chapter 15.

3.1K 166 369
                                    

رُغم كونِها لم تكُن المرّة الأولى التي يرى بِها منزِل لوي، هاري شعر بالذُّهول و الإخاءِ يغمُرانهُ مرةً أخرى حين خطى بقدمِه داخِل ذلِك الجناح و وجد نفسهُ يدخُل غُرفة المعيشة المألوفة.

حيثُ كان على يمينهُ حائِطين مِن الكُتب و الأفلام المُختلفة، بوسطِ إحديهِما مِصطلى نارٍ أنيق، بينما على الحائط الثالِث بجانِبهُما عُلِّقت شاشةُ بلازما ضخمة، أسفلُها طاولةٌ تحمل العديد مِن الأجهزة المُختلفة.

و عِندما حوَّل هاري نظرهُ إلى الأرائك المُريحة على يمينه الأبعَد، شعر بذِكريات ذلِك اليوم تعودُ إليه، عِندما كان مُتضامًّا في حُضن لوي على تِلك الأريكة الوثيرة، وعلى البلازما كانَ فِيلمُ ذا فولت إن أور ستارز (الخطأُ في نُجومِنا). و إقشعرَّ جسدُه للحضة حين تذكَّر شعوره بقلب لوي ينبُض بجانِب أذنه، و حين تذكَّر شعور الدِّف الغريب الذي كان يغمرهُ بين أذرُع الفتى القصير.

فقط حُضور ذلِك الفتى بجانِبه قد كان دائمًا كافي لهاري أن يشعُر بعديدٍ مِن المشاعر تتفجَّر بداخِله.

لكِن هذه المرة حين سمِع خُطوات لُوي تقتربُ منه بعد أن أُغلِق بابُ الشقّة الفارهه إلكترونيًا، غمر جسدُ هاري التَّوتر فجأة كما كان عليه مُنذ أن نزلا مِن على ذلِك السَّطح.

وذلِك ذكرهُ بما كان يجوب تفكيره مُنذ آنذاك، وهو ما قالهُ- أو، ما خرج مِن فم لوي على ذلِك السَّطح: 'إبنُ بيلتشِر'.

من كان بيلتشِر؟ أكانَ إسمُ عائلةٍ أخير، أم إسمٌ لرجلٍ ما؟ أيًا كان، هاري يعلمُ أنّ ذلِك الإسم لا يجب أن يعنيه أبدًا. فهو يعلمُ ما إسمُ والده، كريستوفر. و أما فكُنيته قد كانَت ستايلز، على حدِّ علمه على الأقل.

لكِن رُغم أن هاري، من غير ريب، قد كان واثِقًا مِن ذاكرته، إلا أنهُ شعر ببعض الشكِّ كُلما فكَّر بالأمر. بل بدأ يتولّد شعورٌ بالغمِّ في صدره، فرُغم كلّ هذه المعلومات، هو لا يتذكُّر شكل والده أو أيٍّ مِن عائلته.

و على حدِّ علم الفتى الصغير، كلُّ ما عهدهُ عن طُفولتِه هو رجلٌ قد إعتنى به إسمهُ ريتشارد ثاتشر. و بعد موت ذلِك الرجُل، هاري قد إنتقل للعيش مع أُخت ثاتشر ميردث و إبنُها، ليام.

ذلِك كلّ ما يعرفهُ هاري عن طفولته. لا أُم، لا أب، لا إخوة. و كأي طفلٍ طبيعي، هاري يُفترضُ به أن يكون قد سأل ثاتشر كثيرًا عن والديه، أصحيح؟ إلا أن العكسُ حقيقة، حيثُ هاري ليست لديه أي ذاكرة تُخبرهُ بأنهُ فعل ذلِك. لرُبما أنه بالنِّهاية قد تقبَّل الأمر ومضيَ في حياته، لرُبما أنهُ قد أقنع نفسهُ بكون الأمر لا يهُم.

لكِن الآن الوضعُ قد تغيّر، هاري، فتًى شاب يبلُغ الواحِدة والعشرون مِن عُمره، قد كان يحِنُّ إلى معرفة ذاتِه؛ معرفة من يكون و أينَ هُم والديه، سواءًا أحياء كانوا أم أموات.

25 Steps ↠L.S ON HOLD.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن