البـَارت 14 : [ الإنجـِذاب ]
.
.
لقـَد كـَان مفاجـِئـًا تصرُّف جونغ إن بعـد نهـَاية اليـَوم، فتصـَّرفه الفـَظّ و تجـَاهلهُ لك لم يكـفـِي، ليضيـِف علـَى ذلـِك أخـذكِ معـَهُ إلـَى أحـَدِ الأقسـَام الفـَارغة و يفرغ غضبه عليك...
وقف أمـَامك ليخرج هاتفـَه و ينقر عليـه حتـَى فتَح صورةً مـَا..
" ماهـذا بحق الجحيـِم! " صـَرخ بوجهك بينمـَا يلوِّح بهـاتفه أمـَامك.
أمسـَكتِ الهـَاتف بين يديك لتتسـِع عينـَاك..
" يـَا إلهـِي!" همستِ لنفسـِك، منصدِمـَة مما تلقـَاه.
دقَّقتِ النـَظر في الصـُورة الَّتـِي إلتقطت لك في الحمـَام في وقتٍ سـَابق..
كـَانت حيـِن خرجـت من الحمـَام مهرولـَة بعيدًا عن جـَاكسون الذِي يظهر في صـُورةٍ أخـرَى و هو يخرج من الحمـَام خلفك، لم يصدمك تلقيه للرسالة، بقدر ما صدمتك فكرة أن أحدهم ربما كان، يراقبك.
" مالَّـذي كنتِ تفعلـِينه مـَعه؟! في الداخـِل!!" صـَرخ بوجـِهك لتقضـِمي شفتيـك معـًا حـِين راودكِ ذلك الإحسـَاس بإحتراق عينيك..
زفرتِ الهـَواء من فمك لتـُطفِئـي هاتـِفه و تحملـِقي به..
" إسمـَعنـِي جيِّـدا كيم جـُونغ إن !" خطوتِ نـَحوه لتدفـَعـِي هاتفـَه نحو صدره و تنقري على كتـِفه بسبـَابتك عدَّة مراتٍ بينمـَا تخاطبينه..
" لقـَد كنتَ لئيـِمـًا معـِي لدرجـَة لا توصف اليـَوم.. بالرَّغمِ من أنَّنـِي لم أفعـَل لك أي شيئ سيئ!"
تراجـَع بـِضعَ خطـواتٍ للخلف بينمـَا تتقدمـِين نحوه، مواصلـَةً نقرَ كتـِفه..
" جعلتنـِي أهرع إلـَى الحمـَام لأفرِغ مـَا كـَان يزعجـِني!" أخذتِ نفسـًا عميقـًا لتواصلـِي، " و كـأن مقـَابلتـِي لذلك المعتـُوه الَّـذي يتـُوق لحبيبتـِك لا تكفـِي حتـَّى تأتـِي أنتَ بإفتراضـَات لا أسـَاس لهـَا من الصـّحة و توبخنـِي لأجـل شيئ للآن لم أقم به !"
توقفتِ هـَذه المـَرّة بينمـَا يحدِّق بك الشـَاب الواقف أمـَامك بتعجُّب، " كـَيف جعلتك تشعـُرين؟"
قضمـتِ شفتيك معـًا، و دموعـُك بدأت تتسرَّب من عينيك لتسترسلـِي، " لقد جعلتنـِي أشعر و كـأنني قمـَامة بحقٍّ ! أنـَا أحاول المسـَاعدة و أنتَ تعاملنـِي ك.. مجـرد شيئ متحـَرِّك لا يشعر! "
أغلـَق عينيه بقوة، فهو مدركٌ لخطـَئه، دنا نحوكِ ليلقي بذراعيه حـَولك و يحتويـِك بين ذراعـَيه..
" أنـَا آسـِف لأنّنـِي جعلتك تشعـُرين هكـَذا.."
هـَذه المـَرة، بكيـِت بيـن ذراعيه، فقـَط لأن الأمـر بدا، صـَائـِبًا.. و لأن رغبتك في البكاء زادت بمجرد حضوره.
دفنتِ رأسـَك بصـَدره، لتعـَانقِي جـِذعـَه و تبكـِي بصوتٍ مسمـُوع، يصـَاحبه شهـَقات متتـَالية..
مسـَح علـَى رأسـِك عدَّة مرَّات بينمـَا يتمتمُ بيـن الفيـِنة و الأخرى بكلمـَاتٍ ك، " لا تبكي" "توقفـِي عن الـبكاء " و " أنـَا آسـِف.."
فـَرك ظهرَك بضع مراتٍ، لتنزلـِي ذراعـَيك عنهُ و يمسكَ كتفيـك بالمـُقابل.
ثنـَى ركبتيـه قليلا ليصـبح بنفس مستوى نظرك و يتحدث بينمـَا يحدِّق بعينيك، " لـَم أعلـَم أنَّنـِي أستطـِيع جعل فتـَاةٍ تبكـِي لهذه الدرجـَة.." أمـَال رأسـَه للجانب ليكمـِل، " حتـَّى كريستـَال لم تبكـِي مرَّة، لا بسببي، لا أمـَامـِي، و لا حتـًّى بيـن ذراعـي."
إنتشـَر اللَّون الأحمـَر على وجنتيك لتزيحـِي نظرك لمكـَانٍ غيـر وجهه و يقهقه بظرافـَة، " لكنَّنـِي آسف.. آسـِفٌ لأنَّنـِي أقحمتُك فيمـَا لا يعنيك، و لأنَّنـِي غضبتُ عليك بدون سببٍ.. أنتِ تسـَامحيننـِي؟"
أومـَأت ببطئ ليبتسـِم بإتِّسـَاع و يهتـِف، " جمـِيل!"
أبعـَد يـَديه عن كتفيـك ليعتـدل بوقفتـِه و ينظِّف حلقـَه، " إذن.. أتـُريديـِن... التسـَّكع معـًا؟"
نطـَق كلمـَاته يحذر بينمـَا يترقَّب ردَّة فعلـِك، لترمشـِي عدَّة مرات..
" أعتـَقد أجل، لمـَا لا.."
.
.
" كـِيم جونغ إن ! هـَذا ليس لطيفـًا !!" صرخـت بينمـَا تحـَولين الإبتعـَاد عن جـُونغ إن الَّـذي يحـَاول إرغـَامك علـَى إمسـَاك أحـَد أسمـَاك الأنقلـِيس.
" هيـَّا، أمسكـِيه، واحـِد فقـَط..!" قرَّبـَه منك لتتراجعي إلـَى الوراء، " أنـَا لا أحبـِها!" أعـربتِ بنبـرة منزعـِجة ليبتسـَم لك، قـَدَّم شفتـَه السفلـِية بلـُطف لينطق " و لا حتـَّى من أجلـِي؟"
دحرجتِ عينيـك بمـَللٍ لتهتـِفي، " سيِّـدتي! هلاَّ أعطـَيتنِي قفـَازًا؟"
إبتسـَم بإتسـَاع لقبولك للقيـَام بالأمـر، حـَالما إرتديتِ القفازاتِ، إقتربَ منـك و السمـَكة بيديه..
" هـيّا أمسكـِيها.." تحدَث بإبتسـَامة لتتغـَير تعابير وجهـِك إلـَى الإشمئزاز و تمسكـيها بتقزز..
" بربـِّك جونغ إن لمـَا تفعـَل هـَذا؟" تذمـَرتِ لكنه لم يعرك أي إهتمـَام، فقط خلع قفازيه ليخرج هاتفه و يقترب منك أكثـَر.
أحـَاط ذراعه حول كتفك ليميـِل رأسـَه ناحيتك و ينطـِق، " إبتسـِمي !"
نظـَرتِ إليـه ثم إلـَى الهـَاتف، لترغـِمي إبتسـَامة على وجهك و ترفعـِي السمـَكة حتى تظهر فـي الصورة أيضا.
.
.
سار جونغ إن بجانبك بالطريق، لكـِن ليـس إلـَى البيت، بل مكـَان آخر.
أرجعت خصلاتِ شعـرك إلى الخلف قبل أن تـَسألي ، " إلـَى أين سنذهـَب؟"
أظهـَر لكِ إبتسـَامة طفيفة قـَائلا، " للأكل ! أنـَا جائع.."
قهقهتِ بخفةٍ كرد على جوابـِه، لتستقـِرَّ عينـَاك علـَى الطريـِق مجددًا.
لم يبعد المكان كثيرا، فقط سير على الأقدام لمدة عشر دقائق؛ بينما جونغ إن يتحدث معك بين الفينة و الأخرى ليلطف الجو بينكما.
وصـَل كلاكمـَا إلـَى محـَل لبيع الوجبـَات السريعـَة، لتدخلا و تلزمـَا طاولة..
تركك جـُونغ إن لفترةٍ ليطلب الطعـَام لكمـَا، بذلك الوقت أخرجتِ هـَاتفك لتستعلمـِي عن السـّاعة، " إنـَّها السادسة.."
قلتِ في عقلك لتزمـِي شفتيك، و تعيدي هاتفـَك الى جيبك.
بعد دقائـِق قليلة عـَاد جـونغ إن ليجلس قبالتك في إنتظـَار وصـُول الطلب..
" لـَقد طلبت البيتزا، الدجـَاج و شطيرتين لنـَا.." أخبركِ عن طلبهِ لتومئـِي له .
بقيتِ صامـِتة، بينمـَا جونغ إن يراقـِب النـَاس هناك.
بعد مضي ربع ساعةٍ على الأرجح أو أقل، وصل طلبكمـَا لتشرعـَا بالأكل.
جونغ إن بدا لطيفا لدرجة جعلتك ترغبين في إمساك وجنتيه و قرصهما حتى تصبح حمراء.
قهقهت حين راودتك تلك الفكرة ليرفع جونغ إن رأسه و يحملق بك؛ بلع ما ب فمه ليسأل، " مالمضحك؟"
حركت رأسك يمينا و شمالا لتأخذي أحد المناديل و تضعيها على شفتيه المتسخيتن بصلصة الطماطم، " لا شيئ.. فقط تبدوا.. لطيفا."
رفع حاجبا بينما يتفحص معالم وجهك ليشير إلى وجهه، " لطيف؟"
" حين كنت تأكل قبل قليل.. لقد بدوت كذلك بالنسبة لي." ابتسمت بوجهه ليرمش مرات متتالية و ينحني نحو الطاولة، " يا آنسة.. أنا كل شيئ.. عدا لطيف. "
ارتفعت إحدى زوايا شفتك لتنطقي؛ " تجاهل ما قلت.. أخرق! "
" و ها قد عدت لتعجرفك مجددا.." تمتم جونغ إن لنفسه؛ لتقومي بصفع رأسه بخفة، " عن أي تعجرف تتحدث يا انت !"
" إييه ! أنت دائما هكذا.. في لحظة تكونين هشة و ضعيفة؛ و بعدها تصبحين متعجرفة و تتصنعين القوة.. اسمعيني؛ قد لا أفقه الكثير في أمور الفتيات لكن صدقيني، أستطيع قراءتك انت بالذات حتى و إن لم يمر الكثير منذ تعارفنا، لكنني أصبحت قادرا على قراءتك.."
صمتت بينما تعيين كلامه برأسك، - تكونين هشة و ضعيفة؛ و بعدها تصبحين متعجرفة و تتصنعين القوة. -
" أنت محق." همست ليغلق فمه و ينظر إليك بإستغراب، " أعلم أنني محق، أنا دائما محق! لكن في أي نقطة تحديدا؟"
رفعت قطعة من البيتزا لتتحدثي، " أنا ضعيفة.. أنا أتظاهر بالقوة."
أخذت قضمة، بينما بهت جونغ إن، كان على وشك القول أنه محق في كلامه لكنه لم يفعل؛ فقط تعابير وجهك أخبرته إلا يفعل ذلك..
امتدت ذراعه ليمسك يدك بين يده الدافئة و يعصرها برفق، " هل هناك ما يزعجك؟ "
نفيت برأسك لتبعدي يدك عن يده قصد إمساك قطعة البيتزا و يرجع هو يده إلى موضعها.. تأملك قليلا ليعرب بنبرة لعوبة قصد إغاظتك ، " لست الوحيد اللطيف حين يأكل."
شدد على كلمة لطيف ليرفع منديلا و يضعه على شفتيك.
رمقته بشر لتخرجي لسانك، " أخرق! " قهقه بخفة ليستأنف أكله..
.
.
توجهت لدورة المياة حتى تغتسلي بعد أكلك، كذلك جونغ إن، و بعد عودتك من الحمام قمت بانتظاره.
" اسبقيني إلى الخارج؛ سأدفع و الحقك. "
اومأت بتفهم لتأخذي حقيبتك المدرسية و تخرجي من هناك.
مع خروجك، خرج شابان كانا جالسين بالطاولة المجاورة لكما، و على ما يبدوا لم ينويا على خير.
وقف كلاهما أمامك بينما يتفحصك أحدهم من رأسك إلى اخمص قدميك؛ رفعت حاجبك بإستغراب قائلة، " اعذراني أيها السيدان.. هل استطيع مساعدتكما؟ "
" يمكنك إعارتي هذا الجسد الجميل.. " نطق أحدهما بنبرة لعوبة لتردي بهدوء " يمكنك الغروب عن هنا أيها المعتوه! "
لم يبدي أحدهما أي ردة فعل، في حين أن الذي نطق بقي يتفحص ساقيك المكشوفتين إزاء قصر تنورتك المدرسية..
شعرت بالغضب يعتليك لتصرخي بوجهه؛ " إلى ما تحدق! "
قبل أن تضيفي كلمة أخرى، كان جونغ إن قد ألقى قبضته الأولى على ذلك الشاب، معلنا بهذا بدأ الشجار معه!
تراجع للخلف ليمسك به صديقه و يستقيم، حملق ب جونغ إن بغضب، إلا أن هذا الأخير لم ينتظر أكثر ليمسكه من ياقة قميصه و يلكمه مجددا متسببا هذه المرة في سقوطه..
نظر إليه رفيقه ليشكل بيده قبضة و يلكم جونغ إن مباغتة.
رفع جونغ إن ساقه لتصطدم بعنق الشاب و يضيف له لكمة أخرى؛ بذلك الحين استقام رفيقه من الأرض ليلكم جونغ إن بوجهه..
شهقت خوفا من أن يتأذى جونغ إن، حتى لو يستطيع أن يتعارك معهما، لا يزالان اثنين ضد واحد..
هرعت إلى داخل المطعم الذي كنتما به قبل قليل لتطلبي المساعدة من الشبان العاملين هناك و يسرعوا بدورهم نحو الشبان الثلاثة.
بدأ الناس يجتمعون لرؤيتهم لأولئك الشبان يتعاركون، و لحسن الحظ أفلح العاملون الذين ناديتهم في التفريق بينهم..
أسرعت بإمساك جونغ إن من جذعه و سحبه في اتجاهك بينما تترجينه قائلة، " رجاءا توقف ! جونغ إن ارجوك! "
بدى أن جونغ إن قد هدأ لمجرد امساكك به لترفعي رأسك و تقابلي وجهه.. لقد كان قريبا للغاية.
كنت تحيطين خصره بشدة بينما هو يحدق بك، بتردد رفع يده ليضعها على خدك الأيسر و تتبعه الأخرى على يدك الأيمن، " أنت بخير؟" سألك بنبرة مراعية لتومئي له ببطئ محدقة بالخدوش و الكدمات الطفيفة على وجهه..
كنت على وشك البكاء؛ مجددا.. يبدوا أن جونغ إن لم يخطئ حين قال انك هشة حقا !
أنزل رأسه ببطئ ليطبع شفتيه المنتفختين على جبينك لبضع ثوان و يقوم بإحتضانك بعدها..
.
.
+|| إنتهى البارت !
اعجبكم البارت؟ تقييمكم له.
أكثر جزء اعجبكم؟ و توقعاتكم؟ 💜
.
حاولت اعوضكم لاني أتأخرت 😿💖
أتمنى أنه يكون كافي 🎀
قراتي؟ علقي تقديرا للتعب ☺
مع السلامة حبيباتي ❤
احبكم 😘
.
#روايات_كوريه 🌹
أنت تقرأ
I need u
Fanfic. [ تقرير الرواية ~] . اسم الرواية: أنا أحتاجك || I need u . نوع الرواية: رومنسي، مدرسي، كوميدي، عائلي، تشويق؛ غموض.. . عدد البارت: غير محدد. . الأبطال: - كيم جونغ ان 》كاي《: شاب في 18 من عمره، يمتلك ملامح متناسقة و جذابة، شعره أسود.. ذكي و حنون، ال...