الفصل 10

1K 28 0
                                    

-10-

استيقظ ما ان راى النور يتخلل من بين ستائر الحجرة , رفع ساعة يده التي لم يخلعها بالامس كملابسه و نظر انها السادسة صباحا .. جيد .. خرج من غرفته و انطلق بسيارة اجرة الى المستشفى وصل عند حجرتها فوجد ان الستائر مغلقة فتح الباب بهدوء ليجد كايت نائمة بسلام اخذ مقعد و جلس بالقرب منها ينظر الى وجهها الجميل عن قرب و رموش عينيها الهانئة بالنوم و شعرها الاحمر مسترسل على اطراف وجهها و كانها الحسناء النائمة .. احست بأن هناك من يراقبها و هناك نفس آخر بحجرتها يضرب بوجهها ..فتحت عينيها بهدوء لكنها ما ان رات وجهه الباسم حتى ارتعبت و جلست بسرعة تنظر اليه بهلع بينما هو بقي هادئا مبتسما حتى ترتاح لوجوده و بالفعل ثوان فقط حتى عادت الى طبيعيتها لكنها متوترة و خجلة لافكارها فهي تريد ان تهجم عليه و تمطره بقبلاتها .. كما انها خشيت بأن اليكس قد اتى ليأخذ طفلته .. و افكار اخرى كانت تنظر في عينيه و لم تجد فيها حب الانتقام او انه يريد ان يأخذ احدا جل ما رأته في عينيه هو لمعان الاشتياق .. تكلم و كأنه يهمس فارتفع قلبها مع موجات صوته
- " صباح الخير "
وضعت يدها على صدرها تخبيء اهتزاز قلبها عنه حتى لا يرى مدى العشق الذي تكنه له ..
- " صباح الخير .. اليكس "
لم يعرف ماذا يريد ان يقول او يتكلم لقد نسي خطابه الذي اعده و تلاشى كل شيء بمجرد ان سمع صوتها الرقيق .. فتح فمه و خرجت جملة ليست بمحلها
- " كيف حالك اليوم ؟"
- " على احسن حال .. ماذا عنك ؟"
تنهد بصوت يتقطع له القلب ثم نطق
- " كما ترين .. ما زلت على قيد الحياة "
عبست قليلا ثم ابتسمت مرة اخرى فهو ايضا يبدو عليه التوتر نظرت الى الساعة المعلقة
- " يفترض ان اخرج في الحادية عشر "
تمتم بكلمة لم تسمعها و لم تفكر بالتكلم معه فهناك شرر يتطاير بالجو المشحون بالعواطف التي يتبادلونها بالعيون. عندها دخلت الممرضة و هي تدفع فراش الطفلة و تحملها لتضعها في حجر كايت
- " جيد انك مستيقظة .. فالطفلة جائعة "
اومأت كايت مع ابتسامة و تناولت طفلتها من يد الممرضة رفعت رأسها تنظر الى اليكس الجالس امامها وضعت خصلات شعرها خلف اذنها كما تفعل دائما عندما تتوتر فانتبه اليكس لتلك الحركة و فهم بانها تشعر بالاحراج من اطعام طفلتها امامه فوقف و خرج بهدوء ...
و بثلاثون دقيقة رأى عربة الفطور تدخل غرفتها فتخرج منه الممرضة و هي تدفع فراش الطفلة الى الحضانة تبعها بهدوء و وقف ينظر الى الصغيرة التي ترتدي ثياب بيضاء صغيرة و يغطي رأسها قبعة بيضاء ايضا ابتسم .. فابتسمت الصغيرة ايضا و كأنها احست بوجوده خلف الزجاج يبتسم لها بقي ينظر اليها لمدة طويلة بعدها تركها ليتجه الى والدتها الجميلة طرق باب غرفة كايت التي اجابته بالدخول دخل ليجدها قد ارتدت ثيابها و كانها مستعدة للخروج .. نظر الى الساعة انها لم تتعدى التاسعة بعد ..
- " أ مغادرة ؟"
التفتت عليه و هي تزرر قميصها اضطربت فهي ليست معتادة على وجوده حولها خاصة بعد ان تركا الامور بينهما فارغة و السبب يعود لها
- " هل تستطيع اخذي الى المنزل يا اليكس .. فصديقتي آن بالعمل و لن تأتي الا في الظهيرة و لن ابقى حتى هذا الوقت "
اومأ و هو يفكر .. لم لا يأتي صديقها لاصطحابها ؟!
دخل العامل ليحمل حقيبتها و مع كرسي متحرك جلست عليه و قام اليكس بدفعها خارج الغرفة وضعت الممرضة مليسا الصغيرة بحضن كايت و ودعتها و اكمل اليكس دفعها حتى خارج المستشفى عندما اوقف سيارة اجرة ركبت كايت و وضع اليكس الحقيبة في دولاب السيارة ثم ركب بالقرب من كايت التي اخبرت السائق عن عنوان منزلها .. لم تنظره طول الطريق بل لم تتكلم معه كانت عيناها مسمرتين على طفلتها و احست بانه يرمقها بنظرات عشقتهم من قبل و مازالت ترحب بهم . توقف السائق عند منزل كايت خرجت من السيارة و دفع اليكس للسائق و اخرج الحقيبة و تبعها الى داخل المنزل
- " اهلا بك يا صغيرتي في منزلك "
ثم التفتت على اليكس و هي تبتسم
- " و اهلا بك انت ايضا .. سأضع الطفلة في فراشها فهل تحضر الحقيبة الى غرفتي "
أومأ دون ان يتكلم و حمل الحقيبة و تبع كايت و هي تصعد الدرج و تدخل غرفة صغيرة طل برأسه .. كانت الغرفة صغيرة جدا و لها رسومات تنم عن غرفة اطفال خرجت دون ان تغلق الباب على طفلتها و مشت حتى غرفة متلاصقة بغرفة الطفلة و اشارت له بوضع الحقيبة هنا
- " شكرا "
بعدها استدارت و نزلت الدرج فتبعها هو بهدوء .. انتظرت كايت بان يتكلم معها او حتى يهمس لكن اليكس يبدو و كأنه انسان مختلف و بالفعل لقد تغير عليها كثيرا خاصة و انه بدا انحف من قبل و اكثر وسامة لان شعره طال قليلا اه كم تتمنى ان تخلل اصابعها بين شعره الكثيف
- " اتريد فنجان قهوة اليكس ؟"
- " لا امانع "
ابتسمت و اخيرا نطق بعد فترة السكوت التي ازعجتها دخلت المطبخ فدخل خلفها جلس ينظر اليها و هي تعد القوة لهما ثم سكبتها له و وضعتها امامه رشف منها قليلا و بان على ملامحه بان استطيبها رفعت رأسها و سألته بقلق فهي خائفة بأن وراء هدوء اليكس شيء خطير او كانه يخطط لشيء تجهلة
- " لم انت هنا يا اليكس ؟"
اجاب بهدوء و ثقة كأنه قد حضر الاجابة منذ فترة و استعد لسؤالها
- " اشتقت لك "
انعصر قلبها فهو يعني ما يقول صوته و وجهه يؤكدان لها ذلك ..ارادت ان تسأل سؤال آخر لكن صوت طفلتها ابعد تفكيرها كانت تصرخ و تبكي شعرت كايت بأنها خائفة و لا تعرف كيف تتصرف مع الاطفال فهي ليس لديها خبرة بالتعامل معهم من قبل صعدت الدرج بسرعة و دخلت الغرفة حملت صغيرتها و دارت بها بالغرفة تنمنم بأغاني الاطفال التي حفظتها من جدتها في اذنها لكن دون فائدة الطفلة تصرخ عاليا و كان شيئا يزعجها صعد اليكس و مد يده يأخذ طفلة و ضع بطن الصغيرة على ذراعه و اخذ يطبطب فوق ظهرها بحنية تفوق الخيال
- " شششش..ششش"
و ما هي الا ثواني حتى سكنت الصغيرة و عادت لنومها فوضعها بخفة و هدوء بفراشها ,استغربت كايت و وضعت يدها على رأسها غير مصدقة بان نوبة البكاء قد توقفت , كيف استطاع فعل هذا مد يده و جرها بهدوء خارج الغرفة نزلا معا الى المطبخ حيث قهوتهما اصبحت باردة كانت مترددة
- " لا اعرف اذا كان يجب علي ان ابقى بالقرب منها حتى لا تبكي مجددا "
- " لا تقلقي ..ستكون بخير "
- " لكن كيف ؟ لقد تصرفت بأنك تعلم ما بها .. اذهلتني في الحقيقة "
- " نعم اعرف .. انها مجرد تقلصات بمعدتها .."
- " اتعني بانه شيء طبيعي "
- " بالطبع يا كايت .. التقلصات التي تحدث للاطفال طبيعية .. الطفل عندما يكون في احشاء والدته يتغذى من خلال الحبل السري و الان هي تأخذ الطعام من فمها يدخل الهواء الى معدتها محدثا تقلصات و عندما وضعتها على بطنها و قمت بطبطة ظهرها خرج الهواء الزائد الذي يزعجها .. قومي بذلك بين فترة و اخرى لكن انتبهي الضغط على بطنها الصغير "
معلومات كثيرة تجلها كايت و اندهشت اكثر عندما تكلم اليكس بها .. فكيف يعرف كل هذا ؟ و لم تتردد بسؤاله
- " كيف تعرف كل هذا يا اليكس ؟ ما زلت تذهلني "
ابتسم لها بحنان و نظر بعينيها انه وقت الصراحة قد حان الذي كان يجب ان يحدث قبل اشهر طويلة منذ بداية الامر و آن الاوان لان تعرف من هو و كيف هي حياته حتى تفهمه و لعلها تسامحه
- " انا طبيب يا كايت "
لم تجد ما قاله شيء يصدق لكنها عندما تذكرت اللفافات حول معصمها و رأسها و المسكنات التي اعطاها اياها و كيف قام بتطبيب جرحها صدقت ذلك و شعرت بالامتعاض لم لم يخبرها بذلك من قبل ؟! و لم جعلها تعتقد بأن الذي قام هو بذلك هو رجل غيره .. الان بدات تفهم
- " اليكس .. لم ؟ لقد خبأة الامر علي ؟"
انزل رأسه حزنا على ما فعله
- " انا اسف .. لقد قطعت مسافة الى هنا يا كايت كي اخبرك بمدى اسفي عن تصرفي بغباء"
- " لكني لم ارك تذهب الى العمل كنت تقضي معظم الاوقات في المنزل و الحديقة "
- " هذا صحيح .. كنت بإجازة "
فكرت انها اجازة طويلة لشخص عادي فلم هذه المدة ؟
- " لكن الا توافقني بأنها اجازة طويلة جدا لطبيب ؟"
قهقه فكلامها صحيح
- " نعم هذا صحيح .. لكنني احتجت لها "
غضبت فهو الان يخفي عنها مجددا و لا يريد ان يتكلم معها بصراحة راى تقاسيم وجهها العابسة فضحك لكن سرعان ما عادت ملامح وجهه الى الجدية
- " لا داعي للعبوس يا كايت .. على الرغم من انه جميل عليك لكني افضلك مبتسة على ذلك "
تغيرت ملامح وجهها للهدوء .. كعادته معسول الكلام و هذا ما سحرها فيه منذ البداية لكنها انزعجت منه فهو يحب الغموض
- " ساخبرك بكل شيء تريدين سماعه يا كايت .. يجب ان تعرفي عني حتى ترضي .. اعتقد بانك بحاجة الى العديد من التفسيرات .. و سأبدأ بقول الحقيقة لك التي خبأتها عنك دون ان اعرف الاسباب لذلك .. لا اعرف ما اللذي دفعني لان اسكت او التحدث عن ماضيي "
- " اليكس .."
قاطعها ليردف
- " لدي ماضي تعيس و متعب و كذلك قصص حب فاشلة و زواج افشل .. انا لا ابرر اسباب سكوتي لكنني اصبحت غامضا اكثر .. لم اشأ ان اتورط بعلاقة حب جديدة .."
لم تتكلم بل سكتت تفكر بكلماته و تنتظره يجيب عن تساؤلاتها دون ان تلقي عليه ااسأله فأجاب عليها و كأنه يقرأ ما يجول برأسها
- " و اجابة عن سؤالك عن الاجازة احتجت لها لاني مريض .."
ضرب قلبها بقوة فهي لم تنتظر هذه الاجابة فتكلمت بتلعثم و عينيها محدقة بملامحة
- " مريض ؟ لكنك كنت بصحتك و مازلت ؟ "
- " كانت الاجازة المرضية لان اتشافى من عملية جراحية قمت بها قبل ثلاثة اشهر من قدومك الى اوتاوا .. فأنا لا اقيم هناك بل لدي منزلي في العاصمة و منزل اوتاوا هو للعطلات "
- " و لم العملية الجراحية ؟ و ما هي عليه ؟"
- " سأخبرك منذ البداية .. اذا كان لديك نية بالاستماع لي .. كما قلت لك .. انت بحاجة الى تفسيرات عديدة "
- " اريد ان اعرف عنك كل شيء يا اليكس "
- " اعتقد انه من حقك يا كايت .."ا
شيء ما ضايقها ربما الالم في صوته او الحزن جلس براحة ينظر اليها انه وقت قول الحقيقة تنهد ليبدأ حديثه
- " حسنا لقد ولدت بقلب ضعيف و قد اخبر الاطباء والداي بأن لن اعيش طويلا و ان لن يجدي نفعا اجراء عملية جراحية لي لصغر حجمي و بمعجزة استطعت ان اصمد بقلبي الضعيف حتى السادسة عندما وقعت اثر حادث ..أخذني والدي الى المستشفى و قاموا بوضعي على الاجهزة و عشت مع هذه الاجهزة حتى وقت طويل استعدت بها صحتي و اكملت حياتي المليئة بالاطباء و المستشفيات و الاجهزة و المسكنات و مع دخولي الى الثانوية ايقنت بأني اريد ان اعرف عن حالتي كل شيء و بدأت بدراستها لم اترك ضعف قلبي يهزمني بل قاومت ذلك بتقوية بدني و صحتي بكل الطرق و بعد تخرجي من الثانوية بتقدير جيد اتجهت الى كلية الطب و بعد سنوات تخرجت لاصبح طبيب في مستشفى كنساس و هناك تابعت حالتي بكوني طبيب مختص بأمراض القلب كما انني جراح ايضا ..."
كانت تسمع اليه بانصات تام انها معلومات كثيرة بالنسبة لها لم تعرف عنها شيئا .. الان بدأت الصورة تكتمل عندها
- " و هل تشافيت ؟ اعني اما زلت مريض بعد العملية الاخيرة ؟"

رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن