خرج توم و آن مودعين كايت فكل منهما لديه اعمال كثيرة بالغد , اغلقت كايت خلفهم الباب لتعود الى حديثها مع اليكس لكن ما جلست حتى سمعت بكاء طفلتها صعدت بسرعة لتحملها و تذكرت بان آخر مرة اطعمتها قبل العشاء اذا لابد و انها جائعة , جلست على الكرسي و قامت بإطعام صغيرتها كانت ترفض و تزيح فمها ثم تعود للصراخ و البكاء لم تعرف كيف تتصرف مع هذه الطفلة انها لا تجيد التعامل مع الاطفال ابدا تباكى صوتها عندما علا بكاء الطفلة
- " ما بك يا عزيزتي .. ارجوك توقفي .. ماما هنا .. توقفي "
سمعت خطوات اليكس يصعد الدرج و يدخل الغرفة بهدوء
- " هل تسمحين لي ؟ "
مدت الطفلة اتجاهه ليحملها بين يديه رفعها الى الاعلى ثم ضحك بهدوء
- " الطفلة تحتاج الى تغير يا كايت .. متى اخر مرة قمت بتغيرها ؟"
حاولت ان تتذكر ثم وضعت يدها على فمها
- " يا الهي لم افعل .. بل عندما أتت آن و ساعدتني .. أي قبل ساعات طويلة .. المسكينة "
اخذت مليسا من يده لتدخل الحمام و تقوم بتغير طفلتها و تبديل ثيابها فخرجت مع الطفلة التي توقفت عن البكاء لكن وجه كايت قلقا جدا .. دنا منها ..ربت على كتفها بهدوء
- " لا تقلقي يا كايت فذلك لا يجعلك ام سيئة .. و الان اطعميها فهي تبدو جائعة "
- " حسنا .."
تركها لتأخذ راحتها و انتظرها في غرفة الجلوس .. مر بالقرب من الصور المعلقة و الاخرى الموضوعة على طاولات كانت كل الصور لجدتها و جدها و صورة لرجل و امرأة لها نفس وجهها مع اختلاف بسيط شعر بانها والدتها .. و صورة أخرى لها و آن يبدو انها جديدة و اخرى لمجموعة موظفين وقفت كايت بالمنتصف و قد احاطها رجل قد راه تلك الليلة في المستشفى و بعض الموظفين الذين تذكر وجوههم . اخذ يتمشى بالمنزل ينظر الى البساطة التي تدل على ذوق كايت الراقي و حبها للبساطة انه مكان مريح للعيش فيه .. دخل غرفة صغيرة بها رسومات و أوراق و مكتب ابيض كبير للرسم الهندسي وضع عليه تصاميم هندسية كما راها من قبل تعمل عليها في اوتاوا , حاول ان يقرأ منها شيئا لكنه لم يفهم .. كما وجد العديد من الشهادات معقلة و بعضا منها مرتب فوق الرفوف اقترب ليقرأ احداهما فانتبه لصوت كايت
- " هذه شهادة تخرجي من الثانوية .."
التفتت عليها فابتسم
- " آسف لتطفلي "
- " لا عليك .."
اقترب من حيث تقف ثم همس
- " هل نامت مليسا ؟!"
- " نعم .. انها كقطة صغيرة "
ابتسم فهي بالفعل صغيرة جدا لكنها جميلة و ظريفة كوالدتها مد يده يلمس شعرها فارتعشت و نظرت الى وجهه الذي بدا عليه التعب
- " لقد قصصت شعرك .. انه رائع"
ضغطت على شفتيها تمنع نفسها من البكاء لا تعرف لم شعرت بانها تريد ان تبكي فما اللذي يدعو للبكاء فيما قال ؟؟انه مجرد تعليق على شعرها هذا كل ما في الامر .. لكن نبرة الحزن بصوته هي التي آلمتها فأشاحت عنه و دخلت غرفة الجلوس تلتقط الوسادات الملقية على الارض لتضعها على الكنبة مجددا.. تحاول ان تلهي نفسها عن التفكير به لكنه تبعها حتى اقترب منها و اوقفها جاذبا زجهها بطرف اصبعه لتنظر اليه
- " اشتقت لك يا كايت لدرجة الجنون "
انه صادق فعينيه لا تكذب ابدا اقترب منها حتى التصقت به ضمها بين يديه و قبل رأسها ثم استشق رائحة شعرها فهمست بلا سيطرة على مشاعرها التي ذابت من حرارة جسده
- " و انا كذلك .. اشتقت لك "
رفع رأسها ..أخذ شفتيها بقبلة صغيرة تليها قبلات تتجاوب معه حتى طالت الاخيرة عندها ابعد شفتيه بهدوء و ظل ينظر بعينيها كانت تلمع فتعكس صورته ابتعد عنها عندما ادرك بان ما يفعله خطا بحقها خاصة و انها مضت بحياتها و اصبح لها طفلة من صديقها الذي سيتقدم لها قريبا فهو لا يريد ان يكون عثرة امامهما .. تضايق لهذه الفكرة و رضي بالامر و عاد الى الواقع ..استدار بعيدا عنها متجهه الى الباب .. لم تعرف سبب تصرفه بتلك الطريقة المفاجئة سارت بالقرب منه
- " الى اين يا اليكس ؟"
- " سأذهب يا كايت ... اتمنى لك حظا طيبا "
- " اليكس توقف .."
صاحت عليه عندما اقترب من الباب ليفتحه فسمع لها و توقف اقتربت منه و تعلقت برقبته و تكلمت بصوت متباك أسر قلبه
- " لا تتركني .. ليس الان .. ارجوك .. فهناك الكثير لان تعرف عنه يا اليكس ..ابقى معي و اسمع ما اريد قوله .. "
عانقها بقوة و هو يسألها دون ملامح لصوته غير الريب و الشك فهو يخشى ان يسمع ما لا يعجبه او يضايقه لكنه تكلم بحدة
- " اذا اردت قول شيء يا كايت فقوليه الان .. "
رفعت رأسه تنظر اليه باستغراب ماالذي اصابه ؟ لم هذا التغير المفاجيء
- " لم قررت الذهاب بهذه السرعة المفاجئة ؟ ما الذي يجري يا اليكس ؟ "
وضع اصابعه بين شعره يشده و يضغط على أسنانه
- " لا شيء ..."
- " اذن ابقى قليلا .. لدقائق فقط .. فأنت لم تكمل لي حديثك .."
جرته من يده الى غرفة الجلوس و دققت النظر في وجهه يبدو عليه القلق و التعب فشعرت بالذنب لانها اصرت لان يبقى ..حاول ان يتذكر اين توقف بحديثه فليس لديه اية رغبة بالتكلم و هذا ما بدا على ملامحه .. حاولت كايت تلطيف الجو بابتسامات ظريفة و تذكرت سؤال كان يخطر في بالها كلما اخذ اليكس مليسا الصغيرة بين يديه
- " آه نعم اليكس كنت اود ان أسألك .."
- " تفضلي ! "
- " كيف تجيد التعامل مع الاطفال .. اعني حتى و ان كنت طبيب هذا لا يعني بأن كل الاطباء يستطيعون الاعتناء بالاطفال كما تفعل .."
اجبره لطفها و تفكيرها المنطقي على الابتسام بالرغم من انزعاجه و شعوره بالتعب .. اشتدت اعصابه و هو يجيب لان يسترجع بتلك الاجابة احداث مؤلمة لم يتطرق للحديث عنها منذ فترة طويلة جدا و قد حاول قدر المستطاع تناسيها و اتى اليوم لان يفصح عنها امام كايت و تحشرج صوته بحسره
- " كان لدي طفل .."
قسى على قلبها بإجابته هذه فهي لم تقصد ايذاءه بتلك الطريقة كل ما ارادت معرفته هو مجرد فضول
- " كان ؟! "
اومأ بحسرة و هو ينزل عينيه لم ترى اليكس حزين الى هذه الدرجة من قبل ارادت ان تحتضنه لكنه تكلم بصوت اكثر حزنا
- " نعم كان لدي صبي و قد توفي قبل سنتين تقريبا "
- " آسف يا اليكس لم أشأ ان اتطرق لموضوع يؤلمك .."
- " لا تعتلي هم فانا اعرف ذلك .. ربما اتى الوقت لان افصح عن مشاعري لشخص ما .. و ارى انك المناسبة بل انت الوحيدة التي يجب ان اتحدث معها "
- " اليكس .. ."
قاطعها ليسرد بحديثه المؤلم عن طفله
- " لم تريد بيانكا طفلا لان العلاقة بيننا كانت متوترة لكنها بالنهاية فعلت و انجبت صبيا اسميته رون كجدي "
- " و ما سبب وفاته ؟"
- " حادث .. سببه اهمال بيانكا"
تحول الحزن بعينيه الى غضب واضح و اردف مكملا
- ساءت علاقتي بيبيانكا اكثر فقررنا الانفصال و من بعدها بقيت حزينا و منطوي على نفسي حتى اعياني المرض و تعطل قلبي هذه المرة بشكل الخطير مما اظطر الطبيب بزراعة قلب جديد لي و قد خشي والدي كثيرا خوفا من ان تصبح حالتي اسوء من قبل عندما توفيت والدتي ايضا ...تستطيعين ان تقولي خشي ان يفقدني فانا ابنه الوحيد و انا من تبقى له في هذه الحياة "
أنت تقرأ
رواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ روايه ايهما انت كاملة لمارى بروك
Romanceرواية رائعه بعنوان : أيهما أنت _ ماري بروك _ الملخص - " اليكس لا اعرف ماذا اقول لك .." - " لا تقولي شيئا فما فعلته للتو يغني عن أي كلمة .." اغروقت عيناها بالدموع فما اجمل حديثه و ما اجمل رفقته و اه كم هو وسيم لا تريد فراقه بل ان تبقى معه هنا على ه...