الرحلة الأولى

167 7 0
                                    

في وسط الصحراء ما بين كثبان الرمال.. رجل يلبس عباءة و عمامة باللون البني الفاتح.. مُمتَطٍ جملا .. يمشي نحو اللامكان في صمت حاملا معه حاجياته و مؤنته وسيفه الفضي الذي ورثه عن أبيه و الذي بدوره ورثه عن جده


إنه بطل قصتنا الرحالة إبن بطوطة أو كما يدعونه صلاح الدين

صلاح الدين:"يال نوبة حر اليوم أيها الجمل.. تُرى هل سأجد ما أبحث عنه في هذه البلاد التي أنا مُقبِل عليها"

يُصدِر الجمل صوت أي جمل آخر و يرفع رأسه


يبتسم صلاح الدين كأنه فهمه

يمر الليل و يخيم صديقنا في إحدى الواحات

ثم ينهض قبل الفجر بساعات لينطلق ويستكمل رحلته

.........

وصل صلاح الدين إلى مدينة بابل أخيرا بعد الفجر بساعة واحدة


صلاح الدين:"آاه يا إلهي.. حمدا لله.. وصلنا و كلنا خير و عافية"


يحلق طائر شبيه بالببغاء فوق صلاح.. فيمد ذراعه للطائر ليحط عليها


صلاح الدين:"ها أنت يا عِرفان"

عرفان(صوت الببغاء المزعج):"مياااه ميااه عاااق ميااه عاااااق عطشاان عاااق عطشااان"

صلاح الدين(يضحك ضحكة لطيفة):"عطشان يا صديقي.. خُذ هذه المياه.. إشرب حتى ترتوي"


يضع صلاح الببغاء على كتفه ويحضر سُرَّةَ مياه.. يسكب جُرعة منها بين يديه.. فيقفز عرفان نحو يَدَي صاحبه ليشرب


يذهب بطلنا نحو السوق الكبيرة.. يبدأ بإعداد محله الصغير ليتاجر بما أحضره معه و يكسب لقمة العيش


حاليا صلاح الدين يبيع بعض من أنواع الصناعات اليدوية التي لا تُكسر(أي القُفَف والأواني الخشبية).. و التي يصنعها بيديه من أشجار النخيل و أدواته.. و بعض ما يبيعه من أواني أحضره من بلاده

وصوله المبكر و بقائه طوال اليوم جعل رِبحهُ أكثر.. تَمَكُنُه في التجارة راجع إلى عائلته التي علمته هذه المهنة منذ الصغر.. كأي فرد من عائلة التُجار


جمع إبن بطوطة في يوم واحد ما يكفيه لثلاثة أيام  ليغذي بدنه ويستأجر مأوى.. و ما أحضره معه من عمله في بلاده كاف ليشتري مزيد من أواني هذه البلاد و يرتحل لبلاد أخرى..

رحلات إبن بطوطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن