الساعه التاسعه صباحاً و بينما انا اجلس على احد المقاعد في مكتبة كُليتي و اتصفح حساباتي الكثيره في مواقع التواصل الاجتماعي رن هاتفي بنغمته المزعجه في هذا الهدوء .. ابتسمت للمنزعجين من حولي ابتسامه إعتذار ثم امسكت هاتفي بقوة ارجوه ان يصمت و غادرت مسرعه .
صمت قليلاً ثم عاد للغناء و الرقص بين يدي لمست الزر الاخضر للإجابه و قد قرأت اسم المتصل مسبقاً { أمي الجميله }..
اجبت : مرحباً ..
أمي :مرحباً صغيرتي ..هل انتي في الكليه ؟
أنا : نعم .. لماذا ؟
أمي : اريدك ان تذهبي لإحضار تلك المشاكسه من المدرسه ثم عودوا الى المنزل .. لاننا سننتقل الى منزلنا الجديد اليوم .
أنا : و لكن يا امي انا لا زال لدي محاضرتين على ان احضرهما .
"لم اكن اريد حضورهما على اية حال و لكنني اريد التهرب من العمل الشاق المقبل"
أمي : لا بأس يا عزيزتي انه يوم واحد لن يضر .. ثم اننا سنرتاح اخيراً و ننفرد في منزل خاصٍ بنا اخيراً بعد كل تلك الاعوام المتعبه .
أنا : حسناً.. و لكن ما الفائده من إحضار تلك المزعجه إن كانت لن تفعل شيئاً سوى اللهو..
أمي : لا تقلقي لدي أساليب جديده تجعلها تعمل دون النطق بحرف واحد ..
أنا : اتمنى ان تجدي اساليبك عليها هذه المره .. إلى اللقاء .
أمي : رافقتك السلامه .أغلقت الخط و غادرت الجامعه بعد ان طلبت من احدى زميلاتي ان تغطي غيابي عن المحاضرات .. ركبت سيارة اجره و طلبت منه ان يوصلني الى مدرسة تلك الجاكي شان او الحرباء او لوفي .. ان لديها العديد و العديد من الالقاب إنها فتاة يصعب التحكم فيها حقاً اتمنى ان تسطيع ذلك امي هذه المره .
وصلت الي المدرسه بعد ثلث ساعه ترجلت منها بعد ان اعطيت سائق الاجره حسابه و توجهت الى بوابة المدرسه الضخمه و بعد معاملات عديده و مضجره سمح الي الحارس بالدخول .. لا عجب ان اختي تصاب احياناً بالجنون حال خروجها منها فهي اشبه بمعتقل ضخم .
سألت احدى المشرفات عن صفها فأرشدتني إليه و مضيت باحثة عنه في هذا الممر الطويل الكئيب المليئ بالفصول .. آآآه كم اكره المدراس .. ارجو ان تنتهي هذه السنه على خير قبل ان تفقد اختي صوابها فهي مجنونة بالفطره و لكن الدراسه و الكتب تجعلها في حاله هستيريا .
وقفت امام احد الابواب وكان مكتوباً عليه
[ الصف الثالث الثانوي / علمي / شعبه ب ]
طرقت الباب و فتح بواسطة معلمه تبدو في اوساط الثلاثينيات و قد اهلكتها الحياه فهي من النظره الاولى لها ستعرف بانها تواجه مشكلات ماليه و اجتماعيه و عاطفيه و تجعلك تعطف عليها ..
المعلمه : نعم ..!؟
أنا :هل استطيع روئية الطالبه فاتن حسام ؟
المعلمه : هي ليست هنا .. انها في عيادة المدرسه فقد عانت من بعض الالام الشديده في المعده في الحصة الاولى و ذهبت هناك لترتاح .
أنا : حسناً .. عذراً على الازعاج .
لا اصدق فهذه بالتأكيد تمثيليه من فاتن انطلت على المعلمات هنا .. حسناً سأذهب لإحضار تلك المخادعه و جرها من اذنها حتى امزقها .
أنت تقرأ
قيل بأن القمر هو الشاهد
Mystery / Thrillerحين تغفو المشاعر و يصبح الغضب و الحزن هو الميسطر .. ..حين يمنع الحقد الحب من ابداء رأيه .. .. حين نمضي قُدماً دون التفكير في عواقب ما نحن مُقبلين عليه .. ... هنا و في هذه اللحظات سيبقى الندم حليفاً الى الابد مرافقاً و محباً لنا مبتسماً بفخر لعثوره...