الفصل 15

147 11 17
                                    


دخلت ماريا غرفتها كانت مليئة بعلب الهدايا و دمى قطنية كبيرة و البالونات باللون الوردي والابيص تطير بالغرفة، توسعت عيناها ونزل فمها للأرض فأصبحت تمسك الدمى و البالونات وتقفز بالغرفة مثل الطفلة، تارة تفتح العلب وتارة أخرى تقفز وهي فرحة بهذه الهدايا، بعد فتحها للكل العلب فتحت الباب و ذهبت للغرفة آدم طرقت الباب و لكنه لم يفتح فنزلت تبحث عنه بالقصر فقابلت مايكل سئلته أن رأى آدم قال لها أنه بالحديقة السرية، فذهبت له هناك كان يمتطي الحصان بسرعة البرق وهي أخذت تنظر له وعينيها مليئة بالحب.

شعر آدم بسعادة تغمر قلبه للنجاح جميع مخططاته لأسعاد ماريا و أنه استطاع أن يترك للماريا ذكرى جميلة تجمعهم سويا،فهو يريد أن يبقى هذا اليوم ذكرى خالدة في مخيلة ماريا حتى تذكره باللحظات السعيدة  بعد رحيله.
صعد للغرفته بدل ثيابه و ذهب للحديقة السرية حتى يمتطي حصانه فهما ملجأ له عند فرحه وحزنه،
كان يمتطي الحصان بسرعة البرق و الهواء كان يضرب بصدره مما جعل قميصه يتتطاير مع شعره الأسود الحريري، وفجأة لمح ملاكه تقف تنظر له بأعجاب فهو كان أشبه بفارس وسيم

"لم تنامي "

" لا عندما أكون سعيدة يطير النوم من عيناي "

" ما رأيك أن أخذك بجولة معي على الحصان "

" لا ارتدى ثياب مناسبه "

قفز من على الحصان و أقترب منها " كيف عرفتي أنني هنا "

" ذهبت للغرفتك لم أجدك فأخبرني مايكل انك هنا "

" هل تريدين شئ "

" لا بل دخلت للغرفتي ورأيت الهدايا العديدة التي تركتها لي،  آدم هذا كثير انا فعلا أعجز عن وصف ما أشعر به انت تفعل لي الكثير أصبحت مديونه لك كيف سأسد لك كل هذا الدلال " قالت وهي تبتسم

اقترب منها فأصبح أنفاسها تضرب برقبته رفع يده و نزع المشبك من شعرها فنساب على ظهرها"  هكذا انتي تسدين كل شئ واكتر "

" كيف! " قالت وهي تشعر بالخجل

" هذه الابتسامة التي على شفتاكي و شعرك المنساب على ظهرك ونظراتك البريئة تجعلني أسعد إنسان على هذا الأرض فلا تخافي فأنا مدين لك ليست انتي،
ماريا  أوعدني أن لا تحزني اريد هذه الابتسامة ترافقك للابد"

"اوعدك " قالتها بغنج و خجل وصمتت

كانت تقف مقابلة له و كأنها حورية شعرها المنسدل تتداعبه نسمات الهواء وعينيها تحدق به تتلألآن تحت ضوء القمر  شفتاه الوردية اختطفته فالتفت ذراعه حول خصر ماريا وجذبها له و قبلها شعر بتوتر ماريا ولكنها بنهاية بادلته القبلة، كانت قبلة ملتهبة بالشوق والحب شعر بأنه يطير بالسماء نسيه كل الدنيا ولم يبقى سوى حب ماريا أمام عيناه،  ولكن سرعان ما أستفاق من احلامه بدموع ماريا تسقط على وجهه نظرت له وقالت " هذا ليس من حقنا انت تملك حبيبة وهي صديقتي، لا أستطيع أن أفعل هذا بها انا أسفة"  وركضت مسرعة

"أنتظري ماريا انا أسف " قال وهي تبتعد وكاد ظلها يختفي

آدم

يا ألهي كيف لم أتمالك نفسي، لقد هدمت كل شئ بهذه اللحظة الجميلة الآن ماريا ستأخذ فكرة بأنني خائن لا تعرف انها هي الوحيدة الموجودة بقلبي.
ذهبت أركض وراء ماريا ولكن شعرت بصداع فجأة لما أهتم بقيت أركض إلا أن وصلت للغرفة ماريا طرقت الباب لم تجيب طرقته مرة أخرى وقلت
"ارجوك افتحي الباب سأشرح لك كل شئ "

" آدم أرجوك لا أريد التحدث الآن، أرجوك أذهب " وهي تبكي

" ماريا أرجوكي "

" آدم أرجوك أذهب "

شعرت بأن الصداع أشتد ولم أعد أتحمل حاولت أن أذهب للغرفتي بخطى ثقيلة فرأيت مايكل فطلبت منه المساعدة أصر أن يأخذني إلى المستشفى ولكني رفضت و بعد نقاش حاد أصبحت أشعر بدوار لم يأخذ الوقت طويلا حتى فقدت الوعي.

كانت هذه الليلة أشبه بحلم جميل تحول إلى كابوس مرعب، ماريا كانت تبكي وتلعن نفسها وتلعن مشاعرها أتجاه آدم مئات المرات فهي اعتبرت نفسها خائنة لصديقتها التي كانت تعاملها بحسن من اول لقاء بينهم، فمشاعرها كانت تتحكم بها بتلك لحظة وكأنها كانت غائبة عن الوعي وأيقظتها النار التي أحرقت قلبها بسبب خيانتها كم تعتقد.
وقررت من دون تفكير أنها يجب ان ترحل من هنا وترجع إلى المدينة للمباشرة عملها لعلها تنسى مشاعرها اللعينة اتجاه آدم.
وفعلا بدلت ملابسها و خرجت من غرفتها دون أن تشعر أحد بها إلا أن وصلت البوابة الخارجية لم تجد سيارة أجرة فكانت الوقت متأخر فذهبت للبيتها مشي لم تشعر بتعب، فألم قلبها كان يضاعف أوجاع هذا العالم بأكمله.
فتحت باب المنزل وصعدت للغرفتها و أخرجت حقيبة السفر و بدأت بجمع ملابسها وهي ترتجف ودموعها تغرق وجنتاها حاولت تمالك نفسها ولكن غضبها من نفسه لم يمنعها من تكسير كل شئ كان بمقابلها و تصرخ " يا للفعلتي الغبية،  كم اكرهك ماريا كم اكرهك"
وأخذت حقيبتها واتصلت بسيارة للاجرة حتى تقلها للمطار و بعد ساعة الا ربع  كانت هناك اشترت تذكرة و جلست تنتظر موعد إقلاع طائراتها.وفي هذه الأثناء أرسلت رسالة للهاتف سالي

" انا أشكركم من كل قلبي، انا لا اعتبركم أصدقاء بل أنتم عائلتي التي لم احظى بها من قبل بالرغم من الوقت القصير الذي قضينه سويا إلا وان المواقف التي جمعتني بك آدم أكثر من أيام وساعات بل كانت الجزء الأهم بحياتي انت جعلتني أشعر بأنني لست وحيدة وأنني أملك ظهر ارتكن عليه وقت احتياجي له، وانت سالي أطيب فتاة رأيتها بحياتي وانتي اصبحتي بمثابة أخت لي ولن تتوقف علاقتي بك هنا سنبقى على تواصل ولكن انا اليوم سأسافر انتهت أجازتي وسأرجع للمباشرة عملي، في الحقيقة لا أحب لحظات الوداع لهذا لم أخبركم عن موعد سفري " مع حبي ماريا

صرخة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن