آووووه ماهذا الإزعاج ألا يمكنهم طرق الباب بهدوء..بالتأكيد انها فاتن او أكرم المزعجين في أسرتنا هم من يفعلون هذه الحركات دوماً .
نظرت من العين السحريه للباب و صح تخميني حينما رأيت فاتن تضرب الباب بقوه و تضحك و منال بجوارها و اضعة كفيها على اذنيها تكاد ان تبكي .
فتحت لهما الباب فإندفعت فاتن بقوه و خلفها منال تجر قدميها بثقل مطأطأة براسها .. كنت على وشك ان افتح فمي لأتكلم و لكن يدا فاتن جرتني و اصبحت تدور بي و تغني و كأنه العيد .
دفع هذا الازعاج أمي و أمل خلفها للخروج هنا و روئية ماذا يحدث ..
أمي : ما الذي يحدث هنا ؟
لم يجبها أحد و لكن تكلمت منال :
في المرة القادمه التي تخبريني ان اخذها من المدرسه .. سأذهب بها لمستشفى الأمراض العقليه او حديقة الحيوان فهو المكان الأنسب لها بين اصدقائها .
أمل : اظن قفص القرود سيكون مكاناً رغداً لها .. ستستطيع القفز فيه كيفما تشاء.
أنا : توقفي .. لقد اصبت بالدوار .توقفت ثم سألت امي : اين ابي ؟
منال : من اين لكِ هذا الاحترام الان ؟ أم انه الخوف من أمي ؟
نظرت فاتن اليها بنظرات مغزاها ^ اصمتي ^
ثم اجابت أمي : لازال في الشركه .. قال انه سيحاول الخروج باكراً ثم يلحق بنا.
فاتن : و أكرم ؟
أمي : انه منتظر في السياره .
قبلت امي ثم قالت : سأنتظر معه ..
مشت الى الباب ثم قالت : و لكن علي ان اودع شخص ما قبلاً .
كنت اعلم انها ستفعل شيئاً رائعاً لذا لحقت بها لرؤيته الوداع الجميل ..و قفت أمام الباب المواجه لباب شقتنا ثم بدأت بطرقه بقوه كما كانت تفعل قبل قليل فتح الباب رجل في الثلاثينيات المظاهر الخداعه تجعله يبدو في اوساط الاربيعينيات فهو اصلع و يلبس نظاره تغطي منتصف وجهه و قصير و مظهره كالمشردين و لكنه بالرغم من كل هذا مالك هذه العماره السيئه .. لوحت له فاتن بيدها ثم تكلمت بصوت عالٍ عمداً حتى تزعجه : مـــرحـــبـا ســيــد أحمد .. هــل وصــلــتك اخـــر الاخــبـار .. إنـنـا سنــخرج من عمارتــك القــذره اخــيـراً ..و هــذه قبــلــة الــوداع .
ثم صرخت بقوه و قامت بإحدى حركات الكراتيه التي تمارسها وهي ركلة قويه في ساقه و اظنها كُسرت فـفاتن حقاً قويه و ماهره تمتلك الحزام الأسود في هذه الرياضه .. و بعد ان حققت احد احلامها نزلت السلالم و هي تقفز و تغني بسعاده .الحقيقه لقد اعجبنا جميعاً تصرفها حتى امي فقد ضحكنا بقوه و لكن امي امسكت ضحكتها و ذهبت للسيد أحمد حتى تعتذر له عما فعلته فاتن و لكنه ابتسم ابتسامة مصطنعه ومتوجعه و قال : لا بأس فهي لازالت فتاة صغيره .. ثم إنها سعيده لاشك لانكم ستنتقلون اخيراً بعد كل هذه السنوات .
عدت للداخل و لم استمع لباقي كلامه المنافق .. قد تتسائلون ما سبب سعادة فاتن الغامره لخروجها من هنا ؟ .. و لمَ هي تكره ذلك الأحمد لدرجة ضربه ؟ ..
في الحقيقه هي ليست اسباب وجيهه بالنسبه لنا و لكنها كذلك بالنسبة لها ..فاتن تمتلك شخصية مجنونه و متهوره لا يستطيع احد السيطرة عليها و على تصرفاتها التي تجعلنا نكاد نجن منها و لكنها بالرغم من ذلك عفويه لا تستطيع ابداً ان تكرهها.. و أحد اهم الاشياء فيها التي يجعل الاخرين ينجذبون لها بشكل كبير عدا ذاك الأحمد هو جمالها الفاتن كأسمها لا يستطيع اي شخص المرور من جانبها من دون ان يبحلق في جمالها الأخاذ و هذا بالنسبة لها شيء ممل و مضجر فهي ترى هذا الجمال عائق أمام كل المغامرات و الاشياء المثيره التي تريد القيام بها ..
اممم نعود للإجابه عن الاسئله السابقه و التي اجابتها واحده .. أحمد مالك العماره شخص هادئ جداً و وحيد و اظن انه قد اصابته امراض نفسيه احدها الاكتئاب.. شخصيته المنغلقه دائما ما تتصادم مع فاتن المرحه و الشغوفه فهي لا تفعل اي شيء مهما كان صغيراً دون اصدار ضجه و لا اظنها تفعل هذا متعمده بل قد اصبح جزئاً من حياتها هو الازعاج و هذا يسبب لها المشاكل الكثيره مع أحمد فهم دائماً في شجار و قد يذهب الى والداي للشكوى منها و بذلك تعاقب هي بعدم الخروج من المنزل لمدة طويـــــله كما تقول الا وهو يوم واحد ..
طبيعته تلك جعلتنا نحن ايضاً نَمِل و نضجر من شكاويه المتكرره و التافهه .. و لذلك فاتن ترى انها اخيراً ستتحرر من السجن الذي عاشت فيه خمس سنوات و ترى الحياة و الدنيا .دخلت إلى غرفتنا التي قد تصاب فيها بضيق تنفس و ضيق بسبب صغر حجم النافذه التي هنا و حشر اربعه اسرة فيها .. ارتديت ملابسي بسرعه و التقطت هاتفي ثم غادرت نزولاً لأنتظر مع أكرم و فاتن في السياره و لكن سمعت منال تناديني { ســــاره } .. لقد كانت تريد ان نذهب للسيارة سوية و فعلنا .
* ___________ *_____________*
فوت + كومنت رجاءً
كنت ناويه اطول البارت اكثر بس البرنامج علق .. اظنه تعود ع البارتات القصيرهباي
أنت تقرأ
قيل بأن القمر هو الشاهد
Mystery / Thrillerحين تغفو المشاعر و يصبح الغضب و الحزن هو الميسطر .. ..حين يمنع الحقد الحب من ابداء رأيه .. .. حين نمضي قُدماً دون التفكير في عواقب ما نحن مُقبلين عليه .. ... هنا و في هذه اللحظات سيبقى الندم حليفاً الى الابد مرافقاً و محباً لنا مبتسماً بفخر لعثوره...