-4-
\
مر ثلاثة اسابيع على وجودها في ( اوتاوا ) قامت بالعديد من الاشياء هنا و تعدلت نفسيتها اكثر و اعتادت على الاجواء و الهدوء و البحيرة و وجود اليكس بالجوار يمر كل صباح ليلقي التحية و نصيحة صغيرة على الحديقة و في بعض الاحيان يقوم هو بالاعتناء بالحديقة بنفسه .. لكن في هذا الصباح كانت هي من يقوم بسقاية الزهور وقفت ببنطالها القصير الذي اعتادت على ارتدائة للقيام بالاعمال فاليوم هو ( يوم العمل ) بالنسبة لها و بهذا تقصد العمل الشاق فكما ذكرت لجدتها فهي ستقوم بتغيرات كثيرة هنا ابتداء بالمرآب الذي القت اغلب صناديقة و الاشياء التالفه منه و بالاخص انها جعلت من سيارة جدها القديمة تحفة أثرية بهذا المرآب كما انها وضعت رفوف جديدة و اشترت ادوات للاعتناء بالحديقة و علقتهم على الحائط كان اللون الابيض هو اللون الذي استخدمته لطلاء المرآب فأصبح اكثر اشراق و اتى اليوم لان تغير غرفة الجلوس ما ان انهت من الحديقة حتى اسرعت باخراج كل الاثاث القديم لتضعه بالشرفة ثم اخذت علبة طلاء تحمل لون الأزرق الفاتح و قامت بمده على حائط غرفة الجلوس كانت جدتها تحاول ان تنظر لكنها تمنعها بحجة المفاجأة و بثلاث ساعات و ثلاثون دقيقة كانت قد انهت من دهن حائط غرفة الجلوس باللون الازرق و الابيض ... بعد نصف ساعة من القاء الاثاث القديم و اخذ ما قد ينفع مرت بالقرب من منزل السيد كالفاني رات حركة بالداخل و وجود أشخاص لم تشعر بوجودهم من قبل توقفت بالقرب من السور عندها خرج اليكس باندفاع من الباب الرئيسي و الغضب يكتسح ملامحه لم ينتبه لوجودها بكامل زينتها واقفة امامه فشعرت بانها يجدر بها الذهاب بعيدا فهو لا يبدو بمزاج رائق اليوم للتحدث او لان تطلب منه خدمة بسيطة كما اعتاد ان يلبي لها خدماتها فخطت الى الوراء لتشرع بالذهاب- " كايت ؟!"
توقفت و استدارت تنظر اليه كان يبدو متوترا على غير عادته لكنه مع ذلك اقترب و رسم ابتسامه رقيقة على شفتيه بادلتها الابتسام
- " تبدو مشغول سآتي بوقت لاحق .. الى اللقاء "
مشت بسرعة مبتعدة لكنه اسرع منها فجذبها كعادته من ذراعها بقوة لكنه ارخى من قبضته
- " هيا اخبريني ماذا اردت ؟! "
توترت كان لا يزال عصبيا
- " لا شيء مهم ..صدقني "
تغيرت ملامحه لتصبح اكثر جدية و صار صوته اكثر رسميه
- " كايت .. انا لست مشغول الان .. فماذا اردت ؟ "
بلعت ريقها و نظرت اليه بتوتر فمن هذا الرجل انه ليس الكس فمن هؤلاء الاشخاص الضين جعلوه يخرج بانزعاج و غضب
- " اردت فقط ان استعير منك السيارة اذ لم تمانع ؟"
عادت ملامحه الى سابق عهدها بهدوء و ابتسامة مشرقة
- " بالطبع.. هل تريديني ان آتي معك ؟ "
- " اعرف الطرق شكرا لك "
القى مفتاح السيارة لها فاتجهت و ادارتها و انطلقت بها في هدوء الى المدينة ... اعادت السيارة بعد ساعتين شكرته مرة اخرى و ذهبت الى المنزل كان هناك ما يزعجه فضايقها تغير ملامحه و صوته هذا الصباح و هو ما جعلها تفكر طول الليلة فلم تستطع النوم و شيء ما جال برأسها ان تخرج و تذهب الى البحيرة فهي لم تذهب الى هناك منذ تلك الليلة التي بكت فيها نظرت بالخارج فرات اضواء منزل السيد كالفاني مطفاة لكن هناك سيارة لم ترها من قبل تركن امام الباب لعلها تعود للأشخاص الذين لم تقابلهم خرجت و توغلت بين الاشجار حتى وصلت الى البحير خلعت حذائها و خلعت فستانها لتغمس جسده بالماء فتتذكر تلك الايام الجميلة التي قضتها هنا برفقة سكوت و ليلي و جدها الذي يجلس على الضفة يلقي بسنارته و والدتها تتحدث مع جدتها بأمور مختلفة لم تكن مهتمة بها بذلك الوقت .. كان باردا شعرت بسعادة تغمرها بمجرد عودة الذكريات اليها استرخت و جعلت عيناها تدور بين البحيرة و الاشجار المحيطة حولها و فجاة سقطت عيناها على الشجرة المعلقة عليها الارجوحة المكسورة التي لم تعد كذلك الان ركضت خارجة من الماء باتجاها حافية القدمين شبه عارية اقتربت منها فرحتها جعلتها تقفز بمكانها كالطفلة الصغيرة ارادت ان تصرخ من السعادة جلست لتتارجح كان الهواء يضرب جسدها الشبه عاري المبلل بالماء كانت تدفع نفسها بقوة فترتفع اعلى و يطير الهواء شعرها المشبع بقطرات الماء لم يكن الجو دافئا خاصة و انها مبللة
- " سيصيبك المرض اذ لم ترتدي فستانك "
فتحت عينيها و توقفت عن التأرجح نظرت اليه و الصدمة اعتلت وجهها رأته يحمل فستانها و ابتسامة شيطانية اقترب منها ليوقف حبل الارجوحة فتثبت و تستطيع النزول جرت فستانها من يده دون ان تنظر اليه ارتده و اسرعت لتاخذ حذائها كان يستند على الشجرة ينظر اليها و هي تتصرف بتوتر بفعل الخجل الذي سبب لها وجوده ابتعدت ناحية الاشجار لتعود لكنها لمسها بأطراف أصابعه
- " إلى اين انت ذاهبة ؟!"
لم تجبه بالطبع فياله من سؤال أيتوقع منها ان تبقى معه حيث احرجها و كيف تجلس معه و تنظر في عينيه التي رأتها شبه عارية يا للعار .. خطت تبتعد عنه لكنه جذبها بقوة إليه من ذراعيها فألصقها بصدره كانت مشوشة التفكير تنظر بين عينيه التي تحدق فيها بإعجاب كان وجهه بالقرب منها حتى احست بانفاسه تضرب وجهها و تخترقه كالسهام الجارحة .. ألا تكفي عينيه التي تلتهمها بتلك النظرات؟ أيقنت مكانها فأبعدته عنها و تكلمت بحدة
- " لقد تاخر الوقت يجب ان اعود .. "
كانت نظراته الحارقة مازالت تحدق فيها أجابها بصوت يخلو من الاحاسيس
- " ابقي معي .. اكملي ما بدأته "
لم تفهم ما يقول .. لم تعهده هكذا انه مختلف جدا منذ هذا الصباح بل لا يبدو على طبيعته انه يتصرف الان كمن تخدر او سكر بشراب او شيء ما .. فماذا يعني بجملته الاخيرة ؟ رفعت حاجبها باستغراب
- " اليكس هل انت بخير .. ما بك اليوم ؟"
وضع يدة على رقبته يدلكها بهدوء ينظر الى البحيرة .. تنهدت بارتياح لابتعاد عينيه عنها لتتحول الى مكان اخر
- " لا شيء .. كنت اريدك ان تتأرجحي فقط "
شعرت بقلبها ينقبض بقوة كانه سقط بأحشائها نبرة الحزن هذه عصفت بكيانها ايقنت بانه هو من قام بإصلاح الارجوحة التي صنعها جدها في يوم من الايام اقتربت منه بهدوء وضعت يدها على كتفه فمها من اذنه و همست بحنان
- " هل لك ان تدفعني لاتأرجح ؟! "
التفتت اليها و الابتسامة تعلو شفتيه الغلضتين و تجمعت الخطوط التي تغار منها لقربها من عينيه لتتبعها الى الارجوحة , دفعها بهدوء و كانت ضحكتها تعلو كلما ارتفعت بالسماء وقف يضحك معها فهي كالطفلة الصغيرة البريئة التي تحب اللعب شعر بقلبه يذوب على رنين ضحكاتها فما تفعله به يفوق قدرته كم يتمنى ان ياخذها بين ذراعيه و يقبلها بحرارة .. مرت فترة و هي تتأرجح و هو يدفعها بعدها توقفا و ما ان نزلت حتى تعلقت برقبته تضمه بالبداية تسمر في مكانه فهو لم يكن مستعدا او لانه اانصدم لكنه بادلها العناق فهذا ما امل له.. يا لسرعة الاستجابة .. ابتسم في سريرته و اغمض عينيه كي يستمتع برائحة شعرها الاحمر بينما هي وضعت انفها بين رقبته لتستنشق رائحته الرجولية التي كلما مر من امامها ترك أثرا لعبيرها ليصطدم بقلبها و يرتسم بفكرها جعلتها تلك الرائحة تقرب شفتيها و تطبع قبلة ناعة و رطبة على رقبته فسرت قشعريرة بدنه جعلته يهتز فيبتعد بهدوء عنها نظرت الى الارض بخجل و هي تبعد خصلات شعرها الذي لعب به الهواء كان شكلها تحت ضوء القمر بشعل شبه مبلل يلعب به الهواء يمتزج برائحة الاوركيد بشعرها الاحمر لا يقاوم و بقبلتها الناعمة على جلده أثارته فاقترب منها و احاط خصرها جاذبا اياه ليلتصق بجسده العريض بادلته نظرات الاعجاب و اقتربت معه عندما لثم شفتيها بعنف مثير فقبلها بحرارة تخيلها فيما سبق ذابت كقطعة شوكولا بفمه شعرت بانها تطير بعالم آخر فيا لها من قبلة طويلة و لذيذة ابعد فمه عنها لكنها بقيت ملتصقة به لا تريد الابتعاد عن صدره الدافيء فلطالما تمنت ان تكون هنا بين ذراعيه فهو الرجل الذي تريده و هي المراة التي يود تقبيلها كل ثانية قرب شفتيه و هذه المرة قبلها بهدوء جعلها تشعر بدوار و افترت الارض تحت رجليها كادت تسقط لكنه ممسك بها بقوة ابعد شفتيه و نظر الى عينيها المغمضتين لم يقلق فهذا ما يحدث غالبا حملها بين ذراعيه و مشى بها بين الاشجار خطر ببالها ليلة الاصابة عندما احست برجل يحملها و تضرب الاغصان يديها شعرت بتلك الليلة اليوم فايقنت بأن من حملها الى المنزل هو اليكس ارتاحت لهذه الفكرة فأرخت نفسها اكثر بين يديها و رفعت يديها لتحيط بعنقه فتحت عينيها و ابتسمت له نظر اليها غامزا بعينه انزلها عند باب المنزل
- " هل ستكونين بخير ام احملك الى فراشك ؟"
ابتسم لها بعذوبة و صوته الهامس جعلها ترتجف كانت كالمخدرة تركت عنقه بصعوبة فهي تريد ان تتعلق به لفترة اطول لكن ... نظرت الى عينيه بدلال كانت تغازلانها تجعلانها تشعر بانوثتها المفرطة أرادته ان يحملها الى الفراش لكن .. هذه الكلمة (لكن ) اقتربت منه و طبعت قبلة صغيرة و سريعة على شفتيه بعدها فتحت الباب و دخلت
- " أراك غدا "
بعدها أغلقت الباب و صعدت الى حجرتها تترنح بفعل قبلاته و سحره الذي جعلها تهوي و تسقط على الفراش لتنام و تحلم بأجمل الاحلام و تستعيد الليلة بأكملها ..
بينما هو مشى بهدوء و شيء منه ارتفع معها الى حيث هي شيء يفتقده و يريده بكل قوة يريدها ان تعود لتتعلق بعنقه و تذوب بقبلاته و تلتصق بصدره لعلها تطفيء ذلك اللهيب الذي اشعلته ...
أنت تقرأ
رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروك
Romanceرواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ الملخص - " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .." - " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .." اغروقت عيناها بالدموع فما اجمل حديثه و ما اجمل رفقته و اه كم هو وسيم لا تريد فراقه بل ان تبقى معه هنا على ه...