مشروع ندى

161 3 0
                                    

تتقلب ندى في سريرها في ظلام الغرفة وهي تفكر وتفكر ... ماذا تصنع في حياتها كي تشعر بالإختلاف عن أمها ؟؟... إن ما بداخلها لابد أن تجسده في شيء ... لا بد أن يصبح أكثر من مجرد أفكار ...ولابد أن يكون شيئا صالحا ... مشرفا ... لا يسيء لها ............ومرت الأيام على ندى ... تزدرد فيها الحياة  التي بلا طعم .. وترى نظرة العداوة من أمها مصحوبة بإهانات متكررة ..ونظرة التجاهل من أبيها المزعوم ..........وكانت ندى دوما تفتعل الأسباب لتذهب إلى المطبخ ... فهناك جرعة حنان وحب تنتظرها من الخادمة كلما دخلت عليها ..فخادمتهم تحبها كثيرا .... وتعبر عن حبها لندى بكثير من الإبتسامات الحنونة وكلمات التدليل المفعمة برائحة الأمومة الفياضة ..... كم تمنت ندى أن الله لو جعل هذه المرأة أمها ... وجعل أمها هي الخادمة ... كم أنت قاسية أيتها الحياة  !!!! ...والخادمة تعرف جيدا مشاكل ندى مع أمها ... وتشعر بالشفقة عليها ... وقلبها يتمزق من الحزن على حالها .. لكن لا حيلة لها في الأمر .. ماذا تصنع ؟؟ ... فالهانم إنسانة قاسية .. قد نالها منها ما يكفي من الإهانات والتجريح .. فما بالك لو تجاوزت حدودها وتدخلت في أمر كهذا ................. وفي يوم من الأيام .. خرجت ندى في جولة صغيرة حول السور المحيط بالمنزل من الخارج ... تحاول فيها أن تتنفس هواء غير الهواء الذي يدخل في رئتيها بأمر أمها .. وما زال يشغلها ذلك الموضوع ... التمرد على أمها ...... وصلت إلى بقعة معينة حول السور وبعد أن تجاوزتها ... رجعت إليها مرة أخرى .. تتأمل شيئا ..لقد رأت شجرة صغيرة ... تعجبت .. ترى كيف زرعت ؟؟... من زرعها هنا ؟؟.....تلفتت حولها كأنها تبحث عن الذي ترك الشجرة هنا ومضى ... ثم عادت تتأملها مرة أخرى ... وتساءلت لماذا لا تكون هذه الشجرة هي مشروعها الذي تبحث عنه ؟؟ ... تتبنى الشجرة وترعاها حتى تكبر مثلها وتصبح كبيرة ... لكن الموضوع يحتاج إلى تفكير ... ذهبت ندى فيما بعد إلى  (دادة ) ... فكانت تنادي خادمتهم بهذا الإسم .. وسألتها  : 

ندى : يا دادة .. ممكن أسألك سؤال ؟؟

دادة : سؤال واحد بس!! .. قولي سؤالين ، عشرة ، خير يا حبيبتي ؟؟

ندى : هو في شجرة ممكن تطلع من الأرض من غير ما حد يزرعها ؟؟

دادة : أيوه يا حبيبتي ممكن ، بيقولوا عليها شجرة شيطاني .. لكن أنا ما أحبش الإسم ده ، لأن الشيطان لا بيخلق ولا بيزرع ولا بيقلع ، أنا بأسميها ربّاني .

ندى : يعني ربنا هو اللي زرعها؟؟

دادة : هو اللي زرعها وهو اللي خلقها ، زي ما خلقك إنتي يا عسل يا أمورة إنتي ، ياختي عليها ، هاتي بوسة ،تقبلها بحنان .                                                                                                                                                            

تجلس ندى على مكتبها في غرفتها مبتسمة في سعادة .. فقد وجدت ضالتها المنشودة .. وإطمأن ضميرها أن هذه الشجرة لا يملكها أحد ... ربنا زرعها جنب بيتهم ... أمسكت بورقةوقلم تكتب خطة للإعتناء بالشجرة ... وجدت أنها لا تعلم شيئا عن الزراعة .. قامت بتشغيل الكمبيوتر الكائن على مكتبها ... دخلت على جوجل ......... كتبت .... كيف أعتني بشجرة ؟؟؟ ................

شجرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن