الفصل 7

1.8K 25 0
                                    

-7-

مكتب مليء بالاوراق و قلم تمسك به يد واثقة تخط على ورق ابيض ثم يضعه داخل ملف ازرق بعدها يجذب ملف اخر و يتصفحه ثم اخر يتصفحه حتى يتوقف عند ملف خاص يدقق النظر فيه ثم يكتب توصياته الاخيرة ..انفتح الباب على اساريره فرفع بصره عن الاوراق لينظر الى وجهه الشاحب الذي كبر عشر سنوات الى الامام !! رأى السواد تحت عينيه و وجه الغير حليق كما دقق النظر الى ثيابه الواسعه دالة الى الاوزان التي خسرها .. ما الذي يحدث له ؟ دخل و جلس امامه .. ارتدى نظارته الطبيه و دقق النظر فهل هذا هو ؟ لم تغير هكذا ؟ ايعاني من شيء؟
- " اليكس ...؟"
لم ينطق بل ارخى جسده على الكرسي و نظر في وجهه .. اعاد السؤال لكن بصيغة افضل
- " اليكس .. هل انت بخير ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟"
وضع يده على راسه مخللا اصابعه بشعره
- " اريد ان اعود الى العمل يا كارل"
استغرب الرجل فهل يعني اليكس بانه يريد ان يزاول عمله و هو بهذه الحالة التي يرثى لها ؟ ام انه جن جنونه ؟
- " اليكس انت لست على ما يرام .. دعني القي نظرة عليك "
احمر وجهه و شعر بالغضب عندما اقترب الرجل ( كارل) منه ليفتح قميص اليكس فيضع السماعة على صدره ابعد يده و وقف بعيدا عنه
- " كارل انا بخير .. لم تؤل الامر الى انني مريض دائما .. كل ما في الامر هو انني مللت المنزل لا استطيع ان ابقى بلا عمل اكثر من تلك الفترة فلا شيء هناك اقوم به .. اريد ان عود الى العمل فانا بخير لقد تشافيت "
عاد كارل الى مكتبه ليجلس
- " لا استطيع ان ادعك تعود بتلك السرعة دون ان اكشف عليك .. فحالتك تبدو اسوء من قبل "
- " لا تحكم على مظهري .. فأنا بخير"
- " انا من يقرر هذا اليكس فأنا طبيبك .. و الان استلقي دعني افحصك "
وقف اليكس و الغضب يتطاير من عينيه
- " اتعرف كارل .. لقد اخطات عندما اتيت لك .. اعتقدت بانك ستتفهم وضعي كونك صديقي قبل ان تكون طبيبي "
اقترب منه كارل يحثه على الجلوس
- " لم انت مشدود الاعصاب يا اليكس ؟ كيف تريديني ان اتفهم وضعك و انا ارى ما لا يعجبني بل ما يشير الى انك تعاني من شيء .. فأجلس و تحدث معي لن افحصك و سأكون صديقك كما اعتقدت ان اكون دائما "
عاد ليجلس على الكرسي امامه فجلس كارل بقربه
- " هل اسكب لك فنجان قهوة ؟"
- " لا شكرا لك "
- " هيا اخبريني ..ماذا يحدث لك يا صديقي؟"
تنهد بقوة كاد تفجر صدره ربت كارل على كتفه يبعث فيه القوة
- " الضجر و السأم و الضيق ... هل لهما علاج ؟"
ضحك كارل فعلى الرغم من شكله المأساوي مازال يمتلك حس الفكاهة
- " انت من يصنع العلاج يا اليكس .. لكن اتريديني ان اصدق بان مظهرك هذا له علاقة بسأمك و ضجرك ؟"
- " نعم .. لذا اريد ان اعود الى العمل فستة اشهر كافيه .. و اذا لم ارجع ستسوء حالتي اكثر "
فكر كارل قليلا و زم شفتيه قبل ان يجيب كي لا يخطا بأخذ قرار سريع هكذا قد يؤدي بحياة صاحبه و صديقه الوفي الذي كاد ان يخسره اكثر من مرة
- " حسنا .. سأدعك تعود الى العمل يا اليكس بشرط "
شعر ببريق يلمع بعينيه فابتسم
- " ماهو شرطك ؟"
- " ان تقوم بأجراء فحوصات كاملة على حالتك و سأعطيك النتائج بأقرب وقت و تستطيع ان تزاول عملك متى شئت .. "
اراد ان يقاطعة اليكس لكن كارل سبقه
- "لم انتهي بعد ... سيكون العمل خفيف و بعيد عن الضغوطات و كل ما احسست بشيء يزعجك تاتي الي فورا دون أي نقاش "
حك رأسه فهل يوافق على عرض صديقه الذي يخاف على صحته ام يرفضه ؟؟
- " حسنا .. قبلت العرض "
مد يده يصافحه على العقد ثم اشار له بأن يستلقي على الفراش حتى يجري عليه فحوصات سطحيه فتح قميصه مرر الرجل يده على ندبة خفيفة على جانبه الايسر بالكاد لا ترى الى من يدقق النظر فيها ثم ارتدى سماعة و وضع رأسها البارد على صدر اليكس حتى يسمع ضربات قلبه .. تمتم ..
- " انتهينا .. كل شيء لحد الان على ما يرام لكن ذلك لا يعفيك عن فحص الدم و الاشعة يا اليكس .. و سأكتب لك ان تعود الى العمل في الغد ان شئت "
- " شكرا لك كارل "
- " اهلا بعودتك يا صديقي"
هم بالخروج لكن كارل استوقفه بصوته الحازم
- " الن تخبرني ما الذي يحدث معك ؟"
نظر اليه اليكس بعين حزينه لكنه مع ذلك ابتسم
- " عندما اجد الوقت المناسب .. فانا لست بمزاج يسمح لي بالتحدث "
- " حسنا ما شئت سأكون هنا و ساستمع اليك .. كصديق يا اليكس "
- " كما قلت سابقا .. صديقي "

رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن