الفصل السابع

7K 660 180
                                    

تأوهت ماريا وهي تفتح عينيها ببطء لترى بيتر يقف بجانب السرير، منهمك في تضميد جراحها.
- من انت؟
كانت تتكلم بصوت واهن و هي ترى وجه ذلك العجوز ذو النًَظرات الدائرية فوقها يضع المرهم على جرح على رقبتها، فأشاحت بوجهها عنه وهي تقضم شفتها السفلى في ألم.
ابدت انزعاجها لتحاول النهوض لكن بيتر قال مانعا:
- عليك بالراحة ، لا تتحركي.
لكنها لم تنصت اليه بل اكملت نهوضها ليتراجع زام شفتيه باستنكار.
-اين قائدك؟
وضعت يدها على رأسها وهي تشعر بشيء من الدوار ليجيب بيتر:
- انه يعاقب من قام بمهاجمتك.
التفتت اليه في دهشة قبل ان تقف وتسير نحو الباب غير ابهة بتنبيهات بيتر ودعوته لترتاح.
فتحت الباب لتخرج الى سطح السفينة فشاهدت ما جعلها تقف في ذهولة.

تراقصت نيران المشاعل ، كأنها تزيد من تأجج نار غضبه ، وهو يقف شامخا مهيبا فوق برك من الدماء ورؤوس عدد من الرجال المتواطئين تحت قدميه مفصولة عن اجسادهم الهامدة.
وضعت يدها على فمها من بشاعة و وحشية المظهر واشاحت عينيها عن ذلك المشهد الدامي قبل ان تعيد انتباهها الى سيزار الذي بسط ذراعه امامه فيما يده ممسكة بسيفه الملوث بالدماء.

- هاؤلاء قد خالفوا قانوننا ، وهذا هو عقابهم العادل.
نظر سيزار حوله الى وجوههم المرتعبة و القلقة
قبل ان يرفع بصره برهة ليقع على ماريا التي تستند الى اطار الباب قبل ان يعيد نظراته تلك الى رجاله واضاف مؤكدا بشدة:
- هذا عقاب من يخالف القوانين، امراة الكابتن يمنع المساس بها ومن يفعل فهو يتجرأ على التعدي علي، وانا لا ارحم ابدا من يحاول ذلك.

توترت حين التقت نظراتها بنظرات سيزار الغامضة مرة اخرى وقد رأت فيهما بريق اللهب، وهذه المرة شعرت انه يخطط لشيء لن يعجبها . شيء خطيرللغاية!

تجاوز الجميع متوجه اليها بخطوات سريعة وامسك ذراعها وجرها معه الى داخل القمرة، وقد لاح غضبه على ملامح وجهه ونظر الى عمق عينيها حين اوقفها امامه في وسط غرفته، فحبست انفاسها بينما تكلم من بين أسنانه في حزم:

-الليلة تكملين رسم المخطوطة ولن أقبل اية نقاش.

تملكها الغضب هي الاخرى وردت في حدة:

-بيننا اتفاق، فأنا لازلت لا أثق بك.

دفعها ضد الجدار و قد كتمت المها وهو يمسك بعضدها بقسوة:

-لست اهتم ان كنت تثقين ام لا، سلمي الخريطة، و في المقابل اعدك بأنك ستغادرين السفين حين نصل لأول مرفأ.
- لاكن لا اريد المغادرة!

نظر اليها في استفهام قاطب حاجبيه لتكمل :

- انا اريد البقاء هنا ، الخريطة التي تطالب بها خريطة كانت لوالدتي ولي الحق في...

- قم بتنفيذ الأمر والى سوف اعذبك بطريقة تتمني فيه الموت.

قاطعها بحدة ارعبتها بشدة، لهجته والغضب الذي يقفز من عينيه جعلتها تفكر كم هو رجل خطر للغاية، فأخذ قلبها ينبض بشدة لكن لم ترد اظهار ذلك له.
- قم بلمس شعرة واحدة مني ولن ترى خريطتك تلك.

الأشرعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن