الشَّـخص الثالِث
٢٠٢٥ / سِبتمبر/ ٣
لندُن، المَملكة المُتَّحـدة — ٨:٠٧ مساءًاهارِي لطالَما وجَد مصدَر راحتِه في الأشخاصِ المُقرّبين مِنه.
هؤلاء الأشخاص، طَوال السِّنين القليلة الماضِية، لَم يتغيرُوا بُتاتًا. فأوّل ما يأتي في عقلِ الشّاب الصغير حينَ يحتاجُ ما يُهدِّأ أعصابه قد كانَت أوجُه أصدِقائه الوحيدُون؛ لِيام أولهُم، آندي يسبُقه جانِبًا مع إيڤانجِلين و كارا.
لكِن هذه المرّة لَم يستطِع عقلُه تذكُّر حتّى ملامِحهُم بينما حدَّق بالمَبنى الغريب الذّي توقّفت سيّارة زين أمامه.
فهو، رُغم حَرجِه من الإعتراف بذلِك لنفسِه، قَد كان يُردد عُنوان هذا المبنَى المزعُوم في عقلِه طوال السَّاعات الماضِيه وحتّى الآن.
وسيكُون يكذِب إن قال بأنه لَم يُصدَم مِن كونَ ذلِك العُنوان يخُصّ مُجمّع شققٍ عادي.تحرّكت مَعِدته بعدَم راحة، مُستشعِرًا طاقةً غريبة تنبعِثُ من ذلِك المبنى.
"مالِك، أمُتأكِّدٌ مِن صِحّة العُنوان؟" سألَت جيما ذاتَ السؤال الذي كان على حافَّة لِسان أخيها، جاذِبةً إنتباه هاري فورًا. فحوّل الشّاب عيناهُ الفُضوليّة ناحِية مالِك، أو زين، وزادَت قزحتَيه فضولًا حين وجَد زين يُحدِّق بالمبنَى الباليّ بذاتِ ملامِحه الخاليّه من المشاعِر.
ومالَم يعرِفه هاري، هو أنّ زين الهادِئ قد كان في الحقيقَة يُحارِب شياطِين نفسِه، بذاتِ اللحظَة التي بدا بِها شاردًا.
بغتةً، أدارَ شابّ برادفُورد رقبتُه ناحِيَة مِرآة الرُّؤية الخلفية و سمَح لعيناه بأن تقع على هاري الذي كان لا يزالُ يحدق به بنظرةٍ أشعَرتهُ بالذَّنب يتغَلغل بين عِظامه أكثَر من قبل. أكان ذلِك مُعتمدًا من جهة هاري؟
طبعًا لا، طمأَن زين نفسَه. أنا لم أفعَل شيئًا.
"وفقًا لحِساباتِي، فإنّ تغييرُنا للسيارة وإمضائُنا لتِلك السبعِ ساعات بعيدًا عن الأضواء و خارِج أي شبكة قد يكُون ضلَّلهم قليلًا،" شرَح زين بنبرةٍ رتيبة، "إن كُنت محقًا، فذلِك قد يُعطينا وقتٌ كافي لإستنتاج ما علينا فِعلُه هنا."
عبَس هاري، مُلقيًا نظرةً على ساعَة مِعصمه للمرّة المِليون هذا اليوم، لوهلةٍ هو قد نسَى بأنه لا يزالُ يرتدِيها. في الحقيقة، هو لا يذكُر حتى متى كانَت آخِر مرةٍ قد خلَعها بها.
فقد أصبحَت عادةً لديه بأن يتفقّد مِعصمه من الحين للآخر بعقلٍ شارِد تمامًا، كما لو كان جسدُه يتحرّك اوتوماتيكيًا ليفعَل ذلِك دون مُلاحظة عقلِه. ذلِك ما يحصُل حين يعتادُ المرء على فِعل شيءِ مرارًا وتِكرارًا، فكّر هاري بشُرود، مُتأمِّلًا ساعتِه.
أنت تقرأ
25 Steps ↠L.S ON HOLD.
Fanfiction"خمسٌ و عشرون خُطوة لأستدرجه. خمسُ و عشرون أسبوع لأنفذها. " تحدَّث مبتسِمًا بخِفة ، والسِّيجارة محصورةً بين شفتيه النَّحيلَه. "كيف تعرف أنها ستنجح؟" "أنا أعرفه. أعرفه هو و كُل تفاصـيلِه الصّغيــرة." "تفاصيل؟" "أعرفُ بأنه من النوع الذي يحِب...