دموع صغيرة

321 10 0
                                    


سقطت قطرة ماء على وردة حمراء بلدي جميلة ....هل هو المطر ينذر بقدومه ؟؟... لا ليس هو المطر ....هل هو ماء خرطوم الري في الحديقة الغناء ؟؟... لا ليس هو ماء الخرطوم .... إذا فهو ندى الصباح يهدي تحيته إلى الوردة الجميلة ...نعم هو بالفعل ندى ...ولكنه ليس ندى الصباح ... إنها دموع (ندى) الصغيرة ... تجلس في الحديقة ... تحاول أن تمسك دموعها ألا تتحول إلى بكاء ...... طفلة جميلة الملامح ... ذابلة التعابير ...كوردة في الحديقة إنقطع عنها الماء ... تكاد تهلك عطشا ......ندى تعيش محرومة من مادة الحياة ... من الحب .... يحسدها الناس ... وتتمنى صديقاتها أن يعشن في تلك الفيلا الفاخرة التي تسكنها ... وأن يلعبن في الحديقة الجميلة التي حولها ... حديقة واسعة مليئة بالشجر الضخم ... وأروع نباتات الزينة .......تعاقبها أمها كثيرا ... تجرح مشاعرها البريئة كما تجرح الأرض الخشنة بشرة الطفل الصغير الناعمة .... هي لا تفهم ما تريده أمها منها .. ولا تفهم لماذا الإعتراض على سلوكها طيلة الوقت ... أهكذا تكون تربية الأبناء ؟؟... أمن أسس التربية أن تخلو عينا الأم من أي حب ... أن تنقلب نظرتها إلى نظرة العدو المتربص بعدوه ... يتمنى له الغلط ......إنها لا ترى منها إلا العقاب .... ولا تحظى بأي مكافأة أو مشاعر إذا أحسنت صنع شيء ،تنظر ندى وهي في الحديقة إلى تلك الأشجار المشذبة جيدا ...مرسومة بالقلم والمسطرة ... لا تجد فيها أي جمال .. لا تجد فيها أي روح ... إنها تذكرها بأمها ...أغمضت عينيها في خوف ... فهي تخشى أن تصبح مجرد شجرة من هذه الأشجار في حديقة أمها........حاولت أن تهرب إلى حضن أبيها ... فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار ... فأبوها لا يعاقبها ولا يقسو عليها كأمها هذا صحيح .... هو لا يشعر بها من الأساس ... تكاد تشعر كل مرة تقع عيناه عليها أنه يحاول أن يتذكر إسمها ....ولا تنسى ذلك الموقف الذي جرحها بشدة ... في أحد أعياد ميلادها ، عندما فتحت هديته لها ،  وجدته مسدس لعبة .. ظل يضحك من الإحراج ، وكشف السر.. 

أن الذي إشترى الهدية أحد الموظفين لديه ، ويبدو أنه نسي أنها بنت وليست ولد ، عذر أقبح من ذنب .

ندى تشعر بالضياع في هذا العالم الذي خلقت به ...لدرجة أنها كانت كثيرا ما تشك في كونها إبنتهم ... بل وجدوها وقاموا بتبنيها

لكن كيف تنكر ذلك الشبه الكبير بينها وبين أمها ... إنها تخاف من ذلك الشبه خوفا غريبا ...إنها تتصور أنه سوف يحولها مع الأيام إلى نسخة من أمها ....... لا ........ لا ...... لا أريد أن أكون أمي ........لقد جعلتها تمضغ الطعام ولا تجد له طعما .... فتخاف أن تقذفها أمها في طريقة مضغها له ......وجعلتها تلبس ملابسها فلا ترى أي منها جميلة ....فلابد أن تحظى بتعليق جارح من أمها على كل طقم ... يعلق به كما تعلق البادجات على الملابس ........وأفقدتها الشهية للضحك ... فهو أكثر ما يستفز أمها ... ويثير شهيتها لإهانتها .....لن أكون أمي .... لن أكون أمي ..... سوف أكون ندى ....سمعت صوت أمها يناديها بصراخ وتهديد ...عادت مسرعة إلى الداخل ... وقد نبت شيئا جديدا في قلبها البريء الصغير .

شجرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن