الفصل العاشر

121 13 6
                                    

انتهت الحصة و لكن للمفاجأة عندما رأت المعلمة المسؤولة علم فلسطين على ذلك البريد اختفت ابتسامتها و تحولت إلى وجه غاضب و قامت فوراً بإزالته و رميه في المهملات سألتاها عن السبب و كانت المفاجئة بقولها :"لا يوجد هناك شئ اسمه فلسطين أتفهمان..هناك فقط اسرائيل علماً بأنكم قد سلبتم زوجي حياته أثناء دفاعه عنا و عن اسرائيل"قالتها بكل قوة و غضب لكن ما زاد من ذلك هو تلك القهقهة التي انبعثت من أفواه إيمي و سيلين مما جعلها أن تبادر في إرسالهم إلى الحجز مع الأعمال الشاقة توقفتا عن الضحك لمجرد سماعهما بذلك لكن فور انتهاء الدوام و ذهابهما إلى الحجز كانتا كالأجسام المشبوهة انفجرت في المرة الأولى و عادت لتنفجر من جديد بشكل أكبر في الضحك..

:"هي تقول زوجها يدافع عن ههههههههههههههه مسكين له الجنة ههههههههه" قالت إيمي و هي في فورة ضحكها..

:"آخ إسرائيل رباه أرحمني ههههههههههه" قالت سيلين و قد وقعت على الأرض لشدة تأثرها بذلك..

لكن ما جعلها تستنهض و تقبض شفتاها المبسوطة هو رؤيتها لإيمي و هي تسقط دموعها في غزارة ..تقدمت صوبها بخطوات ثابتة و جعلت تمسح دموعها الندية و ما شدها هو أن سبب حزن صديقتها هو أنها من فلسطين وهي تبكي لأن لا أحد يعترف بها كفلسطين بل كإسرائيل..

أرادت -سيلين- التخفيف عنها فقامت بعكس ما فعلته المدَّرسة مع بضع من الحركات البهوانية المضحكة كانت غريبة الأطوار بالفعل لكن هذا أعاد لإيمي ابتسامتها الباهتة استمرت سيلين في ذلك و كان ما تفعله كماء يروي نبتة عجفاء لتستعيد رونقها ذلك الذي جعل إيمي من ابتسامتها تزداد حتى أصبحت تضحك بإشراق من جديد قامتا بعد ذلك بأعمال كمسح الأرضية و تلميع النوافذ و ترتيب الأرفف انتيهى احتجازهما و كانت الشمس قد أعلنت الغروب وقتها انتهى الاحتجاز خرجتا و كانتا في قمة الانهاك بالكاد استطاعتا المشي على أقدامهما أخذت إيمي بريدها من خزانتها المخصصة في المدرسة و غادرت عادت إلى بيتها الصغير المتواضع و أرخت جسدها الضعيف على أريكتها و أصبحت تتأمل في ذلك البريد و تفكر ....ترى ماذا ستكون ردة فعل أمي هل ستترك القدس و تذهب إلي فوراً و ما أحوال أبي هل خرج أم ليس بعد و كيف حال القدس أما زالت كما عدتها أم لا ؟؟
ترنحت لتلتقط قلمها و أخذت ورقة من الدرج الخشبي المهترئ و بدأت في الكتابة "بسم الله الرحمٰن الرحيم..أمي العزيزة..أكتب لكي كلماتي هذه عساها تذكرك بي و بأنني ما زالت ابنتكِ الغالية..أماه لو تعلمي كم احترق قلبي شوقاً لكِ..أعلم أنني مذنبة و ذنبي كبير لكن هذا كان طيشي الطفولي و ما زلت أبطش نفسي على فعلتي هذه..أماه إن ابنتك في مدينة نيويورك بأمريكا و كانوا يقولون أنها أرض الفرص لكن ما رأيته أنا أن كل أحلامي الوردية تلاشت و تهاوت عند بوابتها لم يكن هنالك أحد يساندني سوى خيال القدس بما فيها هكذا كنت استمد قواي الخائرة .. لكن عندما كبرت هنيهة أصبحت أعي بلزوم حماية نفسي الضعيفة التي كانت تتناشلها ألغام البشر التي لا تبشر بالخير لكن الله حماني لأجلك و لأجل طفولتي المشردة أماه..ها انا ذا نادلة في مقهىً قريب أبقى أعمل إلى منتصف الليل لكي أستوفر حياتي .. أذهب إلى الجامعة..ٱكل..أشرب..تعرفت على أختي و صديقتي-سيلين- غيرت إسمي إلي -إيمي- خشيةً من الواقع لكن في الواقع وفي قلبي أنا ابنتك -فلسطين- لن أزحزح فكرتي تلك..أماه..بعد أن طمئنتك على نفسي..أريد أن أطمئن أنا أيضاً أستنتج أنك في الخمسين من العمر الآن فأنا أُبصم يوم ميلادك عن ظهر قلب ..أماه .. كيف حال أبي هل خرج أم ما زال أسيراً ذليلاً..و كيف حال ثوبي العتيق و نباتاتي الخضراء التي أعتقد بأنها قد عجفت الآن..و كيف حال ذكريات جدتي هل ما زالت خالدة ؟؟ و كيف حالكِ و حال القدس .. أرجوك أمي فلتغفري لابنتك عما بدر منها و لتلقي تحيتي لكل من في القدس و أقول لكي في الختام عسى اللهزأن يصلح حالنا و أعدك بأن السعادة ربما قادمة إليكي قريباً...

محبتك:فلسطين_نيويورك_أمريكيا.✌❤."
'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'،'
أزيكم .. رأيكم
أمزح امزح اعطوني انطباعكم و رأيكم و توقعاتكم بلييييز ok 👌
Love you : wijdan ayoub
👌 😗 😄

فلسطينية♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن