إذا وجِدت الحُرية، وجِدَ الوطنْ.بعضُ الأضاليل تكونْ في الطريقِ الخاطئ لكن من الممكن أن تكونَ في طريقكَ الصحيحة، بالنسبة إليك!
~~~~~~~~~~~
المكان :الولاياتِ المتحدة الأمريكية.
مدينةُ فيرغسوُنالسنة :1970م
~~~~~~~~~
وتحتَ تلكَ السماءِ التي تبكي إثر شجارٍِ بينها وبينَ الرعدِ الغاضب، وقفت تلكَ المرأة في منتصفِ العقدْ الثالثْ بمعطفِها الرماديِ المتسخ وقبعتها البيضاء التي تغطي رأسها قليلَ الشعر .
في إحدى يديها حملتْ بعضَ الأكياس التي يوجد بها ما يَسد جوعها وتملأ بها معدتها الخاوية وحقيبة تضعْ بها ما يُثبت أنها إنسانة! و في قبضةِ يدها الأخرى أمسكتْ كبسولة لتلك البطنِ البارزة.
الدوارُ هو الشئ الوحيد الذي شعرتْ بهِ في ذاكَ الحين، طرَحت تلكَ الأكياس والحقيبة أرضاً على الأرض المُبتلة تماماً ، أمسكتْ رأسها وبدأت تتنفَسُ بسرعة.
لم تَعُد قدمها قادرةً على حملها، لذلك اضطرتْ إلى إراحة تلك القدمِ المُتشققة والجلوسِ على قارعةِ الطريق بجانب أكياسِها.
مرَ بجانبها فتى صغير أشقر مع والدته، نظرَ الفتى إلى تلكَ المرأة ثُمَ التفت إلى والدته وطلبَ منها مساعدةَ تلكَ المرأة المسكينة، رفضتِ الوالدة بحُجَة أن المرأة سوداء، ومِنَ الممكن أن تكونَ مجرمة أو بها وباء على ما تعتقد!
إكتفت المرأة الجالسة بالنظرِ إليهما رغم عدم استطاعتها رؤية ملامحهما ودونَ التفوهِ بكلمة واحدة.
مرتْ سيارة ورائها و أعطت إشارة طويلة بمعنى أن تُفسِح الطريق.
جاهدتْ تلكَ السيدة قدمها على الوقوف مرة أخرى واستطاعتْ حملَ الأكياس.
حاولتْ جاهدة عدمَ الترنحِ في مشيها لأن الكثير من رجالِ الشرطة تقبع في هذه المنطقة، فقد تَلقى حتفها بسببِ رصاصة غادرة على يدِ أنجاس.
بعضُ الأشخاصِ ينظرون إليها بخوف وفزع، وبعض السيداتِْ النبيلاتِ هنا يتهامسنَ ويقهقهن ، وهى تسيرُ متجاهلةْ تلكَ الطعنات التي اعتادت على أخذها كُلَ صباح وتكتفي بالإبتسام وتحسُسِ بطنها المحببةِ إليها.
لمحت بجانبها مقهى صغيرْ، لكنه ملائم لشربِ قهوتها المهدئة، وملائم أيضا للراحة القليلة من حيثُ جسدها وقلبها وسمعها..
أنت تقرأ
أضاليل برمقِ القهوة
Kısa Hikaye{ وعندَ إتباعِ أضاليلكْ الفطرية، تعمى عنْ رؤية ملامحكَ أيضا، وترضى تذوق رمقِ قهوتك التي تشبهك، لذلِك كافِح مع جماعتك. } ملحوظةْ : القصة تتحدثْ عن مأساة إنسانيةْ في العالم ومعاناةِ فئة منَ البشر، منْ لديهم أرواح وأجساد تمامًا مثلنا، فإن كنتَ تعاني م...