جلست ماريا في حديقة القصر تتناول افطارها في هدوء وهي تراقب عن بعد ترتيبات الحفل التي تقام والخدم المشغولين، في تجهيزات الحفل الضخم.
ترشفت الشاي قبل ان تقف حين رات الين تمشي نحوها على عجالة بوجه واجم و قلق.
- الين هل انت بخير؟
سألت ماريا في قلق فيما امسكت الين بيديها في رجاء وقد تحررت دموعها.
-ابي، لقد تم القبض عليه ، ارجوك اريد رؤية الكونت
-بالطبع.
سارت بها الى داخل القصر لتجد الكونت يخرج من غرفة مكتبه، فنظر الى ماريا والين التي قالت في لهفة:
- اعتذر على ازعاجك سيدي، ولكن ابي تم القبض عليه اليوم.
- ماذا؟ من يجرأ على القبض السير جونسن.
-انه الجنرال شون بأمر من الكابتن بلاك.
صمت كريستفور ولاحضت ماريا ان الأمر سيكون غاية في الصعوبة من ملامح والدها فالجميع يعلم ان من يقبض عليه بلاك لن تكون نهايته سعيدة.
كان السير جونسن جالسا مقابل مكتب بلاك الذي نظر اليه في هدوء وقال:
-هل يمكنني ان اعلم سبب قبضك علي بهذه الطريقة المهينة كابتن بلاك؟نظر اليه بلاك في برود ثم قلب الاوراق امامه، وقال بصوته الهادئ:
- لقد بلغتنا شكوة من الدوق وليام يقول فيها انك قمت بسرقة شحنة زيت الحيتان من سفينته.
-انا لن اقبل هذه التهمة.
انفعل ضاربا سطح الطاولة بيده فرمقه بلاك بنظرة قوية فيما وقف شون جانبا يراقب بصمت.
- لقد تحققنا من الآمر سيد جونسن، وقد اعترف رجالك بكل شيء وحتى عن مكان المخازن.
اشار الى شون بنظراته ليأمر هذا الأخير الحارس بإدخال رجلين اختفت ملامح وجهيهما من شدة الضرب والتعذيب.
بلع جونسون ريقه ونظر الى بلاك الذي كان وجهه كالصخر لا يوحي عن شيء، فقال في ضيق:
-مالذي ستفعله.
-ببساطة سيحكم بينكما القاضي.
-ماذا لو اعطيتك صندوق من الذهب لتتغاضا عن الآمر.-انا لست بحاجة الى ذهبك.
التفت جونسون حوله في قلق وارتباك قبل ان ينظر الى بلاك في رجاء وهمس:
-ارجوك سأفعل اي شيء.
-هناك شيء واحد سينقذك.
تحرك شون بمفرده وغادر مع الحارس والسجين لينظر بلاك الى قلب عيني السير المتسعتين حين قال:
-اريد الزواج من ابنتك.
رفع راسه ناظرا الى الكونت كريتفور الذي طرق الباب ثم دلف وصاح في بلاك:
- انت تتجاوز حدك كيف تجرأ....
قاطعه جونسون وهو يقف يعدل هندامه:
- ارجوا ان تضبط اعصابك يا صديقي العزيز ، فالكابتن بلاك كان يخبرني عن رغبته في الزواج بابنتي، وانا اوافق.
قال جونسون وهو ينظر مباشرة الى عيني بلاك فيما وقف كريستوفير بينهما حائرا قبل ان يتدارك الأمر ويعي ان سفقة ما تمتم و المسكينة الين كانت القربان.•••••••••••••••••
وقف سيزار مع كاسبر ودرو وتايغر يراقبان القصر من بعيد فيما همس كاسبر بجانبه:
- كابتن هاذا هو القصر للكونت كريستوفير فيردننانت لقد تحريت عنه وعلمت ان له ابنة واحدة هربت ليلة مهرجان الربيع السنوي، وللمصادفة كانت ذات الفتاة التي عادت مع بلاك منذ اسبوع ويحكى ان القراصنة من خطفوها ولم تهرب كما يشيعون.
-ما اسمها؟
- لم تكذب بشأن اسمها .
ابتسم سيزار ابتسامة جانبية ساخرة وقال:
-لهذا كانت حريصة على عدم افصاحها عن هويتها الحقيقية، فتاة ذكية....
لمعت عيناه العميقتين وقال متوعدا:
-ستحمل لك هذه الليلة مفاجأة لن تنسيها ابدا.
كسر قنينة العطر حين وقع من بين يدي ماريا وهي تجلس امام مرأتها تضع لمساتها الأخير على زينتها وهي ترتدي ثوب عاجي مطرز بالخيوط الذهبية، فيما كان شعرها الاسود الفاحم مشدود الى الخلف بأناقة وقد تهادلت خصلاته المموجة على كتفيها.
نظرت الى السائل العطري التي تشربته اطراف ثوبها و ارضية الغرفة وقد ضاق صدرها فجأة .
هبت مربيتها ونادت الخادمة لتجمع الزجاج المتناثر فيما خاطبتها مهدئة:
- لا تحزني يا سيدتي اعلم انه عطرك المفضل سنجلب غيره لا تقلقي.
لم تجبها ماريا بل نهضت من مكانها وهي تفرك يديها، احساسها لا ينبأها بخير ، هي واثقة ان شيء ما سيحدث.
أنت تقرأ
الأشرعة السوداء
Macera#1🥇 ADVENTURE "HOT" 5/1/2021🔥 #1🥇القراصنة 28/8/2021🔥 المحيط، غامض و عميق، جذاب ومغري ولكنه غادر ولا يرحم! و هذا ما تعلمته النبيلة ماريا عندما قررت خوض غماره و الإبحار مع القرصان سيزار ذائع الصيت، هنا لم تتعذب فقط من ثقل الرحلة ومخاطرها بل تعذبت...