الفصل 17

132 10 29
                                    


كان يقف على قمة جبل رافع  يداه للسماء و الرياح القوية تضرب بصدره وعيناه الذابلتان مغمضتان كان يقف و هو فاقد الأمل من هذه الحياة لا يريد أن يعيش أكثر فماريا كانت كل حياته و عندما خسرها لم يعد له حياة، شعر بأن غيابها عنه أدخل اليأس والحزن لقلبه و السعادة هجرته ولن تعود وان الصباح لم يعد له حاجة فهي كانت صباحه ومسائه وكل أوقاته، لا شئ له طعم من دونها فهي نكهته المفضلة ومن دون نكهة لا تحلو حياته.
صرخ بصوت يهز كل كائن بالدنيا " ماريا لا اتحمل أن أعيش وانتي بعيدة عني، ماريا لا أتحمل أراكي بين ذراعين ليست ذراعي، لا أتحمل أقترب أحد منك لا أستطيع انا أحبك"
هذه كانت صرخة حب آدم الأخيرة قبل رمي نفسه من حافية الهاوية.

الأطباء يركضون بالغرفة و آدم يطلق أنفاسه الأخيرة و الطبيب يحاول انعاشه بصدمات الكهربائية صدمة واثنين لا أستجابة الطبيب يقول أخرة محاولة كانت المحاولة الأخيرة وان لم يستفيق سوف يعلنون موت آدم، اقترب الطبيب من آدم وصعقه شحنة وفجأة صوت صرخة ملئى إدراج المستشفى "آدم لا ترحل أنا أحبك لا تتركني أرجوك"
صرخت ماريا صرخة حبها وهي تشهق و تتمنى أن آدم يستجيب لها، هل ستكون هذه الصرخات الحب الصرخات الأخيرة أو ستكون صرخة حب للبداية جديدة؟

( قبل شهرين )

ماريا

بعد رجوعي للمدينة ملئت كل وقتي بالعمل حتى أجهد جسدي وفكري وكأنها عقوبة حكمتها على نفسي
وانا في مقر عملي فجأة شعرت بألم برأسي فنزلت للسيارة حتى أخذ المسكن وانا أمشي اصطدمت بشخص فرفعت رأسي لأعتذر، فرأيت أخر شخص كنت أتوقع أن أراه كان جاك كان ينظر لي بأبتسامة خجل شعرت بتوتره لم يتكلم بل عانقني في البداية شعرت بأنني تحت تأثير الصدمة لم ألقي اي ردة فعل بل وقفت جامدة لا أعرف كيف أتصرف، فهمس بأذني انا أسف شعرت بوخزة بقلبي فبادلته العناق، في النهاية هو شخص غالي على قلبي رغم ما تسبب لي من عذاب.
طلب مني أن يتحدث معي وانا وافقت ، ذهبنا للمنزل وأصر أن يحضر لنا أكواب القهوة فهو يعرف أنني أحب القهوة من تحت يداه، أخذنا القهوة وجلسنا وبدء جاك بالحديث

"ماريا في تلك الفترة كان يصعب علي اخبارك ما حصل معي، فأنا كنت خائف من ردة فعلك لهذا قررت أن أذهب دون أخبرك بشئ وحين أرجع أقول لك ما حصل "

لم أرد أشرت له أن يكمل

" ماريا انا في الفترة الأخيرة قبل رحيلي كنت اتعاطى المخدرات "

نظرت له وعيناي مليئة بالصدمة" ماذا "

" نعم كنت اتعاطى المخدرات وحين شعرت بأنني أدمنت عليها رحلت حتى اتعالج هذا السبب الذي جعلني أرحل ماريا، انا أعتذر أنني لم أقول لك في وقتها ولكن خفت أن أخسر أحترامك لي و أخسر ثقتك و أهم من هذا كله أخسر حبك لي "

" هل تعلم ماذا حصل لي بغيابك عني هل تعلم مدى العذاب والألم الذي تسببت به فقط لأنك شعرت بالخوف من أن تخسر حبي، جاك هل تعتقد أنك لم تخسرني الآن " ببرود

" ماريا انا أعتذر لا أعرف ماذا أقول لك "

" جاك في الحقيقة أنا كنت غاضبة جدا منك وكنت أود أن أراك حتى أصفعك على وجهك، ولكن الآن لم أعد غاضبة وانا سعيدة لك لأنك تعالجت و أتمنى أن أراك بأفضل حالاتك دائما، ولكن شعوري اتجاهك لم يعد كالسابق انا الآن أحبك ولكن فقط كصديق انا أعتذر ولكن هذه الحقيقة "

" ماريا لا عليك انا كنت متوقع أن أسمع هذا الكلام، و لكن دعينا نحاول من يعرف لعلي اقدر أسرق قلبك مرة أخرى "

" جاك ارجوك، انا لست جاهزة مشاعري تشوشت بالفترة الأخيرة دعنا نصبح اصدقاء وانا متأكدة سنكون اصدقاء مقربين "

" انا أسف ماريا و سأفعل اي شئ ترديه لعلي اعوضك عن الألم الذي تسببت به "

خرج جاك وانا أشعر ببعض الراحة لا أستطيع تكملة حياتي معه وانا أكن المشاعر لآدم رغم أنني مستحيل أن أكون معه فهو لديه حبيبته و أتمنى لهم الخير.
و بعد عدة أيام تقابلت مع جاك و أجرينا أوراق الانفصال وانفصلت عنه بشكل قانوني و اتفقنا انا وجاك أن نبقى اصدقاء، بالحقيقة لم أشعر بالحزن ابدا و تمنيت له أن يحصل على حب جديد ويحقق كل ما يتمناه .
رجعت للمنزل و قررت الاتصال بسالي مسكت هاتفي واتصلت لكنها لم تجب، هل يعقل عرفت ما حصل بيني وبين آدم ولا تريد الحديث معي هذه الأفكار كانت تخيفني و قررت عدم الاتصال بها مجددا.

صرخة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن