-5-
استيقظت على صوت بوق سيارة مزعج و صياح رجل و اطفال ايقنت بأن ذلك الصوت مالوف لديها ( سكوت) فاسرعت بلبس روبها و نزلت الدرج بقفزات تستقبل ليلي و سكوت و الاطفال لكنها توقفت فلباسها غير ملائم عندها رجعت الى الحجرة لتبدل ثيابها بفستان ابيض و مشطت شعرها المبعثر و زينت عينيها بكحل اسود و ملمع شفاة مسدلة شعرها الاحمر على كتفيها و هذه المرة نزلت الدرج بخطوات صغيرة حتى توقفت امام ذلك الضخم لتحتضنه
- " اه سكوتي اشتقت لك "
و طبعت قبلة صغيرة على رقبته بعده التفتت على المراة الجميلة صغيرة الحجم الواقفة خلفه تبتسم بطريقة عذبة
- " اعرفك على ام ابنائي و حبيبتي .. ليندسي "
صافحتها و ابتاسمة مشرقة على محياها
- " اهلا و سهلا سعدت بمعرفتك "
- " و انا كذلك "
د جذب صبيين بين يديه بقوة و هو يضحك كان الكبير خجلا فتورد خداه و مد يده يصافح كايت
- " هذا اندي الصغير و هذا دوغ .. و تلك الصغيرة هي مونا "
قبلتها فألقت الصغيرة برأسها على صدر كايت التي انقبض قلبها فهي لم تحمل طفلة من قبل أي لم يحدث هناك تقارب جسدي هكذا جعل مشاعرها تبتهج و سمعت اصواتهم المتأثرة من هذا المشهد
- " اوووه "
شعرت بانها تعلقت بهذه الصغيرة منذ اول عناق لهما اقتربت ليلي منها و احتضنتها
- " و انا الا احضى بعناق من ابنة خالتي العزيزة "
و بغرفة الجلوس اجتمعوا جميعا ياكلون الحلوى بعد الغداء الشهي الذي اعدته جدتهما كانت سعيده لتجمع عائلتها الصغيرة بهذا المنزل الذي احتضنهم و هم صغار تكلم سكوت و هو يحرك عينيه بالهواء يدقق بالتغيرات التي احدثتها كايت بالمنزل
- " لقد قمت بعمل رائع يا كايت فكل شيء ينم عن ذوق رفيع "
وافقته زوجته و ليلي
- " نعم لقد تغير المكان كليا .. لا اود العودة الى بولدر فالمكان اجمل هنا "
ضحكت كايت لتعليقات ليلي العفوية .. كانت الصغيرة مونا لا تزال بحضن كايت اطعمتها قليلا من الحلوى مما اسعد الطفلة لكن ليندسي اخذتها من حضن كايت لتبدل ثيابها المتسخة و تأهبها للنوم بعدها قامت كايت و سكوت يتمشيان بالخارج بالحديقة الجميلة
- " بالفعل كايت لقد اصلحتي الكثير بالاخص جدتي "
كلمته ( اصلحتي ) اثرت بها كثيرا فهي تحتاج الى هذا الدعم من اهلها فدمعت عينيها لكنها مسحتها قبل ان يلتفت سكوت و يراها .. لكن من راها هو اليكس الذي اقترب من حديقتهم ليلقي التحية على سكوت و ليلي
- " مرحبا جميعا "
فرحتها برؤيته لا تختلف عن فرحتها برؤية عائلتها فهو له هيبة و حضور قوي لقلبها .. صافح سكوت و ابتسم لها و بعدها استدار ليبتعد ملوحا بيديه
- " اذا اراكما لاحقا .."
عادت لها خيبة الامل فهو لم يتكلم معها حتى بل اكتفى بنظرة خاطفة و ابتسامة صغيرة .. ظلت تفكر بهذا البرود الذي بان عليه ناحيتها طيلة اليوم حتى و هي بالفراش فلم تعر لحديث ليلي أي اهتمام التي تكلمت عن جامعتها و دراستها و علقت عن تغيراتها و عن صديقها الجديد و انها بدات ترتاح له لدرجة اصبح لديها مفتاح لمنزله و هكذا من االاشياء التي لم تتوقف ليلي عن الحديث عنها...
وبصباح اليوم الثالث من قدومهم كان مليء بشقاوة الاطفال استمتعت بصحبتهم كثيرا خاصة آندي الذي كان يساعدها بري الحديقة كل مرة و يحمل معها الصناديق و الاصيصات و يقوم بكنس الاوراق المتساقط كما انه بدأ يرتاح ليتحدث معها عن كل ما يجول بخاطره بينما الاصغر منه دوغ كان شقي لدرجة تجعلها تركض خلفه كانت تلعب معهم كانها بعمرهم فأندي بلغ الثانية عشر و دوغ التاسعة بينما الصغيرة مونا فهي بالثانية التي بدات تكن لها عاطفة تختلف عن الباقي لا تعرف السبب فقد يكون لانها الاصغر ام لانها طفلة حنونة تطعمها و تبدل ثيابها احيانا تشعر بأن هناك شيء ينبعث منها كعاطفة الامومة و هو شعور غريب بالنسبة لها لكن شيء مرحب به دائما... ركضت خلف دوغ لتسكب ماء على رأسه كما فعل بها فجعل شعرها يلتصق بجبتها و كذلك قميصها الزهري الفاتح ان ذلك الصغير اسرع منها ركض حتى الاشجار فتوقفت عن اللحاق به عندما احسنت بان هناك من يراقبها استدارت قليلا لتنظر اليه كان واقفا خلف سور منزل السيد كالفاني يقوم باعماله كالعادة بالزراعة و سقي الاشجار او بتنظيف الحديقة الصغيرة بادلها ابتسامة صغيرة ازعجتها و ألمتها اكثر مما ابهجتها فهي لا تريد منه ابتسامة هي تريده ان يكون هنا واقفا معها يلعب معها و الاطفال يركض خلفها ثم يعانقها و يقبلها كما السابق لكن ماذا حدث ؟! اشاحت عنه دون ان تعره انتباه فأكمل عمله هو ايضا دون ان يلتفت و هكذا دام الامر لاسبوع تقريبا بعد تلك الرحلة التي بالفعل كانت حلما ليوم فقط .. كان يقترب من منزل جدتها يلقي تحية على الجميع ثم يبتعد حتى وعده لها بتركيب طريقة الري بالتنقيط لم يفي بها و لا تعرف السبب و باغلب الاوقات كان يغيب ليومين او ثلاثة بعدها تراه يركن سيارته بالليل و لا تراه باليوم التالي و هكذا .. ازعجها الامر بل اوجع قلبها فعلاقتهما كانت سعيدة لكن ماذا جرى بعد رحلة الزورق هذا ما كان يشغل بالها معظم الاوقات ,,,
و في مرة من المرات اقترب منهم جميعا عندما كانوا يقومون بحفلة شواء بالحديقة الخلفية لمنزهلم وجد كايت تجلس مع الصبيان و الصغيرة مونا بحضنها في حوض صغير مليء بالماء و تصيح بمرح عليهم ان يوقفا رش الماء عليها فأغمضت عينيها و ضمت الصغيرة تمنع الماء من ان يصيب الصغيرة فتبكي لكن ضحكات الصبيان جعلها هادئة احست بهم يتوقفون عندما سمعا صوت اليكس يناديهم
- " اهلا يا شباب .. كيف حالك اندي ؟ و انت يا دوغ ؟"
ضربا كفه و هما يضحكان فجره دوغ الى الحوض ليدفعه لكن اليكس استطاع ان يتوازن دون ان يسقط القى نظرة خاطفة على الجميلة التي ترتدي شورت قصير جدا و تي شيرت قصيرة بلا اكمام و شعرها الاحمر مبلل كليا فتموج بشكل جميل على بشرتها البيضاء كانت عينيه تسألانها عن حالها فأجابته عينياها بأنها مشتاقة له و لاحضانه ..
- " العب معنا يا اليكس هيا .. رش الماء على خالتي .. انظر ان مونا تضحك فهي تحب الماء "
اقترب بهدوء عندما وجد خطوط التوتر على وجهها لكنه مع ذلك رش الماء برقة على مونا الصغيرة و هو يبتسم لكايت التي تحملها بيدها دون ان تنظر اليه .. لم يعجب الامر الاولاد فقفزوا بالماء و اخذا يرشانه على اليكس الذي كان يضحك من هول المفاجأة فضحكت هي بدورها لانه لم يتوقع ان يبتل بالماء و ان يصبح ندا للشقيقين الاشقياء ...
- " يا اولاد كفا عن ذلك .. "
اقتربت ليندسي و مع منشفة ناولتها الى اليكس الذي اخذ يمسح بها وجهه و شعره المبتل
- " آسفة فلا اعرف ما الذي اصاب هذين الشقيين "
- " لا عليك انهما يمزحان لا اكثر كما انني استمتع بصحبتهما و يبدو ان كايت ايضا كانت تتمنى رشي بالماء لاسباب اجهلها "
التفت الى كايت التي انزلت رأسها خجلا فابتسامته هذه تأجج النار بصدرها .. انضم سكوت اليهم
- " اليكس .. ارى بان الصبيان اغرقاك بالماء كما فعلا بكايت .. فما رأيك ان تنضم الينا على العشاء و تساعدني بالشواء فأنا الرجل الوحيد هنا كما ترى "
- " لا امانع ابدا .. لكن دعني اغير ملابسي بأخرى جافة "
- " حسنا سأنتظرك لتشوي اللحم معي "
لا يعرف لم نظر الى كايت فكل ما أراد ان يراه هو ردة فعلها فهل هي سعيدة لانه سيكون قريب منها هذا المساء ام اها ستنزعج لذلك .. و بالفعل هذا ما خشيه ان لا يجد في عينيها أي ردة فعل..
و بعد ان اسبدل ثيابه اتى و بيده مشروب وضعه امام السيدة بريستون التي ابتسمت له بسعادة فهي تحبه كثيرا و ترى بانه رجل مناسب لحفيدتها .. اخذ يتلفتت بعينيه يبحث عنها فلم يجدها
- " ماذا يا اليكس هل ستجلس هنا مع النساء ام ستقوم بمساعدتي كالرجال ؟"
- " لا داعي للتجريح يا سكوت ... استأذنكن "
ضحكن على تعليقه اللطيف و ما ان استدار لينضم الى سكوت اصطدم بعينيها ترمقانه على درج الشرفة فنظر اليها حنين و رغبة بمعانقتها بقوة لكن سكوت اللحوح جعله يقطع هذا التجاذب و الاشتياق الى الاحضان فيما بينهما فتركها واقفة ليأخذ مشبك و قطع لحم و يبدأ بوضحها على المشواة
بعد العشاء جلس الكبار على الشرفة يستمتعون بالجو الدافيء اشعل سكوت سيجارة له و لاليكس الذي لم يبعد بصره عن الجميلة الجالسة امامها بفستانها المشجر و بشعرها الاحمر المنسدل على كتفها بنعومة الحرير و اه لنقطة الحسن فوق خدها كم يود تقبيله ..
- " ما رأيكم ان نعيد هذه الجلسة اللطيفة على البحيرة "
- " البحيرة ؟ فكرة "
قالت ليندسي باشراق
- " نصيد سمك و نقوم بشويه .. ما رأيك يا سكوت ؟ ام انك لا تجيد الصيد "
- " و كيف لا اجيد الصيد و جدي اندي ابرع صياد هنا "
- " جيد اذن اراكما غدا على البحيرة "
بادل كايت نظرة طويلة ثم وقف و ودعهم عائدا الى منزل السيد كالفاني و ما ان توارى عن الانظار حتى وقفت كايت تودعهم بدورها لاخذ قسطا من الراحة فما بذلته اليوم من مجهود لكبح رغبتها و عواطفها ناحية اليكس اتعبها جدا و النوم افضل وسيلة لاعادة الطاقة اليها لتبدأ غدا بكبح العواطف من جديد و لا تعرف السبب لهذا البرود المتبادل بينهما ..
أنت تقرأ
رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروك
Romanceرواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ الملخص - " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .." - " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .." اغروقت عيناها بالدموع فما اجمل حديثه و ما اجمل رفقته و اه كم هو وسيم لا تريد فراقه بل ان تبقى معه هنا على ه...