ورقة تحت قطرات المطر

116 6 8
                                    

كنت أمشي في طريقي ببطئ وتحت قطرات المطر وجدت ورقة مرميةً في الطريق أثارت فضولي أمسكتها وقرأت مافيها و لم أتوقف عن التفكير في تلك الورقة والمكتوب فيها حتى وصلت إلى المنزل استحممت وغيرت ملابسي وذهبت إلى الفراش لكن في تلك الليلة لم أستطع أن أنام وذلك من شدّة تفكيري في الورقة أخذت أتأمل فيها كثيراً ذهبت إلى المطبخ حتى أعدَّ كوب حليب ساخن لربما أنام وبينما كنت أعد الحليب فجأة!!!! شخص يطرق الباب بعنف فزعت قليلاً ولم أعلم ماذا أفعل استجمعت شجاعتي وذهبت لأفتح الباب أمسكت مقبض الباب بحذر ،توقف صوت الطرق ، وعمَّ سكونٌ غريبٌ جداً فتحت الباب ببطئ شديد فوجدت فتاةً يافعةً مرميةً أمام الباب وكانت ملابسها مبتلةً لم أعرف ماذا أفعل حملتها ثم وضعتها على فراش بالقرب من المدفئة وفي الصباح استيقَظت واصبحت تنظر حولها بتعجب ، نظرت إليها وسألتها : ما اسمك ؟ومالذي جاء بكِ إلى هنا ؟؟؟ نظرت إليَّ وابتسمت من قلبها ولكن لم تتكلم ، مرت أيام ثم أسابيع ولم تتحدث بكلمة، لقد أصبحتُ محتاراً بين الورقة وهذه الفتاة فكّرت في لحظةٍ أنه هنالك رابطٌ بينهما وأنه قدر ولكن شعرت أن هذا غباء ومن المستحيل أن يكون ما أفكر به صحيحاً وأنه لا يحدث هذا إلا في الخيال ،كانت الفتاة طيلة الأيام تهتم بأمور المنزل وتنظِّفه وكانت سعيدة للغاية وفي ذات مرة وهي تنظف المنزل وجدت الورقة !!!!! دخلت إلى المنزل و وجدتها ممسكةً بالورقة وتبكي !!! لقد تعجَّبتُ كثيراً لم أعتقد أنها تجيد القراءة وأيضاً بكائها الغريب ، اقتربت منها وقلت لها ماذا بكِ ياابنتي عانقتني بقوة ولم تتوقف عن البكاء حتى نامت بين يديَّ وعندما استيقظت ، لم أستطع أن أسألها عن سبب بكائها خوفاً من أن تحزن أكثر وفجأةً أخذت ورقة وكتبت عليها كلمة ((آمل)) وقلت لها هل هذا اسمك حركت رأسها وكأنها تقول نعم ومن تلك اللحظة أصبحت أناديها...(( أمل-)) وذات يوم قررت الذهاب إلى صديقي الوحيد لأحكيَ له ماحصل معي من الورقة. .و الفتاة .. فذهَبت معي إلى ذلك الصديق وصلت إلى منزله استقبلنا و سألني قائلاً: من هذه الفتاة الفاتنة التي معك فأجبته هذه ابنتي انصدم وابتسم باستهزاء وقال أنا أعرفك منذ الصغر لم تفكر في الزواج يوماً فكيف تقول أن هذه ابنتك فحكيت له القصة كلها و أنها مثل ابنتي فقال أعطني تلك الورقة فأعطيته إيّاها قرأها وأصبح يضحك تعجبت من ذلك الضحك ، سألته لماذا! ! فقال لي هذا سر ، وعدت أنا والفتاة وكان عقلي غارقاً في الحيرة عدت إلى البيت في الليل ذهبت الفتاة إلى النوم وأنا أصبحت أفكر في تلك الورقة التي جعلت شخص يبكي بحرقةٍ وآخر ضحك بشدة ومن قلبه وأنه في نفس اليوم الذي أخذتُ فيه الورقة جاءت الفتاة لمنزلي وحتى الآن لم أعرف عنها شيءً وفي الصباح الباكر ذهبت كي اشتري بعض الخضار للمنزل أخذت ما ينقص من غذاء وذهبت لأدفع ثمنها أخرجت المال وأعطيته لللبائع ثم ذهبت وفي منتصف الطريق نسيت أن تلك الورقة كانت بين المال فذهبت إلى البائع لأسأله هل معه الورقة وقبل أن أتكلم قال لي كنت انتظرك هذه ورقتك وهذه بعض الفواكه هدية مني استغربت وقلت له لماذا فقال بسبب الورقة فقلت له مابها الورقة قال هذا سر ، لقد عدت إلى المنزل وكاد عقلي يطير من الجنون كنت امشي في الطريق وصادفني شرطي وفكرت قلت أن أعطيه الورقة ليراها وانتظر ردة فعله فقلت سيدي الضابط هل من الممكن أن تقرأ لي المكتوب في هذهه الورقة أخذ الورقة وقرأها واعتقلني وذهب بي إلى السجن لقد انصدمت توقف عقلي عن التفكير كل شيء حولي اختفى وغرقت في عالم من الخيال المرعب حتى أيقظني منه صوت الزنزانة ...!!!! نظرنت إلى جانبي الأيسر وجدت أشخاصاً عيونهم لشر عنوان ثم نظرت إلى جانبي الآخر فوجدت أشخاصاً نقيض عيون ماوراء القضبان !!!!كانت عيونهم تدل على العلم والحكمه فسألني شخص منهم مالذي جاء بك إلى هنا فحكيت له قصتي ولم أكن أتوقع أنه سوف يصدق كلامي ، لكنه قال لي :إذا تمكنت من استعادة ورقتك هل تسمح لي بقرائتها قلت وبيتعجب نعم أكيد وبعدها تكلّم مع أحد الضّباط ثم مرت ساعة أو أقل تقريباً وجاء الضابط بالورقة قرأها ذلك الشخص ثم قال لي سوف أُخرجك من هنا لم أعرف ماذا أقول أصابني الارتباك قلت له لماذا وكيف ،قال لي: أسئلتك عندها نفس الإجابة وهي الورقه لماذا سوف أساعدك من أجل الورقة أما كيف الورقة هي من ستخرجك من هنا لقد تجمد لساني من الصدمه ذهب الرجل وأخذ معه الورقة وأعطاها لنفس الضابط الذي جاء بها وبعد ساعتين أظن أنها كانت أكثر من سنة بالنسبة لي جاء الضابط ومعه الورقة وقال لقد تم الإفراج عنك لقد أصابتني القشعريرة وأصبحت أتعرَّق بكثرة أليس من المفترض أن أكون سعيداً لأنه تم الإفراج عني لماذا جسدي لا يطاوعني نهضت و فتحت الزنزانة كانت الطريق نحو الخارج بعيدةً جداً رغم أنها مجرد متر أو مترين كانت ميلاً بالنسبة لي وصلت إلى باب الزنزانة شعرت بدوار وبعدها لا أتذكر شيء حتى وجدت نفسي في المستشفى وقيل لي أني فقدت وعيي في السجن أصبحت أبحث عن الورقة في ثيابي ولم أجدها جاء الدكتور وقال لا تقلق ياصاحب الورقة قلت له بغضب من أين أتيت بهذا الاسم وأين ورقتي أعطاني الورقة وهمس في أذني أنا معك لا ضدك ثم ذهب وبعدها بقليل استقر وضعي وخرجت من المستشفى ذهبت إلى المنزل وأنا في الطريق كنت أفكر في تلك الورقة التي أدخلتني إلى السجن وأخرجتني منه وبينما كنت غارقاً في التفكير تذكرت الفتاة لقد نسيتها تماماً من كثرةِ الأشياء التي حدثت معي !! ركضت نحو المنزل طرقت وناديت يا أمل لقد عدت فتحتِ الباب وعانقتني بقوة وبكاء سعِدّتُ وحزنتُ في نفس الوقت وبعدها سمعت صوت خلفها: وأخيراً عدت أيها الأحمق نظرت وجدت أنه صديقي الوحيد نظرت إليه بابتسامة مليئة بالدموع مالذي جاء بك هنا أيها الغبي قال.. أهتم بما تهمله دائماً جلست معه وكالعادة حكيت له كل شيء وقال لي سوف تفهم في الوقت المناسب !! قلت حسناً ...وقلتها بحزن مرت الأيام وكانت أسرع من حزني وحيرتي فهما كانا بطيئان جداً وبعد أسبوعين من الذي حدث معي أصبحت الأخبار تتوالى على موجة الفقر والقحت كانت حالتي جيدة بالنسبة لمن حولي فأنا أختزن الطعام ولم أكن أستهلك كثيراً فليس هناك غيري أنا والفتاة مع مرور الوقت انتشرت مقولة حول العالم تناقلتها الصحف...العالم بدون ألوان... و هذه المقولة ذكرتني بشيء مكتوب في الورقة فجائتني فكرة وذهبت إلى صديقي وتكلمت معه عنها قال إنها فكرة رائعة جداً فذهبتُ لكي أجمع كل من قرأ الورقة ذهبت للبائع وبعدها للدكتور وكانت ردة فعلهم وقولهم واحدة وهي... لقد كنا ننتظرك ، وهكذا جمعت صديقي والفتاة و البائع والدكتور في منزلي وقلت لهم لا يهمني ماهو المكتوب في الورقة أريد منكم أن تساعدوني لإعادة إحياء العالم وإعطائه ألوانه فوافق كل منهم بسعادة وهكذا أنشأت معهم مثل الجمعية الخيرية لكن مختلفة قليلاً لأننا قررنا السفر عبر كل العالم وقلت لهم قبل أن نبدأ رحلتنا هنالك اثنين قرأا الورقة ويجب أن يأتيا معنا ذهبت إلى السجن والتقيت بذلك الشخص الذي أخرجني منه وقلت له في ما أفكر فيه فقال وأخيراً! ! فقلت له كيف ستأتي معي أنت وذلك الضابط قال اذهب وسوف أجدكم في الوقت المناسب ذهبت إلى أصدقائي ، لن نذهب سوف نبقى هنا فترة سألوني لماذا !!!!! قلت لهم ...أولاً لا أعرف عنكم شيء عدى تلك الورقة وثانياً علينا أن نضع خطة نعمل عليها حتى ننطلق ...!!!

عالم بدون الوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن