إقتلاع الجذور

75 3 0
                                    

وتوقف العمال عن العمل .... وجاء طارق مسرعا بعد ما تلقى مكالمة على المحمول بالذي حدث 

طارق( في لهفة ) : إيه يا ندى ؟؟....في إيه ؟؟ ... ما تسيبي الرجالة يشتغلوا 

ندى (تنظر له بغضب ) : إنت مالك ومال الشجرة دي ؟؟ .... عايز منها  إيه ؟؟... عايزين تموتوها ليه ؟؟ 

طارق : يا حبيبتي إحنا مش إتفقنا على كل حاجة .... والشجرة دي ما ينفعش مكانها هنا ... لا ح ينفع مدخل  العمارة ولا الباركينج 

ندى : أنا ما ليش دعوة بالكلام ده خالص .. إحنا ما إتفقناش على كده ... الشجرة بتاعتي تفضل مكانها .. وإلا مافيش مشروع 

طارق ( بغضب ) : يعني إيه مافيش مشروع  ؟؟ ... هو لعب عيال ؟؟.. دي عقود وفلوس ناس .. إنت عايزة تودينا في داهية 

ندى ( تنظر له بعتاب وحزن ) : خلاص يا طارق ... بقى هو ده بس اللي بتفكر فيه ... نسيت القلب بتاعنا على الشجرة .. ونسيت ذكرياتي وطفولتي معاها ..... أنا عملتلك إيه يا أخي علشان تعمل فّي كده ؟؟ ... (تبدأ في البكاء ) ... إنت طلعت قاسي علّي أكتر من أمي 

طارق ( بتوتر ) : إنت اللي مكبرة قوي موضوع الشجرة.... إكبري بقى يا ندى ... وبلاش لعب عيال 

ثم إلتفت طارق للعمال وأمرهم أن يؤجلوا موضوع الشجرة ... حتى يتفاهم مع زوجته 

وفي المساء ... بعد أن فكر طارق في حل المشكلة ... إقترح على ندى أن يخلعوا الشجرة من جذورها ... ويزرعوها في الحديقة الصغيرة المتبقية حول الفيلا ... وأردف أنها فرصة أن تعتني بها دون أن تضطر للخروج إلى الشارع ... وإقتنعت ندى بالفكرة وفرحت بها .. فقد كانت الحل الوحيد البديل ... وهي على الأقل فيها مراعاة لشعورها نحو الشجرة ... لكن طلبت أن يأتي بمهندس زراعي يشرف على نقلها حتى لا تتضرر ... ووافق طارق بإبتسامة حانية 

أخبر المهندس الزراعي ندى أن نقل الشجرة فيه خطورة عليها ... وأنها قد تموت أثناء عملية النقل ... فخافت ندى ... لكنها لم تستطع أن تغضب زوجها أكثر من ذلك ... وهي تعلم أن إلغاء المشروع الآن شبه مستحيل ... فوافقت على المخاطرة 

وقفت ندى تشاهد الشجرة الضخمة وهم يكشفون عن جذورها العميقة ... ضاربة في الأرض .... لم تتخيل أن جذورها عميقة لهذا الحد 

وإنتقلت الشجرة إلى بيتها الجديد العميق داخل الأرض.... وفعل المهندس  وسعه  لتأمين الإنتقال ... وأوصي الجنايني ببعض الوصايا للعناية بها في الفترة الحرجة القادمة      

شجرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن