ليله غامضه

268 24 12
                                    

فتحت لنا إمرأه شقراء .. تبدوا في الاربعين من العمر وهي مُمتلئه قليلاً ابتسمت لنا و قامت بالترحيب بنا .. و ادخلتنا الى الداخل ... و قدمت لنا الشاي .. و كانت تُخبرنا كم هي سعيد لمقابلتنا

- اسمي ليندا .. حقاً اسعدتموني بزيارتِكم (تقولها بإبتسامه واسعه)

كل شيئ بداء طبيعي بالنسبه لي و لكن هناك شيئُا ما كان يقلقني .. كانت هذه السيده تنظُر لي باسِتمرار و تبتسم .. و كأنها تعرِفُني من قبل .. ؟
لا اعلم لماذا ولكن ...

- وجدتها امي .. هل هذه هي ؟ (دخلت فتاه صغيره و نظرها كان موجه الى ذلك الشيئ اللذي كانت تحمله)

- ماذا قُلت لكِ جينا !! (قالت الإمرأه وهي تقف مسرعه .. و تذهب الى الفتاه .. لِتسحبها خارج الغرفه
و تحاول تغطيه الشيئ اللذي كان معها )

يبدوا و كأنهُ صندوق اسود صغير عليه بعضُ الاشياء
لا اعلم .. لم اراهُ جيداً

- هه ياللأطفال المشاكسون .. اذا .. الديك اطفالاٌ صغار ؟ (قالت الإمرأه لأمي .. محاوِله ابعاد توترها)

- لدي فقط مادلين بالسادسه عشر .. و ميلان بالثالثه عشر

- انهن لطيفات .. جميل ان يكون لديك اكثر من طفل
فأنا اعيش وحدي بهذا المنزل مع ابنتي جينا عُمرها 9 سنوات

- اين الآخرين ؟ (قُلتُ بتعجب)

تحولت انظار الجميع إلي .. فضحكت الإمرأه وقالت

- لدي ابنه و حيده وهي جينا .. غريب ان تروا إمرأه مثلي بهذا السن و ليس لديها الا فتاه بعمر 9 سنوات

- انا .. لا فقط ... امم .. ماذا عن الكلب .. اهو للحراسه ؟؟ ( احاول تغيير الموضوع)

- كلب ؟ نحن لا نملك واحداً

- ماذا ؟ .. الكلب الذي بالحديقه الخلفيه

- اسفه عزيزتي يبدوا انكِ اخطأتي .. قد يكون اتى من مكان ما وظننتي انهُ لنا (تقول بإبتسامه مُريبه)

- ولكن ...

- حسناً .. سررنا حقاً بلقائك و اظن انهُ حان وقت الذهاب نراكِ قريباً ( قالت امي مقاطعه لحديثي )

- وانا ايضاً .. اتمنى ان نلتقي قريباً

- وداعاً

خرجنا من منزلها .. و بينما نحن عائِدين لمنزلنا كنتُ انظر الى تِلك النافذه .. و اتسائل .. هل كل ما حدث مجرد وهم ؟؟ .. لا يوجد إلا إمرأه و ابنتها الصغيره ؟ ولكن ماذا عن ذلك الكلب ؟! .. ماذا عن ذالك الشخص المريب يستحيل ان يكون ذلك الشخص بالنافذه هي تلك المرأه .. فهيئتُها مختلفه جداً ..


في المساء ..
صعدتُ الى غُرفتي .. استلقيتُ على سريري ... و اخذتُ اقرأُ كتابي الى ان غلبني النوم ...

الغُرفه مُعتِمه بالكامل لا يُنيرها إلا ضوء القمر المتسلسل من النافذه .. هواء بارد خلف عنقي .. ليست الرياح .. فالنافِذه مُغلقه .. بل هو تنفس بشري ! نعم .. ومتأكده من ذلك ... بقيت لثواني متجمده .. ماللذي خلفي ؟؟ كان قريباً جداً .. ظننتُ انني احلم .. لكن للأسف لم يكُن حلماً .. استسلمتُ للأمر الواقع .. استجمعتُ قواي .. ثم التففت بسرعه الى الجانب الآخر .. لكن لا شيئ ؟؟ .. وقفت من السرير بسرعه .. واشعلتُ الاضواء .. التفتُ الى جميع انحاء الغرفه .. لكن ! لا يوجد احد !

اغلقت الاضواء مجددا ولكن ابقيت ضوءاً خافتاً استطيع به رؤيه انحاء الغرفه .. قررت العوده الى سريري .. ولكن لفت انتباهي شيئاً ما بالنافذه ...
اقتربتُ قليلاً لأتحقق .. وجدتهُ كرسمه او شيئاً ما .. ولكن عندما فتحتُ الستائر .. صُدمت لما رأيت .. نبضات قلبي بدأت تتزايد .. تجمدتُ مكاني بلاِ حراك .. الخوف يعتليني ... يستحيل انني اتوهم الآن .....

Ghost roomحيث تعيش القصص. اكتشف الآن