وفي يوم عادت ندى إلى منزلها بسيارة تاكسي .... وقد تعطلت سيارتها في أحد الشوارع الجانبية بعيدا قليلا ....فإندفع إليها بعض الشباب من الجيران سائلين عن سبب عودتها بدون سيارتها ... وعندما أدركوا السبب طلبوا منها المفاتيح ... وأن تترك الأمر لهم .....ولم تستطع ندى الرفض ... وهل من العدل أن تحرم الناس من مساعدة الناس ... لابد أن تعاملهم بالمثل ... وبعد ساعة على الأكثر ... كانت ندى ترتاح في غرفتها ... طرقت الدادة عليها الباب .. ودخلت بعد الإذن عليها تشير لها بمفاتيح السيارة مبتسمة .. وأن السيارة الآن أمام المنزل بكامل عافيتها ....شعرت ندى بسعادة وفرحة لم تذق طعمها من قبل في حياتها ....كل هذا من عصير البرتقال ....وعرفت ندى أخيرا كيف تعيش حياتها ... وأنك إذا لم تكن سعيدا أبدا في حياتك .... وإبتلاك الله بالحياة القاسية ... فإسعد الآخرين ... وإفرح بفرحهم ... تشعر بقيمتك ...وتنمو ثقتك في نفسك ........ وعممت ندى مبدأ العطاء في حياتها ....... وأصبح هو دينها الجديد ...... وإنتشرت البركة في حياتها تعم أرجائها .............. لكن الحياة لا تمضي على وتيرة واحدة .... لقد علمت أمها بموضوع الشجرة أخيرا ...بعد كل تلك السنين ... ووصل إليها خبر ما تفعل مع الجنايني ... والعصير الذي توزعه مجانا على الناس ..دخلت الأم على ندى غرفة نومها ...... ثم جلست أمامها تنظر لها بغضب وغل شديدين ....وندى تبادلها النظر بعينين مرعوبتين .. على الرغم أنها لا تعرف سر غضبها .... لكنها تعلم أنها لا تحتاج إلى أسباب حقيقية في كثير من الأحيان
الأم ( بهدوء ) : إيه حكاية الزفتة الشجرة دي ؟؟؟؟
ندى : شجرة إيه ؟؟ أنا مش فاهمة ؟ ؟ .......... محاولة منها للنجاة بالإنكار
الأم : لأ ... بجد بريئة ... البراءة ح تنط من عينيكي ....... بقى مش عارفة شجرة إيه ؟؟؟؟؟؟
ندى (بخوف ورعب ) : لأ مش عارفة ؟؟؟؟
الأم : الشجرة اللى واقفة بره ..... علشان توري الناس خيبتي فيكي .... وتفكرهم إني ما عرفتش أربيكي
ندى : ليه يا ماما ؟؟ ... هو حصل إيه ؟؟
الأم : طول عمري حاسة إن فيكي حاجة غلط .... وعرق هبل ما عرفشي جايباه منين ... بقى مصاحبة الخدامين ... وتلفى معاهم في الشارع تسقي الناس برتقان .... بنتي أنا بتسقي الناس في الشارع زي بتوع العرق سوس .... لكن ح أقول إيه ؟ .. في ناس إتخلقوا علشان يبقوا معفنين مهما تحاولي تنضفيهم ..... تبكي ندى ودموعها تنساب على وجنتيها .....
الأم : عيّطي ... عيّطي ...إنت لسه شفتي حاجة .... تقوم من مكانها وتجذبها من يدها في عنف لتأخذها معها ....تجرها وراءها مخترقة المنزل حتى وصلت إلى الحديقة ....وندى خائفة وقلقة من نية أمها .... متهدجة الأنفاس
الأم ( تصرخ ) : إنت يا زفت ؟؟ ... تنادي على الجنايني
و جاء الجنايني مندهشا
الجنايني : أيوه يا أفندم ؟؟
الأم ( تنظر له بتهديد ) : أنا عايزاك تقطع الشجرة اللى بره البيت دي ... دلوقتي حالا .. وتخلصني منها
الجنايني ( في صدمة ) : بس يا فندم .... ما ينفعش أقطعها .... دى شجرة كبيرة قوي .... وجدورها طويلة جوه الأرض
الأم : بقولك إتصرف وإلا ح أرفدك ..... إنت فاهم ؟؟؟ وكفاية اللي عملته مع ندى
الجنايني : (في قلق ) أيوه يعني أعمل إيه ؟؟؟
الأم : إحرقها ... هات جاز وإحرقها ..... يا لا روح
الجنايني : أحرقها ؟؟؟؟ ... يا فندم دي النار تمسك في البيت ... ده غير إن في ناس في الشارع
تنظر الأم لندى في جنون وتحدي ثم تتجه إلى عبوة السبرتو وعلبة الكبريت المستخدمان للشوي .... وتجذب ندى من يدها إلى الخارج متجهة نحو الشجرة
أنت تقرأ
شجرتي
Randomالعذاب في الدنيا ليس نهاية الحياة .... وعندما نكتوي بالنار نعرف جيدا الطريق إلى الجنة ... والخير بذرة تنمو في القلوب ...يسقيها الإيمان مع الأيام ... فتصبح شجرة كبيرة تطرح محبة وعطاء وتسامح ... إقرأ قصة شجرتي وشجرتك وشجرة (ندى)... قصة من 15 جزء