شجرتي

الحريق

ندى ( في بكاء ) : بلاش يا ماما ..... علشات خاطري يا ماما ...(تمسك يد أمها )... أبوس إيديك يا ماما ... بلاش 

الأم تتجاهلها في إصرار ... وتفرغ عبوة السبرتو على جذع الشجرة ... ثم تشعل عود الكبريت.... وتنظر لندى بتشفي .... تلقي العود المشتعل على الشجرة ......ندى تصرخ في هستيرية ... والنار تندلع في الشجرة .... والناس يتجمعون من أنحاء الشارع حول المشهد ... وفي لحظة يأس ........ألقت ندى نفسها على الشجرة تحاول أن تطفئها بجسدها .............. إمتدت ألسنة النار تلتهم جزء من ملابس ندى .. وشعرها يحترق ... ألقى الناس بأنفسهم في لمح البرق على جسد ندى .... جذبوها من وسط النار ... وخلع بعضهم  سترته يطفيء بها النار في جسد ندى .. و آخرون يفعلون نفس الشيء مع الشجرة 

الأم ( وهي في حالة صدمة ) : يا مجنونة .... يا مجنونة .... تستاهلي الحرق يا مجنونة 

جاءت سيارة الإسعاف لتحمل ندى إلى المستشفي ... وتفرق الناس من حول الشجرة ... وتحول لون جذعها إلى اللون الأسود

  كأنها إرتدته حزنا على ندى .................. تألم الناس في الشارع لهذا الحدث الأليم ...... وتألم زملاؤها في الجامعة عندما علموا بسبب غيابها عن الحضور ......والدادة تبكي بإستمرار ندما على تشجيعها لندى في موضوع الشجرة .... والجنايني حزين ومكتئب ...وكلهم يدعون لندى بالشفاء 

لم تكن آثار الحروق خطيرة على جلد ندى ... فتركت أثرا بسيطا .. أخبرها الأطباء أنه سيزول مع الزمن .. أما شعرها فقد إحترق معظمه لكن النار لم تنل إلا من جزء في الجانب من فروة رأسها ....ولا علاج لها إلا أن تنتظر أن تشفي من الحروق ثم يتولاها أطباء التجميل ليزرعوا لها شعرا من جديد