن يدها اليمنى و عن رأسها و ركبتيها اقتربت من المرآة تتحسس الجرح البشع الذي اخذ اثره اعلى جبهتها اخفته بضماد صغير و نزلت الدرج بهدوء متجاهلة الالم الذي يصدر من رجلها خرجت دون ان تمر لتسلم على جدتها في المطبخ فكل ما تراه امامها هو ذلك الرجل و تصرفه الغريب هذا الصباح... اتجهت ناحيته فاوقف الجهاز و نظر اليها من رأسها الى اخمص قدميها بجرأة كادت ان تصفعه لجراته هذه لكن ابتسامته الساحرة و صوته الهاديء جعلها تهدأ
- " صباح الخير .. "
احس بأنها منزعجة من شيء فعله هو عندما تكلمت بحدة
- " بماذا ابدأ ؟ "
اقترب منها خطوتين فاضطربت و نظرت اليه عندما جاءها صوته الهاديء مرة اخرى
- " اول درس هو الاستيقاظ مبكرا... فأنا لدي اعمال اخرى اقوم بها ...."
فتحت فمها لتجيب و تدافع عن نفسها لكنه تكلم قبلها ليكمل جملته
- " ثانيا .. الاكل .. تحتاجين الى طاقة خاصة و انك مبتدئة .. ثالثا و اخيرا انا لم اقوم بكل شيء لانني وعدتك باني ساعلمك و لقد بدات للتو و انت ستكملين ما بدأته انا.. فلا داعي لذلك الوجه العابس منذ الصباح الباكر "
اشار الى وجهها و هو يبتسم شعرت بان الدم كله ارتفع الى وجهها و اذنيها لقد احرجها باسلوبه المقنع احتارت نظرتها اين تستقر افي ابتسامته ام في غمازته ام في الظل الذي حجب عينيه بسبب تلك القبعة اللعينة التي منعتها من رؤية لون عينيه .. انزلت رأسها و ناولها الألة التي بيده شارحا لها كيفية استعمالها استمعت الى ارشادته و عندما همت لتشغيلها اوقفها نظرت اليه
- " ماذا الان ؟"
قالتها له بامتعاض فلقد اخذت ارشادته و كل شيء تحتاجه فماذا يريد , نظرت اليه بتحدي لكن كل ما فعله هو ان وقف و خلع قبعة رعاة البقر التي على رأسه واضعا اياها على رأسها لتظلل على عينيها بدت خلابة بتلك القبعة التي اخفت الكثير من ملامح وجهها لكن تلك النقطة السوداء لا يمكن اخفاءها فظلت مشعة على خدها وقف ينظر الى الوجه الجميل و بالاخص تلك النقطة بتمعن.. بينما هي تسمرت في مكانها عندما رات عينان واسعتان زرقهما كلون السماء الصافية تحددهما اهداب ساحرة و حاجبان كثان زادا من رجولته و شعر بني كثيف نزلت خصلتين منه على جبهته العريضة البارزة لتسطع منها اشعة الشمس الذهبية و تتألق لون بشرته الحنطاوية .. ابتسم لها فتجمعت خطوط عند طرف عينيه زادته نضج و رجوله اهتز قلبها عندما قطع عليها سرحانها بصوته الهاديء
- " سأراقبك من هناك .. ان احتجت شيئا "
اومات برأسها و أشاحت عنه بسرعة فهي لا تريده ان يرى توترها او ما يحدث بها عندما تكون بحضرته .. اشغلت الالة و بدات العمل كانت افكارها متعلقة به ناسية الارض التي تقوم بحرثها عاد لها منظر عينيه و ابسامته و تجمع الخطوط حولهما ..
كان واقفا عند شجرة يرقبها و هي تعمل دون اكتراث باصابتها و تبدو مستمتعة بما تقوم به الا عندما بدا حركتها تتباطأ و ذلك ما اقلقه القى بسيجارته و اتجه نحوها بخطوات سريعة وقف خلفها و مد يده يوقف عمل الالة التفتت عليه و قد عقدت حاجبيها
- " لم فعلت ذلك ؟ "
نظر اليها بقلق لكنه اجابها بصوت آمر
- " يكفي هذا لليوم "
امتعضت من اسلوبه هذا فمن هو الذي يامرها .. نعم انه من سيعلمها لكنه يبقى رجل غريب عنها او كما احست بضعفها امامه ارادت ان تثبت لنفسها عكس ذلك بانها تستطيع مقاومته كما تقاوك كل رجل تصادفه فأجابته باسلوب متحدي
- " لا .. لم ابدا بشيء بعد .. دعني ... اك .. م..ل"
و ما ان انهت جملتها حتى كادت تسقط ارضا لولا وجوده بالقرب منها فيمد يده بسرعة يلتقطها حملها بين ذراعيه و مشى بها الى الشرفة انزلها على الارض بهدوء و احضر وسادة وضعها تحت رجليها دخل المطبخ بقوة جعلت الجدة تقفز فزعا
- " اسف سيدتي .. احتاج الى كوب ماء بارد .. و ليمونادة مع سكر .."
استغرب الجدة من القلق الذي ارتسم على ملامحه فألقت نظرة على الشرفة لتجد ( كايت ) ملقاة على الارض
- " لا تقلقي .. انها مجهدة قليلا .. ستكون بخير "
اخذ منشفة مبللة وضعها على رأسها و اخذ يمررها على رأسها بهدوء اقتربت جدتها منها و بيدها كوب اليمونادة اخذ الكوب منها و رفع رأس كايت لترشف منه انزل رأسها مرة اخرى ففتحت عينيها لتلتقي بعينيه الجميلتين التي ابتسمت ما ان رأها تفيق تكلم بصوت رقيق
- " كيف تشعرين الان ؟"
رفعت جسدها لتجلس شعرت بألم فظيع برأسها فقطبت جبينها و مدت يدها الى رأسها توقف الالم
- " رأسك ؟"
اومأت واضعة يدها تتحس الالم قام من مكانه ليغيب لدقيقتين فيحضر و معه قرصين دواء و كوب ماء
- " خذي هذه و ستشعرين بتحسن ... ارتاحي و لا تجهدي نفسك "
قامت من الارض بمساعدة جدتها و صعدت الى حجرتها ساعدتها جدتها لتغير ثيابها و جلست معها على السرير وضعت كايت راسها على صدرها فهنا تشعر بالامان الذي شعرت به و هي طفله هنا اخذت الحنان هنا يركن الحب على هذا الصدر الرحب ...
استيقظت بعد ساعات من السبات العميق كانت السماء مظلمة بالخارج الا من ضوء القمر شعرت بحركة في المنزل نزلت الدرج بخطوات صعيرة فرجلها مازالت تؤلمها كانت تسمع صوت رجل و عرفت من هو عندما فتحت باب المطبخ لتجده جالسا مع جدتها رفع رأسه ينظر اليها بعين فاحصة لم يكن يرتدي تلك القبعة و بانت ملامحه اكثر انه فعلا وسيم و يصلح لان يكون نجما تلفزيوني وقف عندما اقتربت لتجلس
- " كيف حالك الان ؟"
- " انا بخير الان لم يعد رأسي يؤلمني .. شكرا لك "
- " اهلا بك في كل وقت "
فتح الباب ليخرج القا نظرة عليها قبل ان يخرج كانت تحمل العديد من المعاني التي لم تستطع تفسير أي شيء منها تسمرت عينها بالفارغ الذي تركه و هو يخرج ثم التفتت على جدتها
- " منذ متى و هو هنا جدتي ؟ "
حركت شفتيها قائلا انه كان هنا قبل ساعة و اتى ليطمئن على كل شيء و اشارت على قلبها (أي ان له قلب كبير )...

رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن