Chapter 2.

8K 405 483
                                    


الشـخص الثـالِـث.
2025 / أغسطس / 12
السّاعة الـعاشِرة صباح الـثلاثاء.


"هاري هيّا بسُرعة ستتأخّر !" نادى ليام بصوتٍ عالي بينما خرج مِن باب المقهى الأمامي، ليذهب للسّيارة.

"حسنًا، هاكِ قهوتكِ آنِستي، أتمنّى لكِ يومًا سعيدًا!" قال هاري بسُرعة و سلّم فتاةً ما كوب القهوة خاصّتِها، ثمّ جرى بسُرعة لداخِل المطبخ/المخبز في الخلف ليخلع المُؤزر، و وضعه في أحد الأدراج قبل أن يستَدير إلى فتًى مُغطّى بالدّقيق ويقف خلفه.

"حسنًا، آندي هل أنت مُتأكّد مِن أنّك لن تحتاج لأيّ مُساعدة هنا؟" قال هاري بإحراج و هو ينظُر للزّبائِن القِلال في الخارِج، ثُمّ يعيد نظرهُ إلى الفوضى الصّغيره في المَطبخ.

"هاري لا عليك، لا تنسى أنّ كارا و إيڤانجِلين أيضًا سيأتِيان لمُساعدتي بعد قليل." قهقه الفتى ليبتسِم له هاري بإمتنان، مُظهرًا غمّازتيه.

"شكراً لكُم، حقّاً. أرسل للفتيات تحيّاتي، أجل ؟"قال هاري و لوّح له، مُتّجهاً لباب المطبخ.

آندي، إيڤانجِلين و كارا قد كانوا أصدِقائه الوحيدين في هذا العالَم. و لكونِهم أصدقاءٌ مُنذ الثّانويّه, الرِّفاق قد إعتادوا على هُدوءِ هاري الغَريب و إنعِزاله.

وإن كان هاري ليصِفهِم بجُملة، فإنّ آندي هو قطرات النّدى الخَفيفه, فهو لا ينبُث يُسعِد من حولَه و يُنسيهُم همومَهم.
و كارا فهيَ كالأمواجِ العاتِيَه, قويّه و نبيلَه بذاتِ الوقت.
أما فإيڤانجِلين فهي كالقَهوة السَّوداء, مليئةٌ بطعمِ الكِبرياء، وتهتمّ بهُم جميعًا تحتَ أصعَب الظُّروف.

"بالطّبع، والآن هيّا إذهب و أركُل بعض المُؤخّرات !"قهقه هاري عليه و أهزّ رأسِه، ثمّ خرج مِن المقهى و صعد السّيارة مع ليام.

"أتتمنّى أن تتأخّر أنت أم ماذا؟" قال ليام بتعب بينما أشعَل السّيارة، و أشعَل الرّاديو كذلِك. "ليتَهم أرسلوا سيارةً تقلنا كالمرة الأخيرة."

قد يكون ليام قلِقًا و متوتّرًا أكثر مِن هاري بعض الشيء، كالعادَه. بل و قد إستغلّ إستراحة الـنِصف ساعة خاصّتِه كي يوصِله و لا يتأخّر على مُقابلتِه.

و هاري لطَالما شعَر بالإمتنان لإهتمام ليام الكَبير بِه، كوالدٍ مِن نوعٍ ما.

"ليام، إهدأ. إن كان مُقدّراً لنا أن نصِل، فـسوف نصِل. إن لم نفعل، فـمِن المُمكِن أنّ القدر يجهّز لنا شيئاّ أكبر في جُعبتِه." إبتسم هاري بـهدوء لينظُر له ليام بعدم تصديق للحضة ثمّ يعيد نظره للطّريق.

"ليت لديّ برودك هذا، لـكانت الحياة أسهل بكثير." قال ليام بإبتسامةٍ جانبيّة ليُقهقه هاري بخفّة. أوه كم كانت جميلة تِلك القهقهة، و لاسيما تِلك الإبتسامة ذات الغمّازاتين، تجعلُك حقّاً تبتسِم بمجرّد التفكير بِها حتّى.

25 Steps ↠L.S ON HOLD.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن